مقالات وآراء

عواسة فطيرة في طاجن الانقلاب..!

مرتضى الغالي

أخبار الأمس أن كامل إدريس بحث مع (بت عبد الجبار المبارك) مستقبل السودان ومسار استعادة الديمقراطية وتدابير الفترة الانتقالية..! يا لهوان السودان ومستقبله..!

كما انه اتصل عاجلاً بالسفير السوداني في طهران للنظر في إعادة السودانيين المقيمين في إيران..!

هذه هي أخبار السودان وأخبار نشاط رئيس وزراء انقلاب سلطة بورتسودان بالأمس التي تناقلها البريد والبرق ولاكتها صحف (الكرامة) وشاشات الجماعة..!

والاثنان كامل و”بت عبد الجبار” هما (تعيين خارج الكشف) كما تقول لوائح الخدمة المدنية..! كما إنهما (مكريين) أي مؤجرين بواسطة انقلاب البرهان الذي قطع الطريق على الديمقراطية وعلى ثورة ديسمبر العظمى..!

ومن العجائب إنهما قاما بأداء القسم أمام البرهان (حانث اليمين الأعظم) ولك يا صديقي أن تتأمل في قيمة هذا القسم الذي جمعت “ناموسية عدم الشرعية” جميع أطرافه..و(دقي يا مزيكة)..!

جماعة الانقلاب الذين انقلبوا على الديمقراطية يريدون استعادة الديمقراطية ورسم مسار الحكم المدني..!!

لو سمع بذلك شكسبير لأعاد دعاء “الملك لير” غضباً على بناته العاقات (أين أنتِ أيتها الصواعق اللاهبة والعواصف النارية..؟! وأنت أيتها الرعود القاصفة: لماذا لا تقلبين نظام الكون وتدكين هذي ألأرض دكاً دكاً حتى تنثرين للرياح المُزمجرة نطفة الإنسان الكنود)..!

السودانيين في إيران (على العين والرأس) وهم بضع عشرات..وقد أعلن أكثر من 85% منهم عن عدم رغبته في الجلاء عن إيران..! طبعاً روح مواطن سوداني واحد هي أكثر قيمة من كل مؤسسات وخزعبلات سلطة بورتسودان..!

ولكن يا رئيس وزراء هذه السلطة المُغتصبة الغاشمة؛ أنت تتحدث عن (الجلاء الأمن) لمن يقيم في إيران؛ لماذا لم تسأل عن (البقاء الآمن) لمن يقيمون داخل السودان..!

أنت تخشى على السودانيين في إيران من القصف الإسرائيلي..لماذا لا تخشى على المواطنين بالداخل من القصف السوداني..!

متى يخرج هذا الرجل من الفقاعة الملوّنة التي يعيش فيها؟

لماذا لم تسأل عن الأطفال والمدنيين المحتجزين بين النيران المتبادلة بين عسكر البرهان وكرتي وقوات الدعم السريع..؟! هل هؤلاء السودانيين في طهران وحدهم مَنْ يواجه خطر الموت أم 30 مليون سوداني بالداخل وأكثر من 14 مليون نازح يهددهم الموت (خاصة لاجئي المعسكرات) جوعا ومرضاً وقهراً..!

وأين حماية الأطفال الذين يموتون بسوء التغذية..؟! والسودانيين الذين يموتون بالفشل الكلوي..؟! ما هذه الشهامة الألمعية و(الزعامة الكاريزمية) التي تبدو عليك وأنت تجلس أمام التلفون الأخضر (بالكرفتة الوردية) لتهاتف سفير السودان في طهران مبدياً القلق عن أوضاع بضع سودانيين يقيمون آمنين في العاصمة الإيرانية..؟!

هؤلاء السودانيين في إيران غير مستهدفين بالقصف الإسرائيلي لأن تل أبيب ليس لها عداء مع البرهان..كما أنهم غير مستهدفين بالقصف لأنهم ليسوا (منشآت نووية) ولا يشكلون جزءاً من الوقود النووي في (مفاعل بوشهر)..!

بالمناسبة سفير السودان في إيران من الاخونجية لا مراء في ذلك..كان يعمل في تشاد وتم تعيينه كأول سفير لدى طهران بعد إعادة العلاقات في 2024..وقد ذكرنا ذلك فقط من باب أن يعرف الناس حقيقة تغلغل الكيزان في وزارة الخارجية ومؤسسات الدولة..!

لقد بدا رئيس وزراء الانقلاب (بتاع الزهور) بعد مكالمته الهاتفية وكأنه سوف يرسل على الفور بارجة بل غواصة أو فرقاطة أو (حاملة طائرات) عليها سرب من المروحيات لإجلاء السودانيين من إيران في عملية إبرار كبرى على سواحل نورماندي..!

لله در المثل الذي يقول إن ادعاء الذكاء والقدرة في غير مكانهما (أسوأ من الشعوذة)..!

الديمقراطية يعيدها أنصارها ولا تستعيدها جماعة الانقلاب التي تتبضّع بخيام الإغاثة ولبن الأطفال أو من يعملون معها بالأُجرة..! عاشت ثورة ديسمبر العظمى…الله لا كسّبكم…!

‫2 تعليقات

  1. كنت ساترفع عن كتابة المثل الآتى (الفاضى يهمز أمو) لكن هكذا هم الكيزان يجبروننا على ما يجب الترفع عنه تآدبا ، وحقيقه الكيزان وضيوفهم او إن شئت أصفيائهم صار شغلهم الشاغل ( همز أمهاتهم ) وهكذا نحن حظنا الهباب فرض هؤلاء المهاويس قوامون علينا وحق أن يقال فينا ( المنحوس بيضاتو بتعتر ليهو ) وهل هناك ما هو أسواء من هكذا حظ ؟!!.

  2. أجمل حدث بعد انقلاب البرهان هو احضاره لاخينا رئيس وزراء داوننغ استريت، فجأة ازداد لدي هرمون الاندروفين الذي يزيد الاحساس بالسعادة في وقت الكوارث و الاحزان الكبيرة. انه كما يقال التاثير البصلي الكاذب و هو الضحك و انت في قمة ألم و حسرة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..