اختيار البروفيسور/ كميل ادريس (كميل شمعون) رئيساً للوزراء، اختيارالرجل المناسب للنظام المناسب

اوهاج م صالح
لم يكن اختيار كميل شمعون، اقصد كمال ادريس، رئيساً للوزراء، محض صدفة او لمؤهلات الرجل التعليمية فقط، ولكن لشىء في نفس الكيزان. فالكيزان لا يقبلون بأي انسان ما لم تنطبق عليه مواصفاتهم، فهم لا يختارون الا الشخص الذي فيه شق حتى يتمكنوا من ابتزازه ولي ذراعه (المثل السوداني يقول “الفرع لو ما فيه شق ما بقول طق”). لذلك اقول ان اختيار البروف كميل ادريس، يعتبر اختيار الرجل المناسب للنظام المناسب. وبمناسبة هذا الإختيار دعوني ارتجل ابياتاً قليلة بهذه المناسبة مستعيرا بعض كلمات الأغنية القديمة (يا سايق العظمة) لأقول:
يا ماشي ل باريس *جيب لي منها رئيس
من هيئة التدليس * شرطاً يكون لبيس
ومن الكتاب قراي * وكمان ابوه ادريس
حداث وما سواي * وفي الطلس إبليس
السيد كميل ادريس، هذا الرجل الإستعراضي، انا اعتبره زول كيسو فاضي سياسياً وإدارياً، كما يقول السودانيين، طبعاً ليس من ناحية التأهيل الأكاديمي، ولكن من الناحية السياسية والعملية. هذا الرجل يبدو عليه بتاع تنظير، والخطاب يكفيك عنوانه المتمثل في خطاباته الإستعراضية التي القاها منذ ان تقلد هذا المنصب الحساس قبل اكثر من شهر. الرجل القى خطابه الإستعراضي الأول بثلاثة لغات، منها لغتين لا تعنينا كسودانيي في شيء، اللهم الا اذا عينه على منصب ما في احدى الهيئات أو المنظمات الدولية، وحتى هذه لا يجرؤ ان يتقدم اليها لأن كرته عندها محروق تماما. اما بالنسبة لنا فاللغة العربية تكفينا وزيادة لأنها هي اللغة الرسمية للدولة وتقريباً يفهمها معظم السودانيين.
السيد كميل في كل خطاباته التي القاءها حتى هذه اللحظة، لم يترحم على ارواح الذين قضوا في درب النضال ضد نظامه الفاشي، ولم يدعو الله ان يعيد المفقودين الى زويهم ويشفى المرضى، ولم يتحدث عن الحرب ومآلاتها. وفوق كل هذا، فالرجل حتى هذه اللحظة لم عن خططه لإيقاف هذه الحرب القذرة، ووقف نزيف دماء الشباب التي خضبت كل ارض السودان، وكذلك لم يقل لنا كيف يؤمن الغذاء للجوعى الذين تتحدث عنهم منظمة الأمم المتحدة بأن اعدادهم تجاوزت ثلثي سكان البلد، بل لم نسمع ولم نرى له أي مجهود للقضاء على الأمراض القاتلة التي لازالت تفتك بالشعب السوداني في جميع مناطق السودان، ولم ينطق بحرف واحد عن سوء التغذية الذي ادخل اكثر من 80% من اطفال السوداني في نطاق سوء التغذية الحاد. وفوق هذا كله، فإن السيد كميل لم يقدم حتى لحظة كتابة هذا المقال، أي خارطة طريق توضح برنامج عمله الخارجي مع(المنظمات، والهيئات، والدول) وبرنامجه الداخلي كرئيس للوزراء.
اكثر من 25 مليون سوداني نازح داخل وخارج السودان، ومع هذا لم يقدم لنا كميل شمعون أي خطة لإعادة هؤلاء النازحين الى ديارهم سالمين آمنين. طبعا لم نقل غانمين لأنهم هم الذين اصبحوا غنائم للغير بما في ذلك الكلاب والقطط والطيور الجارحة والشفشافة. وبدلا عن ذلك تسارع وزارة خارجية السيد كميل، في اجلاء كتائب البراء من ايران الى تركيا، وبتنسيق دقيق بين السفارتين في البلدين (ظهران وانقرة)، مع التوصية بتوفير الرعاية والإهتمام اللازم بهم بعد اجلائهم الى تركيا. هؤلاء البراؤون والذين لا يتجاوز
عددهم في طران بضع آلاف، يشكلون وصمة عار في جبين السودان، لذلك كان من باب اولى تركهم يحترقون في ايران، بدلا من احضارهم للوطن ليؤذوا ما تبقى من شعب مغلوب على امره ( عملاً بمبدأ أخف الضررين).
كما تلاحظون انني لم اتطرق لخطاب رئيس وزراء حكومة بورتسودان الأخير، لأنه عبارة عن هراء ولا يستحق التعليق، حيث ان كل ما ورد فيه هو عبارة عن طلب ترشح وزراء بمواصفات ملائكية، وهو ذات نفسه لا تنطبق عليه هذه المواصفات التي ذكرها. الظاهر ان السيد كميل، طلب من الذكاء الإصطناعي رفده بالمتطلبات التي ينبغي توفرها في من يشغل وظيفة وزير، وبكل اسف عندما تحصل عليها قرأها كما هي ولم يضف او يحذف منها، على الأقل، ما لا تنطبق عليه. لذلك اوصي السيد كميل، بالا يضيع وقته ولا يتخذ التسويف وسيلة لإطالة أمد بقاءه في هذه الوظيفة، وان يباشر فورا في اختيار وزراءه من الذين هم حول النظام الحالي ( امثال اردول، والتوم هجو، والجاكومي، وفكي جبريل، ومالك عقار، وم نلف لفهم) لأنهم الأنسب للعمل في كهذا بيئة. لأن النظام الذي اتى بسعادة البروف كميل، وأتى بخالد كرداوي (الإعيسر) لن يرضي بأشخاص تنطبق عليهم مواصفات السيد كميل ادريس، لأنها ليست ذات معايير حكومة الأمر الواقع. أما الذين زكيتهم له هنا تنطبق عليهم جميع المواصفات الوظيفية المطلوبة لدى حكومة بورتسودان.
يا رجل موصفاتك هذه اكثر من مواصفات جائزة السيد/ محمد ابراهيم ( مو ابراهيم) للحكم الرشيد في افريقيا، والمخصص لها مبلغ خمسين مليون دولار، وآلاف الدولارات راتب شهري لعدة سنين، ومع ذلك لم يحصل عليها الا القليل من الرؤساء الأفارقة. وأي انسان تنطبق عليه مواصفات الذكاء الإصطناعي هذه (مواصفاتك)، سوف لن يقبل العمل معكم ومع نظامك الحالي، لأنه سيكون (over qualified)، أي مؤهل اكثر من اللازم او المطلوب، وبالتالي سوف لن يقبل بإهانة نفسه والتقليل من قدره، بالعمل مع اناس يلوثون سمعته ويحطون من قدره. يا راجل شوف لك غراب جزه.
لا للحرب، لا للقتل خارج نطاق القانون، لا للجهوية، لا للعنصرية، لا للقبلية، لا لتشريد ابناء الهامش من عاصمة الركام. وبماسنة القتل خارج نطاق القانون، هل سمع السيد رئيس الوزراء، بالمرأة التي ذبحت هذه الأيام وهي حامل في شهرها التاسع، من قبل كتائب البراء، والجيش، والمشتركة،ومثلوا بجثتها؟
حرية، سلام، عدالة، والثورة خيار الشعب
اوهاج م صالح