الأيدي المدنية تتجه لبريتوريا لانتزاع المستقبل

✍️ محمد هاشم محمد الحسن
في دهاليز السياسة الدولية، حيث تتشابك الخيوط المعلنة والخفية، لا يمر لقاءٌ رفيع المستوى مرور الكرام. عندما يلتقي وفد (صمود)، بقيادة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في بريتوريا، فإن المشهد يتجاوز مجرد تبادل المجاملات الدبلوماسية ليصبح لوحة معقدة تحمل دلالات استراتيجية عميقة ورسائل متعددة الأوجه. هذا اللقاء، الذي يأتي في خضم أزمة سودانية طاحنة، يكشف عن محاولة جريئة لإعادة تشكيل مسار الصراع، ويسلط الضوء على تطلعات قوى مدنية تسعى لانتزاع زمام المبادرة من قبضة الرصاص والدماء.
إن أهم ما تحمله هذه الزيارة في طياتها هو محاولة إعادة تعريف الشرعية والمشروعية. فبينما يغرق الجنرالان المتناحران في صراع دموي على السلطة، يُقدم وفد صمود نفسه كبديل مدني منظم وفاعل، مدعوم بخبرة سياسية دولية سابقة. ما يتبين من هذا التحرك هو سعيٌ حثيث لـ(تأهيل) القوى المدنية دولياً كصاحبة الحق في قيادة المرحلة الانتقالية، وبناء اعتراف دولي بها يسبق أي تسوية شاملة. هذا التموضع يرسخ مكانة هذه القوى كممثلة للإرادة الحقيقية للشعب السوداني وتطلعاته الديمقراطية، ويُبرز غياب أي أساس لشرعية حكم الفصائل العسكرية التي أغرقت البلاد في الفوضى.
الخط الثاني، والأكثر إلحاحًا، يكمن في خلق نقاط ضغط خارجية على الأطراف المتحاربة. يدرك القادة المدنيون أن نفوذهم المباشر على القوات المسلحة وقوات الدعم السريع محدود للغاية. لذلك، يهدف هذا المسعى، من خلال الزيارة وامتدادها لجولات أخرى، إلى حشد قوى إقليمية ودولية ذات ثقل كجنوب أفريقيا التي تتمتع بتجربة فريدة في بناء السلام بعد الصراعات لممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية وأخلاقية على طرفي النزاع. إنها محاولة لاستخدام الدبلوماسية كرافعة قوية لإجبار الجنرالات على التفكير في خيارات تتجاوز الحل العسكري الذي أثبت فشله الذريع، على أمل أن يكسر ضغط من عاصمة إفريقية مرموقة مثل بريتوريا الجمود الذي يلف مسارات الوساطة التقليدية، مثل محادثات جدة التي لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن، والتي قد تعاني من تضارب في الأجندات الإقليمية لبعض الأطراف المشاركة.
كما أن هذه الزيارة تمثل تموضعًا مبكرًا لقيادة ما بعد الصراع. ففي الوقت الذي يعمل فيه وفد صمود من أجل وقف إطلاق النار، فإنه في الوقت ذاته يؤسس لنفسه دوراً محورياً في أي ترتيبات مستقبلية. إن تأمين دعم دولة بحجم جنوب أفريقيا يضع الدكتور حمدوك وفريقه في موقع متقدم كقيادة مؤهلة ومقبولة دولياً لأي حكومة انتقالية مدنية مقبلة. هذا التحرك الاستراتيجي يهدف إلى التأكيد على أحقية المدنيين في قيادة المرحلة القادمة، ويضمن وجود صوت مدني قوي على طاولة المفاوضات عند صياغة مستقبل السودان. لكن هذه الجهود لا تخلو من تحديات داخلية، فالقوى المدنية نفسها قد تواجه تحديات التشرذم، وصعوبة الوصول الفعال لجميع شرائح المجتمع السوداني داخل البلاد، ومحدودية الموارد، مما يتطلب تضافر جهود شعبية واسعة لدعم هذه المساعي الدبلوماسية.
من جانب جنوب أفريقيا، لا تخلو الاستضافة من دلالاتها الخاصة أيضاً. فهي تسعى إلى تأكيد قيادتها الإفريقية وتعزيز نفوذها الدبلوماسي. لطالما سعت بريتوريا لتكون رائدة في حل النزاعات بالقارة، وهذا اللقاء يعزز صورتها كفاعل دبلوماسي رئيسي قادر على المساهمة في تسوية أزمات القارة المعقدة. كما أنها فرصة لجنوب أفريقيا لتأكيد دورها الفاعل في مواجهة الأزمات الأفريقية الكبرى، وتظهر التزامها بالسلام والاستقرار. ولا يمكن إغفال المصالح الاقتصادية طويلة الأمد، حيث يمكن أن يفتح استقرار السودان، وهو بلد غني بالموارد كالذهب والنفط والأراضي الزراعية الخصبة، أبواباً لفرص استثمارية للشركات الجنوب أفريقية في مجالات إعادة الإعمار والتنمية، مستفيدة من تجربتها الخاصة في البناء ما بعد الصراعات.
أخيرًا، هذه الزيارة لا تحدث في فراغ. توقيتها الحاسم في ظل فشل الحلول العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية يبعث برسالة قوية إلى جميع الأطراف، بمن فيهم اللاعبون الإقليميون والدوليون الآخرون. إنها دعوة ضمنية لإعادة تقييم الاستراتيجيات المتبعة، ولإدراك أن أي حل مستدام يجب أن يضع الكارثة الإنسانية في صميم أولوياته، وأن يعتمد على حل سياسي شامل تقوده القوى المدنية ويدعمه المجتمع المدني والجماهير السودانية، بدلاً من إغراق البلاد في أتون صراع عسكري لا نهاية له. إنها محاولة جريئة لإعادة بوصلة السودان نحو الأمل، حتى لو كانت الدبلوماسية لا تزال تسير تحت الرماد.
كيف لا تعلمون أسباب تعثر مبادرات إيقاف الحرب ويعلمها ثامبو أمبيكي؟
وهل يوجد أصلا من لا يعرف هذه الأسباب؟
اسباب تعثر مبادرات إيقاف الحرب هي تحديدا:
1) لأن جميع تلك المبادرات قامت بها جهة واحدة فقط وهي دولة الأمارات، الدولة الداعمة للحرب، والتي هي الخصم والحكم في آن معا، وقد قامت بها جميعا عن طريق قفازات وأقنعة مستعارة مثل الرباعية والثلاثية والمبعوث الأمريكي امبريللو ومجلس حقوق الإنسان بجنيف والإتحاد الإفريقي برئاسة التشادي المرتشي السابق موسى فكي ومنظمة الإيقاد لمكافحة الجراد، وأيضا تستخدم من آن لآخر مجلس الأمن عن طريق رشوة بريطانيا الدولة الحاملة للقلم في مجلس الأمن لتعبث بمشاريع القوانين لتتوافق مع أجندات الأمارات مقابل عقود ثمينة لشركاتها ورشاوي تسيل لها لعاب مسؤولي الدولة البريطانية.
2) ولأن دولة الأمارات صممت تلك المبادرات المفخخة جميعها لهدف واحد هو ضمان إنتصار المليشيا المتمردة على الجيش السوداني، وضمان أن يتم تشكيل حكومة المليشيا في الدولة السودانية الجديدة من قيادات الحاضنة السياسية للمليشيا (قحت قحتقدم صمود تأسيس).
3) وأن يكون الشعب السوداني مثل شعبها شعبا مذلولا مقهورا مجبورا معصورا تحرم عليه ممارسة السياسة أو التمتع بالحرية، ولا رأي له في من يحكمه أو يسوسه ويدير دولته.
4) وإذا تعذر إنتصار التمرد على الجيش السوداني على مستوى السودان، فلا أقل من أن تنتصر على مستوى دارفور وتحتل مدينة الفاشر وتعلن منها حكومة تأسيس الكينية بحدود إقليم دارفور الكبرى.
5) ومن الأسباب الفرعية الملحقة بأسباب الكفيل والمكملة لها هو حرص (قحت) الحاضنة السياسية للجنجويد على هزيمة الجنجويد للجيش السوداني عن طريق التفاوض، وذلك لتأكدها أن ذلك الإنتصار لن يحدث في الميدان الذي اصطف فيه الشعب والمستنفرين والكنداكات وغاضبون ولجان المقاومة مع الجيش السوداني، ولكن يحدث فقط عن طريق المفاوضات الملغومة التي ترتبها وتمولها وتديرها وتحرك خيوطها، من خلف الكواليس، دولة الأمارات لضمان أن يكون التفاوض على أساس مبادلة مناطق سيطرة الجنجويد من بيوت مواطنين وأعيان خدمية مدنية وقرى ومدن وولايات، وتسليمها للجيش السوداني مقابل رد الإعتبار لمليشيا الدعم السريع المتمردة كما كانت، وضمان عودتها الى العمل العسكري والسياسي والتجاري والإستثماري بقيادة آل دقلو وحاضنتها السياسية قحت.
>>> فهل هناك أسباب أخرى غير هذه الأسباب لتعثر مبادرات إيقاف الحرب والتي يعرفها الجميع، بمن فيهم ثامبو أمبيكي؟
>> أنهم مسلوبو الإرادة إشترتهم الدويلة وتمسك عليهم الكثير من الملفات والفيديوهات، فهم ينفذون تعليمات الكفيل صاغرين، وهو الذي نقلهم الى جنوب إفريقيا كما نقلهم قبل الى باريس وجنيف ولندن ولوكسنبورج ونيويورك، وآواهم وأعاشهم في فنادقها كما فعل لهم في السابق، وأمرهم بمقابلة ثامبو أمبيكي، ليس لمناقشة أسباب تعثر مبادرات إيقاف الحرب كما يزعمون كذبا وزورا، ولكنهم يقابلون أمبيكي بصفته الشخص الذي ألف دستور الإتفاق الإطاري بتكليف من الكفيل وسفارات الدول الغربية التي دفعت به بدورها، بعد تنقيحه وتعديله، الى تمهيدية لجنة محاميي وجدي دريبات لتتتبناه وتزعم أنها هي التي صنعته على الرغم من أنه برئ منها براءة الذئب من دم يوسف.
فالقحاتة بجتمعون مع ثامبو أمبيكي اليوم بتوجيهات وتعليمات من الكفيل بهدف التشاور معه والبحث لهم عن مشروع مؤامرة جديدة يدفعونها في الساحة الإقليمية الإفريقية ليشغبوا بها على رئيس الوزراء كامل إدريس حتى يفشلوه، كن يقدروا، عن تشكيل حكومة يعترف بها الإتحاد الإفريقي فيخرجوا من المولد بدون حمص.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0hpVesi6gG2pPdd9EB14UoVGiAbyGcC7EuUZnxubUbhrtVRgMt2aLSjABVz5zbJDsl&id=100064518107220
خرج الجداد الإلكتروني الممعوط والمزعوط بفععل الثورة ولكن هيهات سيهزم القوم ويلون الدبر وإن غداً لناظره قريب .