مقالات وآراء سياسية

ارحل يا دكتور !

مناظير 

زهير السرَّاج

 

* هل سمع احدكم مِن قبل عن تعيين حكومة بواسطة ديوان شؤون الخدمة او لجان الاختيار للخدمة العامة او إدارة الموارد البشرية؟!

 

 

* بالله عليكم، هل نحن أمام حكومة أم إعلان وظيفة في بنك أو شركة اتصالات؟! لأول مرة في تاريخ البشرية يتم تشكيل حكومة عن طريق فتح باب التقديم العام، وكأن المطلوب موظفون لا وزراء في دولة تمر بأخطر مراحل تاريخها.

 

* يا سيادة “رئيس الوزراء”، هل ستُعقد معاينات ومتى، وهل سيُطلب من المتقدمين إحضار “السيرة الذاتية” و”خطة العمل”، ومَن سيقوم بفرز الطلبات، وما هي المعايير، وهل الأفضلية لحملة الدكتوراة، أم للمجاهدين، أم لأصحاب الولاء القديم الجديد، وكم من الزمن سيستغرق هذا السيناريو الغريب، ثلاث سنوات، أم سنحتاج لفترة انتقالية إضافية فقط لننتهي من تشكيل الحكومة؟!

 

* هذه ليست إدارة دولة، بل إدارة سوق خضار أو مزاد مفتوح، ومجرد التفكير في هذه الفكرة كفيل بكشف خواء الحكومة وفشلها حتى قبل أن تولد!

 

* لقد حدثنا الدكتور كامل إدريس بعبارات ناعمة حالمة عن “مستقبل السودان المشرق” و”الانتقال الآمن” و”دولة المواطنة والقانون”، و”حكومة الأمل”، دون أن يكلف نفسه بطرح برنامج حقيقي أو تحديد أولويات موضوعية لما تبقى من الفترة الانتقالية. ثلاث سنوات كاملة تنتظر هذا البلد، ولا نعرف ما المطلوب إنجازه! فقط كلام منمق وشعارات رومانسية وسقف طموحات مرتفع بلا سلم للوصول!

 

* كان الناس يتوقعون منه وهو القادم من خلفية دولية مرموقة كمدير سابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، أن يكون مختلفا عن الآخرين، فرجل بمثل هذه المؤهلات والخبرة كان يُفترض أن يضع برنامجاً واضحاً للإنقاذ الحقيقي، لا أن يتخبط في غابة الكيزان ويتحول إلى واجهة ناعمة لانقلاب خشن!

 

* لكن للأسف، أثبت الرجل حتى الآن أنه بلا رؤية، بلا موقف، بلا استقلالية، ليس لعدم خبرته او معرفته، ولكن لانّ “الكيزان” قد أحكموا قبضتهم عليه، وفرضوا عليه إرادتهم، ولم يتركوا له غير الأوهام والأحلام الرومانسية يبيعها للناس.

 

* لقد قلتُها لك من قبل يا دكتور وأكررها الآن : الكيزان لن يسمحوا لك بفعل ما تريد، حتى لو كنتَ عبقرياً، وحتى لو حملت كل شهادات الدنيا، فالعبرة عندهم بالولاء لا بالكفاءة، وبالسمع والطاعة لا بالخبرة والرؤية.

 

* نصيحتي لدكتور كامل، وهو الذي ما زال يملك اسماً محترماً ومكانة دولية، أن يبتعد عن هذا المسرح العبثي قبل أن يبتلعه، فالتاريخ لا يرحم، والتورط مع الكيزان كالخوض في الوحل لا يخرج منه أحد نظيفاً.

 

* ارحل يا دكتور قبل فوات الأوان … وإلا فإن مصيرك سيكون مجرد “موظف إدخال بيانات” في حكومة يقال للناس أنها ستُختار بالطلبات والمعاينات، بينما الكشوفات جاهزة في جيوب الكيزان والمليشيات!

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. مقال صحيح مائه * المائه …….. لا يمكن اختيار وزير عن طريق معاينات او سيرة ذاتية او برنامج عمل او خطة يقوم بتقديمها للجنه لتقوم بالفرز
    الوزير التكنقراط ( صاحب الخبرات ) شخص معروف في مجاله معروف لكثير من الناس ببحوث ودراسات ادارة فعلية لمؤسسات ومصالح طبق فيها هذه الدراسات والبحوث واتت اكلها مثال غير مقبول لدكتور زهير وللكثيرين مثلا دكتور مامون حميدة وزير للصحة ( نعم هو منتمي هذه واحدة المأخذ عليه) لكنه عالم في مجال الطب ممارس له صاحب تجربة عملية وعلمية في المجال نجح في وزارة الصحة ولاية الخرطوم ونجح في ادارة مشاريع خاصة به في مجال الصحة ونجح في ادارة جامعة في المجال المعني ( نعم قد يرى بعض الناس ان في عمله الخاص شيء من الفساد والله اعلم …)
    هذا هو مثال للتكنقراط المطلوب لادارة الفترة الانتقالية بشرط عدم التحزب وان لا يكون الشخص متهم بفساد …
    امثال مامون حميدة في المجتمع السوداني كثير … لا اقصد بذلك ترشيح او تزكيته مامون حميدة سنه لا تسمح وتجربته مع الانقاذ عليها ماخذ
    فقط اشارة لمعنى التكنقراط ( العلم + تطبيق العلم + الادارة الجماهرية وحسنها + المقدرة العلمية والعملية على ادارة المال والموارد البشرية + النزاهة + طول فترة التجربة العلمية والعملية+ القبول لدى الجماهير )….

  2. ١/-
    اقتباس:
    هل سمع احدكم مِن قبل عن تعيين حكومة بواسطة ديوان شؤون الخدمة او لجان الاختيار للخدمة العامة او إدارة الموارد البشرية؟!، بالله عليكم، هل نحن أمام حكومة أم إعلان وظيفة في بنك أو شركة اتصالات؟! لأول مرة في تاريخ البشرية يتم تشكيل حكومة عن طريق فتح باب التقديم العام، وكأن المطلوب موظفون لا وزراء في دولة تمر بأخطر مراحل تاريخها.
    ٢/-
    تعليق:
    يا حبيب، ما سمعت بالقول المعروف ” لا تستغرب فانت في السودان”؟!! ، ارجع بك الي واقعة شهيرة وقعت قبل ثلاثة ايام من انقلاب ٢٥/ مايو ١٩٦٩، وقتها تم اجتماع سري بين مجموعة “الضباط الاحرار” لاختيار رئيس لهم، والضباط كانوا:- العقيد/ جعفر النميري، فاروق عثمان حمد الله ، مأمون عوض أبوزيد، خالد حسن عباس، أبو القاسم محمد إبراهيم، زين العابدين عبد القادر.
    دار بينهم جدل ونقاش حامي في اختيار من هو رئيسهم؟!!، وكانت المنافسة علي قيادة الانقلاب ما بين العقيد/ جعفر النميري والمشهور بالتهور والرائد/ خالد حسن عباس الهادي الرزين، واضطروا لاجراء قرعة لاختيار الاسم ، وفازالنميري بالقرعة وحكم البلاد لمدة (١٦) عام!!، وهو اول رئيس في العالم يحكم بالقرعة.

  3. اسم محترم ومكانة دولية وييين يا د.زهير الراجل طلع مزوراتي وتمت ادانته وارغموه علي كتابة استقالته وقصته منشورة علي ملف الشفافبة في UN

  4. يا دكتور زهير الراجل طلع بتاع ملوص لا أكثر وعاوز يعين وزراء بالكرتلة وهذا ما يريده الكيزان فهم مهووسون بالاستهبال… مشكلتهم انهم يرون أنفسهم أشطر من غيرهم …والشعب يراهم ويراقبهم بل ويعرفهم جيدا… كامل المزوراتى صاحب الكرتلة أمسك بالنهج الخطأ مشاكل البلد لا ولن تحل بالخطب الرنانة بل برؤية متعمقة شاملة …لا أظن ان سيرة ذاتية على البريد الاليكترونى كافية لاستوزار القادرين المستوفين لشروط الوظيفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..