مقالات وآراء

التسريب الثاني!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول: أجادوا دورهم المطلق لصناعة فصل لا نعرفه، وأرادوا أن يصيبوا بسهامهم الهدف، ولكن لم يُصب سوى الوطن!

وغرد: (من أراد إحراق المراكب ظنًّا منه أنه قد عبر، فهو يخدع نفسه ويضحك على الشعب. هذا الأسلوب الجبان يدفعنا إلى تناول ما لا يُتناول في الإعلام)!

أنفاس ساخنة أطلقها حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وصف فيها تسريب محاضر الاجتماعات وتحريف مضامينها بأنها “محاولة لاغتيال الشخصيات”، واعتبر الظاهرة “جبانة” لا تشبه سلوك الحكّام.
تلتها عدة تصريحات من أعضاء حركته كشفت أن الصراع الخفي بين القيادات الإسلامية والأمنية والحركات المسلحة، الذي أشرنا إليه سابقًا، بدأ يطفو على السطح.
ولم تكن التسريبات وسيلة لضرب الحركات لأول مرة، ففي 14 نوفمبر من العام الماضي ظهرت تسريبات كشفت عن مقايضة الحركات المسلحة دعمها للجيش بالمناصب الوزارية.
وقد ذكرنا آنذاك: (إن من سرّب اجتماع الحركات المسلحة الذي طالبت فيه بالأموال هم عناصر من جهاز الأمن وإعلامه، ولولاهم لتمت الاجتماعات اتفاقًا أو خلافًا، دون أن يدري بها أحد. لكن هناك مجموعة داخل الجهاز والتنظيم أرادت أن تفضح الحركات أمام الرأي العام.)
والآن تتكرر العملية لتحقيق الهدف ذاته، مما يؤكد أن هناك تيارًا خفيًا مدفوعًا بإصرار على إبعاد الحركات المسلحة من المشهد السياسي.
لكن، هل ستجدي تهديدات مناوي أو شكواه، ثباته أو انسحابه، تهديده أو تجاوزه، توقعاته أو صدمته؟ قد فات أوان الإدراك بأن الحركة الإسلامية تنظيم شيطاني لا أمان له. فإن انتهت مهمة مناوي من منظور جهاز الأمن، وأصبح ورقة منتهية الصلاحية، فحرقها وارد، ولن يُجدي البكاء على وطن دمرته أداة البطش التي كان مناوي جزءًا منها.
وستبدأ فتنة التخوين، إذ تتبع الأجهزة الأمنية الكيزانية أسلوب التشكيك في القوات المشتركة، في محاولة لإبعادها عن المشهد السياسي، لأن بضرارة عينها، انتهت الحرب بانسحاب قوات الدعم السريع من ولايتي الخرطوم والجزيرة، وهي تسعى حاليًا لإشعال الفتنة بين الجيش والمشتركة، بهدف فصل القوات ميدانيًا.
وتتعمد الأجهزة الأمنية استفزاز القوات المشتركة بتسريب الاجتماعات، حتى تتخذ قرار الانسحاب إلى دارفور، ليقتصر الصراع بينها و الدعم السريع مايمكن أن يطلق عليه “الانفصال العسكري” بعد فشلها في التحريض على الانقسام الجغرافي المباشر للبلاد .
لهذا تجد السلطة الانقلابية بقيادة البرهان عاجزة عن ردم الهوة بين الحركات المسلحة والقيادات الأمنية، والتي وضعت خطة لتعيين كامل إدريس لإصدار قرار بحل الحكومة وإقصاء الحركات. وقد فطنت قيادة الحركات لذلك، ولوّحت ولو بغير تصريح بالانسحاب من المعارك.
ولهذا سعى رئيس الوزراء كامل إدريس إلى تهدئة الفتنة، وأعلن تمسكه الكامل باتفاق جوبا للسلام، مشددًا على ضرورة الوفاء بالعهود والمواثيق.
وبالعودة إلى الشرارة فبعد اندلاع الحرب، أصبح التخوين السلاح “غير المكلف” الذي تلجأ إليه الأجهزة الأمنية لتصفية حساباتها السياسية واغتيال الشخصيات، بتهم التعاون مع الدعم السريع – وهي التهم التي قُتل بسببها عشرات الأبرياء وتم تشويه سمعة خصومها من القوى السياسية .
ولهذا، فإن الفتنة القادمة ستبدأ باتهام الحركات المسلحة بالتواطؤ مع الدعم السريع، بهدف محاربتها سياسيًا واجتماعيًا، وهو أسلوب مُجرَّب. ففي 28 ديسمبر الماضي، اتهم اللواء الركن (م) طارق يوسف، رئيس المقاومة الشعبية بشندي، الحركات المسلحة بالخيانة، وقال إنه يملك معلومات مؤكدة عن تواطؤ بعض ضباطها مع قوات الدعم السريع، ما أدى إلى إقالته من منصبه!
وهذا يؤكد أن الفتنة بدأت من قبل، فالتسريبات لم تكن الأولى، والاتهامات لن تكون الأخيرة.
لكن، هل سينتهي الأمر في الأسافير ؟ فالحرب بين الدعم السريع والجيش بدأت بالتصريحات ومنصات التواصل، ودمرت السودان ولم تنتهِ بعد.
ونيران الفتنة الآن تجد تربة غارقه في الوقود. وبما سلف ذكره، فإن دخان الصراع المتصاعد في مخازن الثقة بين القوات المشتركة وفلول النظام السابق، إن اشتعلت نيرانه، فمناوي لن يختار الحياد، فقد تتحول قواته من قوة تصدت للهجمات إلى قوة هجوم تحتاج من يصدّها، عندها سيدرك من يقفون خلف الأبواب المغلقة، أن الأمور لا تنتهي بالمؤامرة.

طيف أخير:
#لا_للحرب
وزير الإعلام خالد الإعيسر لا يزال يتعامل مع وسائل التواصل كناشط أكثر منه كوزير، فزيارته إلى الصومال كشفت عن شخصية ما زالت متعطشة للسلطة ولم تكفِها المناصب!!

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. الاستاذة الصبوحة قادة العصابات المسلحة لا يتعظون ابدا، والذاكرة السودانية ملئ بالاحداث التي تؤكد ذاكرة السمكة لهؤلاء القادة، ابتداء من مناوي وانتهاء بعقار، وقد يكون الوحيد الذي اتعظ من غدر الكيزان هو عبد الواحد، هل تذكرين ماذا حصل بعد نوقيع اتّفاق السلام مع الحركة الشعبية؟؟؟، فورا تذكّر الكيزان انهم يحتضنون حركات مسلحة من الشمال منهم مناوي الذي، حاولو قتله ودمرو منزله وقتلو حراسه واحد اشقائه وحينها هرب مناوي مذعورا،، وحصل نفس الشئ مع الغوريلا عقار الذي هوجم منزله وتم تدميره في الدمازين وقتلو زوجته الثالثة مع احد ابناءه وفر الغوريلا حافيا عاريا حتى وصل الكرمك، وفي كادوقلي هوجم عبد العزيز الحلو بواسطة قوة امنية وتم قتل كل حراسه فهرب الحلو الى جبل قرين وهو وخمسة من زملائه، وخليل ابراهيم الذي قتل غدرا واربعين من حراسه في شمال كردفان والان اخيه جبريل يبيع دمه للكيزان، هؤلاء، زعماء العصابات تم جلبهم باتفاقية سلام مع شباب الثورة فخانو ثورتنا ووضعو ايديهم في يد الارهاب الاسلامي، وسيغدر بهم للمرة الثالثة والرابعة فهم لا يتعظون

  2. يستاهلوا ماعندهم مخ ولا راي كنتم اعداء عشرون سنه ترجعوا عشان وظايف زايله امسكوا الخشب بعد دا اما الانضمام للدعم او الخروج الي لليبا وكل الامرين صعب ويمكن اغتيال القادات لان الكوز ماعندوا عهد ولا خوة

  3. الخلاف بين السلطة الحالية والحركات المشتركة ..سينشر غسيل وسخ جداً ..ومناوي يحاكي صاحبه القديم بتاع خلوها مستورة ..معروف بأن الحركات والمجلس العسكري والدعم السريع اتفقوا على الانقلاب على الثورة والحكومة المدنية على ان يتقاسموا الغنيمة وعليه لن يتركوا السلطة دون تحقيق مكاسب كبيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..