أخبار الرياضة

هيرودوت الأحمر: اتحاد الكرة قدم أسوأ نموذج لاستغلال فترة الحرب

أبوبكر عابدين ، هيرودوت الأحمر، في بوح استثنائي :

• اتحاد الكرة قدم أسوأ نموذج لاستغلال فترة الحرب ، فظهر كمتسول..!
• لا أعتقد في اختفاء الهلال والمريخ من سماواتنا، بنهاية الحرب ،وظهور اجرام جديدة….!
• هيثم مصطفى لم ينجح كمدرب في الملاعب ، ولا كمعلق رياضي في التلفزيون..!
• كبار مشجعي هلال-مريخ انتقلوا من المدرجات الى مقاعد رؤساء التحرير ..!
• الصحافة أصبحت سوق لترويج بضاعة صراع هلال-مريخ ..!
• حكاية الاناطين انتهت ، والزبالات مستمرة ،بعد أن تحولت لف عالمي..!
• في غياب الشفافية ،العمل الرياضي يتحول الى ستار لغسيل الأموال والفساد …!

حاوره … عبدالله بو عبدالله

بعد طول ممارسة في الصحافة الرياضية عبر الخبر والتحليل والرأي ، اتجه الاستاذ ابوبكر عابدين ، للتأريخ ، فألف العديد من الكتب ، بدء بتاريخ المريخ ، بطبيعة الحال ، بعضها رأى النور ، وبعضها ينتظر .
في هذه السانحة ، يعود عابدين من الماضي إلى الحاضر برفقة ” استقصائي ” ، ليضيء عتمته ، عبر الحوار التالي :

• لعلك لاحظت بحسك التاريخي ، ظاهرة تحول اللاعبين بعد نهاية حيواتهم الرياضية ، إلى معلقين في التلفزيونات ، بعد أن كانوا – قبل ظهور القنوات – يتحولون لمدربين. هل تعتقد أن خبرتهم في الملاعب تؤهلهم لأي من المهمتين ؟

• نعم في السودان ، وفي الفترة الأخيرة ، يتحول اللاعب بعد اعتزال اللعب إلى مدرب، معتمداً على إسمه ونجوميته ، وكثير جداً ، منهم لم يحالفه التوفيق ، ومن ثم بدأت حكاية عقد كورسات تأهيلية للنجوم الكبار، أمثال ، برعي أحمد البشير ، وودالشايقي ، وجكسا ، ورابح رمضان ، ولكنهم لم يحققوا نجاحا يماثل نجوميتهم ، لأن التدريب ، بجانب التأهيل الفني والأكاديمي ، له متطلبات شخصية وذاتية ، تفرض نفسها ، وتحدد نجاح المدرب . وقبل ذلك ولج كبار النجوم مجال التحكيم ، وحققوا نجاحا كبيرا ، مثل شاكر النحاس، والخليفة موسى ، ومنولي ستراس وغيرهم ، أما في مجال التعليق ، فلم ينجح منهم أحد . وجاءت مشاركاتهم خجولة ، ولم يحالف التوفيق إلا النذر اليسير. على عكس ما يحدث في مصر ، والتي نجح نجومها في كل المجالات..

* ما تقييمك لتجربة ، البرنس ، نجم الهلال والمريخ ،السابق ؟

• هيثم مصطفى ، نجم بارز ولاعب مميز ، ولكنه ولأسباب كثيرة ، لم يحقق النجاح لا في التدريب، ولا التحليل، والتعليق.

*.. وماذا عن تحول المشجعين لمعلقين في الصحف الرياضية الورقية ، التي افسحت لهم المجال ، حتى عرفت بصحافة المشجعين ؟

• ظاهرة تحول المشجعين لكتاب صحفيين صنعها بعض الإداريين وشجعوها لتصفية حساباتهم الشخصية ضد خصومهم ومنافسيهم ، ولذا نجد معظم الصحف يمتلكها ويمولها إداريون ، وبالتالي بعد هجمة (التتر المشجعين) على الصحف والكتابة ضاعت الصحافة الرياضية ، وفقدت البوصلة وأصبحت أداة هدم أكثر منها أداة نصح ونقد وإرشاد . وبذلك ولدت صحافة المريخ والهلال من رحم الإداريين الفاسدين ، أو قل الجلابة الذين ولجوا مجال الرياضة ، لغسيل الأموال ، ومداراة فسادهم المالي ، بكل أسف.

* كيف يمكن لمثل هذه الصحافة أن تسهم في ترقية اللعبة وتطويرها ؟

• ظاهرة المشجعين الذين تحولوا إلى صحفيين ، ظهرت بشكل واضح خلال الثمانينيات . وأذكر إن منهم من كان يقود التشجيع في المدرجات ، بدعم مالي كبير من الإداريين والأقطاب ، حتى صارت لهم (أكل عيش). ومن كثرة حديثهم عن اللاعبين والإداريين وقربهم منهم ، تحولوا للكتابة في الصحف ، وبعد ذلك أصبحوا كتاب صحف رياضية حتى جاءت حقبة التسعينيات البائسة ، فتولوا المناصب، وتولى عدد كبير منهم رئاسة التحرير، ولو تفحصت رؤساء تحرير الصحف الرياضية في التسعينيات ، وحتى الآن ، وراجعت سيرهم لوجدتهم من كبار المشجعين ، الذين يقودون روابط المشجعين في المريخ والهلال والموردة ، وكل ذلك بواسطة الإداريين الجلابة ، والسياسيين الذين دفعت بهم حكومة مايو وحكومة الإنقاذ ، لتحقيق أغراضها المعروفة، والسماسرة الذين تحكروا على مقاعد الإدارات فأوردوها موارد الهلاك. وهذا ليس تقليلا من شأن المشجعين ، ولكن لكل مهنة مؤهلاتها!

* يرتبط بفساد الاداريين ، افساد الصحفيين بما يتواضع عليه باسم ” الزبالات “. ماذا عن هذه الممارسة التي تحرمها اخلاق المهنة ؟

– حكاية (الزبالة) وأخذ الرشاوي من الإداريين والذين يكتبون عنهم ، قديمة تعود إلى حقبة الستينيات أيام صحيفة (الناس) والتي كان رئيس تحريرها ومالكها يطلب من الكتاب زيادة دخلهم (بالقبض) من الذين يكتبون لهم ، ومن ثم تواصلت هذه العادة. وبالمناسبة هي عادة عالمية حدثت فيها فضائح مدوية تتعلق بقبض صحفيين ثمن ما يكتبون..

* ..وماذا عن الاناطين، كجزء من هذا الفساد الرائج ؟
* حكاية الأناطين موضة إنتهت بإنتشار العلم والوعي والمعرفة .
* بالمناسبة ، ما صحة ما قاله هيثم مصطفى عن شراء بعض الصحفيين بصحن فول أو سكراتش ؟
* ما قاله هيثم مصطفى عن شراء الصحفي بطبق فول هو تقييم شخصي ، وتجربة ذاتية . وعندما قلنا إن المشجعين المتعصبين ، ولجوا مجال الصحافة والإعلام دون تأهيل أكاديمي ، في هذه الحالة ، فان ما قاله قد يكون صحيحاً أو واردا، ولكن ليس بشكل مطلق.

– كيف تنظر لحاضر الصحافة الان ؟

* الان ، لاتوجد صحافة بالمعنى الحقيقي والمهني ، فقد أصبحت سوقاً لترويج بضاعة الصراع بين المريخ والهلال ، واصبحت سطحية التناول ، تفتقر للمهنية في النقد، تركز على كرة القدم وتتجاهل المناشط الرياضية الأخرى ، إلا النذر اليسير. وأصبح الإهتمام بالإداري أكبر من الإهتمام باللاعب .
كيف اثرت الحرب على الرياضة ، وعلى كرة القدم ، وفي طليعتها المريخ والهلال والفريق القومي ؟

• نعم الحرب أثرت على كل مناحي الحياة تأثيراً سلبياً كبيراً دون شك وللرياضة نصيب كبير في الخراب ، وأكبر دليل مايمارس الآن في مرافق الرياضة المختلفة ، من سلوك يبدأ من الإتحاد العام ، والإتحادات المحلية ، وعدد من الأندية ، على رأسها المريخ والهلال . ولو رفعت ثوبها لرأيت عفن الفساد المالي وغياب الشفافية وغسيل الأموال ، ومداراة العمل التجاري غير الشرعي خلف ستار كرة القدم ، رغم أنف لائحة تراخيص الأندية..!!

* هل تتوقع اختفاء الهلال والمريخ من سمائنا ، بنهاية الحرب ، لإفساح المجال أمام أجرام جديدة ،بمستوى المرحلة ؟

• لا أتوقع إختفاء المريخ والهلال بعد الحرب ، بل على العكس ، أعتقد إنهما يمكن أن يتعافيا وتتعافى الرياضة بتعافي الوطن الكبير من هذه الكارثة التي ألمت به.

* فيما وراء الحدود ، أصبحت الرياضة صناعة تحقق أرباحا طائلة للمستثمرين فيها ،اين يقف السودان من هذا التطور؟

• كرة القدم العالمية أصبحت استثمارا، وتحقق أرباحا طائلة ، لو أديرت بعقليات متفتحة . والتجربة بدأت في أفريقيا بإقامة الأكاديميات ، وإستجلاب الخبراء . والسودان ذاخر بالمواهب . فإذا ما تولى أمره أهل الخبرة لإنعتق من ذلك السجن ، الذي بناه حوله الجلابة والسماسرة ، والمنتفعون المخربون ، بكل أسف ، وهم أمام ناظرينا الآن.

* كيف يخرج السودان من هذه العتمة ؟

• طريق السودان للانعتاق يبدأ ببناء الأكاديميات والإهتمام بالنشء والبنيات التحتية هو السبيل الوحيد لخروج السودان من هذا النفق المظلم.

* كان للمريخ طموح للتحول لشركة ،كخطوة في هذا الطريق . اين انتهى ذلك الحلم ؟

• المريخ يحلم والهلال يحلم ، ولكنها أحلام ظلوط ، في ظل الإدارات العقيمة المتسلقة ، بواسطة السلطات السياسية ، في كل الأوقات ، لأهداف أخرى خافية عن أنظار الجمهور ، وليس هناك إعلام راشد يكشف تلك الألاعيب القبيحة.
– اخيرا..
كيف تنظر لحاضر العمل الإعلامي ؟

* أرى أن الإعلامي ، بصورة عامة ، دون المستوى المطلوب، وذلك لولوج كل من لامهنة لهم ، في هذا المجال ، دون تأهيل أكاديمي ، أو حتى موهبة ، والصعوبات التي تواجه الإعلام بشكل عام ، ممثلة في عدم وجود الجو الصحي الديمقراطي الحر، الذي يمكن أن يؤدي فيه رسالته بحرية. وكذا الظروف الإقتصادية السيئة والتي تنعكس سلبا على كل شئ..

* ماذا عن الصحافة الإلكترونية ،كبديل محتمل ؟

• الصحافة الإلكترونية هي نمط جديد ، يؤدي رسالته بالسرعة المطلوبة ، والوسيلة السهلة ، وسرعة الإنتشار للخبر والصورة الحية.. بيد إن من عيوبها ولوج كل من يكتب بلا ضوابط . فلابد لها من أن تضبط نفسها ازاء الانفلات ، الذي يحدث الآن . فالصحافة الإلكترونية أفضل بكثير من الورقية ، والتي أصبحت من الماضي ، شأنها شأن أفلام كوداك للتصوير الفوتوغرافي..

* يلاحظ بأنك غير راض البتة عن الاتحاد العام وربما الاتحادات المحلية ،ايضا. ماهي مآخذك علي هذه الإدارات الرياضية ؟

• في تقديري أن اتحاد كرة القدم السوداني قدم أسوأ نموذج لإستغلال فترة الحرب ، فظهر كمتسول لكل الإتحادات العربية ، ورغم الأموال المتدفقة من الكاف والفيفا والجهات الحكومية ، إلا إنها لم تذهب لمستحقيها وطفحت روائح الفساد المالي ، وكثرت سفريات عناصر الإتحاد، والتي كانت قد طالتها من قبل قضايا فساد مالي قبيحة ، وتمت إدانة بعضهم ، ولايزالون في مواقعهم.. حال الإتحاد لايسر أحدا ، ولايشرف أبدا. وبكل أسف فإن بعض قادة الإتحاد يلعبون لعبة الإنتخابات من لحظتها الأولى ، بتغييب بعض مكونات الجمعية العمومية الرئيسة والمهمة ، خوفاً على مناصبهم . وعلى رأس تلك المكونات مقاعد المدربين والحكام واللاعبين ، وهم اساس اللعبة وحجة قادة الإتحاد إنهم لم يقيموا جمعية عمومية لإجازة نظام أساسي خاص بهم ، وهذا أمر متعمد ، وبكل أسف ، وساهم في ذلك اللاعبون والحكام والمدربين!!

• لقد آن الاوان لتغيير قانون الشباب والرياضة، باعتباره واجب الساعة ، بحيث يبقى الصوت الأعلى في تكوين الإتحاد العام لأندية الممتاز والمدربين والحكام واللاعبين والمرأة، فكثرة الإتحادات المحلية الكثيرة ، اللافتة للنظر ، ما هي غير وسيلة من وسائل أصحاب الضمائر الخربة ، في شراء الأصوات . ونرى ذلك بائنا في توزيع فرص السفر الخارجي والنثريات ، وهي صورة قبيحة وهي واحدة من أسباب تدهور وإنهيار كرة القدم . فانتخابات الإتحاد السوداني هي بكل أسف سوق ،للبيع والشراء وسباق نحو المريخ والهلال لإحتلال مواقع ، فيهما ، وهذه صورة قبيحة . إذ الواجب هو أن تكون مقاعد الإتحاد للكفاءات دون اعتبار للأندية ، وقانون الرياضة الأعرج يتيح للإتحادات المحلية التأثير على نتيجة الإنتخابات . وكلنا يعلم علم اليقين بأن البيع والشراء هو سيد الموقف ، ومنذ عهد بعيد . وهذا هو سبب نكستنا ، والسبب في وجود هذه العاهات في قيادة الإتحاد المريض..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..