من يخسر الرهان..!!

صفاء الفحل
من الطبيعي أن تبدأ الخلافات في أوصال تحالف الإنقلاب البرهاني فدون كونه تحالف تناقضات فهو (تحالف مصلحي) لأفراد تم بناءه علي تقاسم السلطة والثروة بعيداً عن الشعارات الوطنية التي يرفعها كل طرف وكان من الطبيعي أن ينتهي بانتهاء هذه (المصلحة) ولكن المشكلة الحقيقية تكمن بأن المرارة التي تشعر بها الحركات الدارفورية وأنها قد سقطت في فخ البرهان الزائف الذي ينصبه لها منذ فترة بوعود زائفة حتي أصبحت غير قادرة على التراجع أو التقدم بعد فقدانها لمواقعها في دارفور والرفض المتعاظم لقواتها بالشمال والشرق والوسط.
فالتسريبات التي انطلقت بعد الاجتماع (المغلق) الذي عقده رئيس الوزراء البرهاني مع تلك الحركات التي (ما زالت) تطالب بحصتها التي تم الإتفاق عليها في إتفاقية جوبا وبعد (فزلكة) كلامية طويلة ، ومراوغة من رئيس الوزراء الذي دخل يحمل أجندة (برهانية) واضحة حول المرحلة التي تمر بها البلاد داخلياً وخارجياً وضرورة مراجعة تلك الحصة حسب المستجدات الوطنية ليصل في النهاية تقليص واستبدال لتلك الحصة الامر الذي قابلته مجموعة الحركات بإستهجان ورفض شديد وصل بها إلى حد التهديد بسحب قواتها من المعارك الدائرة والخروج بعد فض سامر الإجتماع إلى مكتب البرهان الذي قابل إحتجاجهم (ببرود) ولم يناقش حتى الأمر معهم وقال بانه قد تعهد للمجتمع الدولي باعطاء (كامل) الصالحية لرئيس الوزراء المدني الجديد ولن يستطيع التراجع عن هذا التعهد.
والبرهان الذي يعتقد بأنه يمكنه التلاعب بورقة الحكومة المدنية (بخبث) للتخفيف من ضغوط (الحركات) وتحجيم دورها داخل الحكومة تدريجياً لا يدري بأن القيادات الأرزقية من تلك الحركات (أخبث) ذلك التلاعب حيث فتح اركو مناوي منذ فترة خطوط تواصل (سري) مع قيادات من مجموعة (تاسيس) حول إمكانية عودته للإنضمام يتم التداول حولها بل إنه قد تم تأجيل الحكومة الموازية التي كان من المفترض أن يتم الإعلان عنها لحين إتضاح الرؤية حول إنسلاخ مجموعة من الحركات من تحالف (بورتكوز) اذا ما تمددت الخلافات مع تلويح تلك المجموعات الدخول (بصرفتين) داخليه وخارجية ..
وفي كافة الأحوال فإن الحكومة الجديدة المتعثرة الوضوح ستفجر الخلافات من خلال صراع المصالح القائم بين المجموعات الإسلوسياسية والكتلة الدارفورية بالإضافة لمجموعة الشرق التي ترى بأن لولا دعمها لما تمكنت الحكومة الإنقلابية من الصمود بالإضافة للمحصلة النهائية التي يرغب فيها البرهان وهي إرضاء المجتمع الدولي الذي رغم إنشغاله في هذه الفترة بالحرب الإيرانية الإسرائيلية ويراقب الأوضاع عن بعد فما يتم لا يبعد كثيراً عن رؤية تشكيل العالم الجديد والذي يحاول الخلاص من الدكتاتوريات والأنظمة الدينية المتعصبة وهذا الصراع سيقود لأحدهما فلا المجموعة الإنقلابية ستتراجع عن سعيها في القبضة الأمنية الحديدية ولا المجموعة الكيزانية ستتراجع عن حلمها في العودة للسلطة ولا مجموعة الحركات ستقف مكتوفة الأيدي وهي ترى التلاعب بها ..
ولا عزاء للمواطن المسكين..
ولكن الثورة لن تتوقف
والسودان الجديد قادم رغم هذا الصراع العبثي ..
والرحمة والخلود لشهدائنا
اذا كانت حكومة كامل ادريس متعثرة فماذا تقول صفاء عن جكومة تأسيس