عنصرية السودانيين في دول الغرب

الطيب محمد جاده
اليوم اتحدث عن العنصرية بين السودانيين في دول الاتحاد الأوروبي، بعد اندلاع الحرب بين الدعم السريع والجيش السوداني في أبريل من العام 2023، انقسم السودانيون الي ثلاثة أقسام ، قسم يؤيد الحرب (بل بس الي اخر جندي في الدعم السريع) هؤلاء يريدون القضاء على الدعم السريع عسكريا، القسم الثاني هؤلاء مجموعة لا للحرب وغلبهم من قوى الحرية والتغيير التي تظهر كل مرة باسم، هؤلاء يريدون التوصل إلى سلام بين الدعم السريع والجيش السوداني (مفاوضات)، القسم الثالث لا مع مجموعة الحرب ولا مع مجموعة السلام هؤلاء عبارة عن ناس يتفرجون فقط.
هنا حصلت العنصرية بين السودانيين فيما بينهم حيث تم تصنيف الناس على اساس القبيلة، مهما كان نضالك تجاه الوطن تصنف على حسب قبيلتك، إن كنت من القبائل العربية في دارفور فانت جنجويدي قاتل ، وأن كنت من القبائل الغير عربية فانت في صف الوطن، هذا في نظر انسان دارفور اما في نظر مكونات بقية السودان ينظرون إلى اناس دارفور مرتزق تشادي ان كان من القبائل العربية او غير العربية، للتذكير فقط في بدايات الحرب في دارفور كان قوات الحركات المسلحة (التوربور) تم وصفهم المرتزقة الشاديين وحينها قوات حرس الحدود (الجنجويد) هم ابناء الوطن الشرفاء، بعد تمرد قوات حرس الحدود سابقا والان الدعم السريع انقلبت الآية وأصبح الدعم السريع مرتزقة تشادين والحركات المسلحة أبناء الوطن الشرفاء، بعد انتهاء هده الحرب والتي تشير كل المؤشرات الي نهايتها بالانفصال، حيث بدأت الأصوات تنادي بطرد المشتركة، ماذا يحدث في دارفور هل يتصالح الدعم السريع مع المشتركة ام تكون الحرب بينهم في الإقليم المنهك، وهل يتقبل أبناء دارفور بعضهم البعض بغض النظر عن اللون او القبيلة لم هذا مستحيل، من وجهة نظري هذا مستحيل، الكل يكن حقد وعنصرية تجاه الآخر، المتعلمين وخريجي الجامعات اشدة عنصرية من غيرهم.
عديمي البصيرة وقصيري الأفق سوف ينكرون هذا الكلام بل يصفون كل من يقول مثل هذا الكلام بأوصاف ما انزل الله بها من سلطان، الشعب السوداني كالعادة لا يتقبل النقد واختلاف الرأي والحقيقة لذلك أصبح من اشدة الشعوب عنصرية وكراهية تجاه بعضه البعض.
فى راي بسيط مع المتغيرات الحالى بعد افرازات لحرب مطلوب فى وقت الحالى جلوس كل مكونات – ابناء اقليم دارفور بمتخلف قبائل بدون استنثناء بكل مشاربهم تكوين بوتقة واحدة لن خطاب ظهر بعد طرد دعم السريع من اقليم الاوسط والخرطوم حيث الجلابة يضعون كل من ينحدر كردفان دارفور فى خانة مرفوض عندهم – على حركات التى يقودها ابنء الزرقة – قبول الجنجويد او دعم السريع الى اخر كدارفوريين – والا حربأ ضروس ياكل اخضر واليابس الى من يسيطر لدارفور الخرطوم اوشمال يتفرج الجنوح – على الرزيقات تصالح مع قبائل افريقية فى دارفور وعلى المسيرية تحالف مع حركة الشعبية جناح حلو النيل الازرق اعلان انضمام لدولة السودان الجنوبى ( جوبا )
(بعد انتهاء هده الحرب والتي تشير كل المؤشرات الي نهايتها بالانفصال،) هذا ما اقتبسته من المقال وهذا ما سيحدث الا اذا ذهب الجيش لتفاوض ولن يذهب تبا للحرب نعم لسلام
مما شك فيه ان العنصرية والقبلية جزء من الشخصية السودانية الا من رحم الله ويرجع ذلك لضعف الدولة ومؤسساتها وكلما ضعفت الدولة ازدادت القبلية قوة وسطوة ..كما ان هذه المؤسسات صارت قبلية اكثر منها مؤسسات ذات وظيفة عليها أداؤها…. كنا مصطفين فى احدى الصرافات بالقاهرة وخلفى رجل وسيدة عرفت من جواز ى سفرهما بانهما سودانيان بادرتهما بالتحية جاء دورى امام الموظف فطلب منى جواز السفر قدمت له جوازا اوروبيا ولا ادرى فقد لاحظا ذلك اثناء تبادلى الحديث مع موظف الصرافة واشرت لهما بالوداع عقب الانتهاء ولكن الرجل استوقفنى وطلب من الانتظار الى حين انتهاء السيدة مع موظف الصرافة . انتظرنا قليلا حتى انتهت السيدة ولحقت بنا اعادا السلام والتحية واخذ الرجل يسالنى ان كنت سودانيا ام لا ابتسمت وقلت له سودانى بادرتنى السيدة بعفوية بقولها ولكن شكلك يقول غير ذلك .. ضحكت بعمق وسالتها ماهى اشكال السودانيين المختلفة عن غيرهم من البشر … ردت بقولها.. يعنى؟؟؟؟ قلت لها ان عبارة ( يعنى ) ليست اجابة لسؤالى .. دعوتهما لنجلس قليلا فى مقهى مجاور ونواصل الحديث… جلسنا وطلبنا القهوة واعدت سؤالى السابق للسيدة ولكن هذه المرة لهما الاثنين ظننت ان الرجل قد يختلف مع السيدة فى رايها وقد اتضح لى انها زوجته ويعملان فى الخليج.. ولكنه وافقها الراى وأضاف بان السودانيين يختلفون فى سلوكهم .. بالكرم والشجاعة قلت له ان هذه ترتبط بالسلوك وكل شعوب العالم فيها الكريم والبخيل والشجاع والجبان .. حاول الرجل تغيير الموضوع وسالنى من اين قدمت قلت له من فرنسا ..سالتنى زوجته مرة اخرى ان فرنسا فيها عنصرية اكثر من غيرها قلت لها ان السودان اكثر بلد عنصرى فى العالم حيث اللون مشكلة والاسم مشكلة والجغرافيا مشكلة اما العرق فهو ام المشاكل مثلما ان الدين مشكلة.. قلت لها الانسان بطبيعة الحال يميل لما يعرفه ويتوجس مما يجهله ونحن فى السودان الاخر هو الشر المطلق بالرغم مما نبديه من قبول ظاهرى بالاخر بيد اننا ننسب له كل الشرور ..وان فرنسا دولة قانون ومؤسسات راسخة والمجتمع ذاته يحارب التمييز والعنصرية .. بل ان المؤسسات تفتخر بانها لا تميز بين الناس ومع ذلك فهناك من يمارسها وما وجود حزب الجبهة الوطنية ومارين لوبان الا دليل على ذلك.. كما ان صعود السنغالية رجمة ياد الى اعلى ديوان كى دورسيه ( ِQuai D Orsay) مقر وزارة الخارجية الفرنسية والمغربية رشيدة داتى لوزارة العدل وكثيرون غيرهما الا دليل على الاتجاه الذى يسير فيه ذلك المجتمع…من المألوف ان تسمع فى شوارع الخرطوم…. عرووب.. غرابة.. فلاتة…شوايقة .. رباطاب.. وكلها عبارات تستخدم للانتقاص من الاخر… وليس بعيدا ما ناله اخوتنا الجنوبيون قبل انفصالهم حيث كانت المسارح والوسائط تضج بالسخرية من لسانهم غير العربى….. ولعله من سخريات الاقدار ان تقع الحرب بين ابناء العرق الواحد ومانشهده اليوم هزيمة لاية دعوة لغير الانتماء السودان الواحد المتنوع .. البستان الفسيع متعدد الاوان والازهار