مقالات وآراء سياسية

تمزيق فاتورة العجائب..!

مرتضى الغالي

لا ترفعوا (حواجب الدهشة) .. فالأمور قي سيرها الطبيعي و(الأوضاع تحت السيطرة) في ظل دولة البرهان والكيزان، وتحت سحائب الانقلاب الداكنة وصواعق الحرب اللعينة وتوابعها التي تنذر بالموت والخراب..!!

كما أن أسواق السياسة و(السوشيال ميديا) وأطراف سلطة بورتسودان ومشروعات النهب العام و(الفساد القانوني) والتسابق نحو الاستوزار والريع والسرقات تشهد حراكاً نشطاً عبر المزادات الرائجة و(المناقصات المفتوحة) وتخفيضات الاوكازيون الموسمية وبورصة البيع والشراء العلنية والمستترة؛ وطاولات (لبّس تكسب) و(ألعاب الملوص)…!

وليست “أليس” وحدها هي الفتاة الصغيرة الحائرة (في بلاد العجائب) التي صوّرها “لويس كارول” .. إنما هناك (أليسات أُخر) ولا غرابة…! فعلى سبيل المثال لقد أصبح الداعية الحقوقي ونصير الحريات والمجتمع المدني (نبيل أديب) مستشاراً خاصّاً لعسكري إنقاذي ضعيف التأهيل قاد انقلاباً على المجتمع المدني وعلى الحريات العامة وقام بتعطيل القوانين وإلغاء منظومة العدالة برّمتها قضاءً ونيابة..كما قام بشكم المجتمع المدني بالشمع الأحمر..ثم أشعل حرباً لا تبقى ولا تذر في ربوع البلاد من شرقها إلى غربها وباتجاه عقارب الساعة..!

ليس عجيباً أن جندي يرتدي الزي النظامي للقوات المسلحة يقوم بسرقة احد المنازل أمام المارة ويضع المنقولات المنهوبة في شاحنة صغيرة .. وعندما يقترب منه احد المواطنين ليراجعه في تعديه على منزل جاره بالنهب الصريح .. يهدّده جندي الدولة بأنه إذا اقترب خطوة أخرى سيرفعه في الشاحنة مع المسروقات..! هذه هي حكومة كامل إدريس المدنية..!

مدير السجون وسط كل الخراب في جميع مؤسسات السودان التعليمية والصحية والخدمية ومرافق الكهرباء والمياه يعلن عن (اكتمال الصيانة في جميع أقسام السجن العمومي) ويقدم الدعوة للمساجين للعودة إلى محابسهم ويقول إنه (يتمنّي عودتهم بأسرع فرصة ممكنة)..!

ولا عجب ولا غرابة أن يظهر المراجع العام الشيخ “صلاح محمد عثمان” في (صورة سلفي) مع البرهان .. ويشيد بحياد سلطة الانقلاب و(عدم تدخلها في أعمال المراجعة)..!! ولم يقل إنه أيضاً لا يتدخل في عائد ذهب الدولة الموجود بطرف البرهان أو في الأموال السائبة التي يتصرّف فيها جبريل إبراهيم (بمعرفته)..!

لا غرابة في قول البرهان رأس الدولة وقائد الجيش إن هناك وزراء في الحكومة يقومون بتعيين أقاربهم ومعارفهم في مناصب حكومية ويجعلون الوزارات ملكية خاصة لهم .. ويكتفي بالقول إنه يعتبر ذلك (واقعاً مؤلماً ينبغي مواجهته)..! ولا يزال هؤلاء الأقارب والمعارف في وظائفهم في حكومة كامل إدريس المدنية..فقد تدّخل الأجاويد وحدثت مصالحة بين البرهان وجبريل..!

هل هذا من العجائب في دولة رئيسها البرهان ورئيس وزرائها كامل إدريس ووزير ماليتها جبريل إبراهيم ووزير إعلامها الإعيسر ونائبها العام الفاتح طيفور ووزير عدلها رجل (الدستركشن) والخطيب المفوّه في محكمة العدل الدولية .. والمُشرف على عملية دفع ملايين الدولارات لمحامين نصّابين في قضية خاسرة..!

إنها ذات الدولة التي من بين رموز مجلس سيادتها “بت عبدالجبار المبارك” التي (ليس لها في التور ولا الطحين) ورغم ذلك “بحثت مع كامل إدريس في لقاء تاريخي” مستقبل السودان وترتيبات الفترة الانتقالية…!

عجيبة الأعاجيب (غير العجيبة) تتمثل في بيان وزارة خارجية البرهان؛ ذلك البيان الذي تم توجيهه إلى إيران وإسرائيل حيث يقول البيان انه يدعو الطرفين إلى (تغليب صوت العقل) واللجوء إلى (خيار الحل السلمي التفاوضي)…!!!!!!!

لاحظ: مواصلة الحرب هنا بين السودانيين..!! ودعوة إسرائيل وإيران إلى (إيقاف الحرب) واللجوء إلى (الحل السلمي التفاوضي) … الله لا كسّبكم دنيا وأخرى..!

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..