رغم حالة التفاؤل التي سادت الأوساط السياسية بعد إعلان البرهان تعيين رئيس وزراء مدني، كامل إدريس، لتشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن الحركات والأحزاب قبل أسابيع وبصلاحيات كاملة، إلا أن التوجس بدأ منذ اليوم الأول حتى طفت الخلافات أخيرا على السطح.
حيث ضربت خلافات متصاعدة العلاقة بين رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، بعد تسريب تقارير عن تشكيل الحكومة الجديدة عكست بدورها صراعات على تقاسم الوزارات في ظل الوضع الأمني والاقتصادي الهش الذي تعيشه البلاد.
بدأت الخلافات مع تعيين البرهان لكامل إدريس رئيسًا للوزراء في مايو/أيار الماضي، بدءًا من إثارة الجدل الواسع، مع مخاوف من الحركات المسلحة بقيادة شخصيات بارزة مثل حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ووزير المال في الحكومة السابقة جبريل إبراهيم، والتي رأت في هذا التعيين وما تبعه من تحركات لتشكيل الحكومة تجاوزًا للشراكة المتفق عليها في إطار اتفاق جوبا.
وهذا الاتفاق المشار إليه، موقّع عليه عام 2020 في عاصمة جنوب السودان (جوبا)، ويضمن للحركات المسلحة حصة في السلطة التنفيذية والتشريعية، لكن التشكيل الوزاري الجديد عكس مخاوف من تهميش لدور الحركات، ووفقا لاتفاق جوبا تحصل الحركات المسلحة على ثلاثة مقاعد في مجلس السيادة،
وخمس وزارات في الحكومة بما يعادل 25 في المئة من مجلس الوزراء، و75 مقعدًا في المجلس التشريعي الانتقالي، أي 25 في المئة من جملة أعضاء المجلس.
وبناء على الاتفاقية، عيّن رئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك، رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وزيرًا للمالية كما عين رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، حاكمًا لإقليم دارفور، إضافة إلى وزارتين أخريين.
مع تعيين كامل إدريس رئيسا جديدا للحكومة واستشعار الحركات بأنها ستكون خارج السلطة بدأن الخلافات والتهديدات بينها وبين الجيش، الأمر الذي قد يقلب المعادلة رأسا على عقب في ظل استمرار المعارك مع قوات الدعم السريع، وقد ظهرت الخلافات بوضوح عندما سيطر الدعم السريع على منطقة المثلث وانسحبت الحركات منها.
إلى أين ستصل الخلافات بين الجيش وداعميه من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا والقوة المشتركة الداعمة له..تأثير ذلك على الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات وموقف رئيس الحكومة الجديد الذي وعد بتشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن المحاصصة؟
بداية يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي: “القوات المسلحة السودانية قد واجهت حربا خاطفة وسريعة من قوة لم تكن تظن أنها سوف تقاتلها لجهة تعتبر وليدها الذي انجبته و قامت بتربيته حتى بلغ أشده، وقد فاجئ الدعم السريع الجميع بقدراته القتالية التي أظهرها في بداية الحرب وهزيمته لفرق الجيش السوداني في أكثر من مدينة، واستولى على أهم المدن السودانية، ما أدخل قيادة الجيش في موقف لا تحسد عليه”.

كامل إدريس يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لوزراء السودان أمام البرهان.. صور وفيديو
الحركات المسلحة
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “عملت القوات المسلحة على تقوية صفوفها المنهارة وكان عليها أن تحصل على الوقت الكافي لإعادة تنظيم نفسها ومواجهة الدعم السريع، وهنا لجأت للضغط على شركائها من الحركات المسلحة التي وقعت معها اتفاق جوبا المثير للجدل منذ أول أيام توقيعه، حيث واجه الاتفاق انتقادات كثيرة حول، ما إذا كان هو اتفاق سلام حقيقي أم مجرد استرضاء لحركات مسلحة ضعيفة تسيطر عليها بيوتات محددة تنتمي لإثنيات بعينها في إقليم دارفور على وجه الخصوص”.
وتابع علي: “هل هذه الحركات المسلحة تمثل طموح قادتها أم شعب دارفور الكبير، وقد كان معظم الانتقادات تصب في منحها أكثر مما تستحق، وقد اتهم المراقبون حينها قائد الدعم السريع أنه كان يريد من تمرير هذه الاتفاقية كسب حلفاء دارفوريين ينتمون لنفس إقليمه ليستقوي بهم في طموحه بالسيطرة على السودان كله”.
واستطرد: “بالفعل نجح الجيش السوداني في إقناع هذه الحركات المسلحة الدارفورية لأن تنحاز للقتال إلى جانبه ضد الدعم السريع وكانت هذه مفاجأة لقائد الدعم السريع الذي أجزل لهم الامتيازات في اتفاقية جوبا، حيث كان يظن أنه بعد كل ما فعله لهم سوف يكون من المؤكد انحيازهم له في جبهة القتال وهذا ما لم يحدث رغم أنهم كانوا مترددين في البداية وأعلنوا حيادهم، ولكنهم في آخر الأمر يبدو أنهم انحازوا لمكاسبهم التي وفرتها لهم اتفاقية جوبا والتي كانت تقديراتهم أن القوات المسلحة السودانية هي القادرة على حماية وضمان هذه المكاسب لهم”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “الجيش السوداني الآن أصبح في وضع مختلف بعد ثلاث سنوات من الحرب، فقد أعاد تسليح قواته جيدا و كون حركات مسلحة أخرى موازية لحركات اتفاق جوبا ولا تقل عنها تسليحا وعددا، وهذا ما يجعله لا ينظر للحركات الدارفورية التي انحازت له بعد عام ونصف من الحرب بنفس نظرة الوعود التي كان يقوم بالتأمين عليها أول الحرب، ولذلك في أول منعطف قام قائد الجيش السوداني بتعيين رئيس وزراء اختاره هو وحده دون أي توافق مع شركائه في الحرب”.
وقال علي: “بداية الصدام من قائد الجيش ضد الحركات بأن ترك لرئيس الحكومة الذي قام بتعيينه حرية أن يقول إنه يحوز كامل الصلاحيات لتعيين وزراء حكومته، وهنا بدأ التوتر بين حركات اتفاق جوبا ومؤسسة رئاسة مجلس الوزراء المعينة، حيث أنه فيما يبدو أن خروج تصريحات بصورة غير رسمية من بطانة رئيس الوزراء، حول اعتزامه تشكيل حكومته دون التقيد بالإبقاء على وزراء الحركات المسلحة في مناصبهم التي حازوا عليها بعد توقيعهم اتفاقية جوبا، وخروج تصريحات من صحفيين معلوم عنهم عدم ميلهم للحركات الدارفورية وانتقادها بصورة راتبه واتهامها بالفساد والمحسوبية، كل هذا يأتي بشكل مدروس وليس مصادفة”.

السودان… البرهان يعين كامل الطيب إدريس رئيسا للوزراء
خلافات حول المناصب
وأكد المحلل السياسي: “ما يحدث اليوم من خلافات يوحي بأن هناك مجموعة داخل كابينة النفوذ بدأت تزهد في الشراكة مع هذه القوات، بل بدأت تبحث عن مخرج من اتفاقية جوبا نفسها التي وقعها قائد قوات الدعم السريع ممثلا لحكومة السودان حين كان نائبا لرئيس مجلس السيادة، وهناك رأي سائد بأنه ضغط على قيادة القوات المسلحة السودانية لقبولها رغم تحفظهم على العديد من بنودها”.
وأوضح علي: “الآن بعد تدخل قائد الجيش السوداني للتهدئة واسترضاء هذه الحركات المسلحة التي غضبت بشدة وأعلنت في تصريحات لقياديين من صفها الثاني إنها ربما تنسحب مع الحرب بجانب الجيش السوداني وبالفعل انسحبت هذه القوات من مثلث الحدود السودانية الليبية المصرية بشكل مفاجئ ومثير للتساؤل، من الواضح أن قائد الجيش السوداني يريد عدم جر الأحداث بسرعة لحدوث انشقاق في جبهة القتال، خاصة أنها أصبحت جبهات قتالية في إقليمي كردفان ودارفور فقط، ولكن عليه أن يتقيد بوعده الذي قطعه بأن كل من حارب إلى جانب الجيش السوداني سوف يكون له دور في تشكيل السلطة”.
حكومة بلا صلاحيات
ولفت المحلل السياسي إلى أن “البرهان في حال تنفيذ وعوده للحركات المسلحة سوف يجعل رئيس الوزراء في موقف لا يحسد عليه حين يواجه طلبات الحركات المسلحة الأخرى مثل قوات البراء بن مالك وقوات درع السودان و قوات الأورطة الشرقية، وهذه قوات تتمتع بإستقلالية نسبية ولها سهمها في هذه الحرب وسوف يكون رئيس الوزراء على موعد مع طلباتها حتى لو لم تعلن ذلك حاليا”.

بعد سيطرة الدعم السريع عليها..ما سر خطورة منطقة “المثلث” الحدودية على أمن السودان والمنطقة؟
وفي الختام يقول علي: “هذه الصورة المأزومة قد تجعل من تعيين رئيس وزراء في هذا التوقيت مسألة غير ذات جدوى وهو ما أعرب عنه صراحة عدد من المسؤولين سابقا في تصريحات مشهودة لوزير الخارجية السابق علي الشريف، وأيضا تصريح سابق لحاكم دارفور مني اركو مناوي، حول أنه ليس مناسبا في هذا التوقيت تشكيل حكومة جديدة وبالتدريج سوف يوقن رئيس الوزراء المعين أنه بلا حول ولا قوة لفعل أي حراك يعبر عن استقلاليته في منصب تم تعيينه به عبر مرسوم أصدره قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي”.
تهديد خطير
من جانبه يقول عادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السوداني: ” تعدد الجيوش والمليشيات المسلحة في أقاليم السودان مصدر قلق وتهديد خطير للمنظومة العسكرية (القوات المسلحة)، مما قد يضع القوات المسلحة في مواجهة عسكري وسياسية مع التنظيمات المتحالفة معها، لا سيما القوة المشتركة المتمثلة في تحالف وحركات تحرير الشرق”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “تأتي تلك التحركات العسكرية والسياسية من قبل القوة المشتركة وأحزاب وحركات تحرير الشرق في إطار تشكيل حكومة جديدة تعيد بناء المؤسسة المدنية والعسكرية، وترى القوة المشتركة أن هذا التشكيل الجديد يخرق اتفاقية جوبا للسلام”.

قائد قوات الدعم السريع يكشف عن هدفه من السيطرة على المثلث الحدودي
وأوضح: “أإن ما زاد من تعقيد المشهد الراهن حول تشكيل الحكومة الجديدة أن هناك اجتماعات عقدت دون استشارة القوة المشتركة وحركات متحالفة مع الجيش، علاوة على اتهام بعض النخب السياسية والعسكرية قيادات القوة المشتركة باحتكار وزارات واستغلالها قبليا وعرقيا”.
وتابع عبد الباقي: “هذه الخلافات قد تؤدي إلى تمرد خطير ويمكن أن تقلب موازين الحرب كليا وتجعل الجيش أمام خيارات سريعة قابلة للتنفيذ”.
وأشار رئيس المنظمات إلى أن “تقدم قوات الدعم السريع نحو الحدود الشمالية والسيطرة على المثلث قد يضغط على القوات المسلحة بتنفيذ جميع متطلبات القوة المشتركة دون شروط مسبقة، علما بأن تحالف الدعم السريع والحركة الشعبية وحركات وأحزاب مختلفة أصبح يسيطر على 80 بالمئة من أراضي كردفان ودارفور”.
وأكد عبد الباقي “أن القوات المسلحة تمر بمرحلة خطيرة والكثير من الشعب يعتقد بأن البرهان يفتقد الحنكة والحكمة السياسية والدبلوماسية لفك وتيرة الخلافات، كما أن هناك أصوات مدنية تطالب البرهان بالتنحي عن رئاسة مجلس السيادة والتركيز على القوات المسلحة لحصر وجمع الأسلحة من التنظيمات المختلفة”.
أمام تصاعد التوترات السياسية في جبهة الجيش السوداني، قالت صحيفة “السوداني” إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان عقد اجتماعًا ثانيًا مع قادة حركات اتفاق سلام جوبا، في محاولة لرأب الصدع بينهم وبين إدريس، بعد تباعد وجهات النظر بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
الاجتماع جاء عقب لقاء سابق عقده إدريس مع الحركات وبعض القوى السياسية، غاب عنه جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، ووزير المالية السابق فيما انسحب منه مني أركو مناوي، رئيس حركة جيش تحرير السودان، ما يعكس حجم الخلافات مع معسكر اتفاق جوبا.

تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل.. هل يشهد السودان انقساما بين الحلفاء “الحركة الإسلامية” والجيش؟
ونقلت الصحيفة عن مصادر، قولها إن البرهان تعهد بعقد لقاء مباشر بين قادة الحركات ورئيس الوزراء، في محاولة لتقريب وجهات النظر، وسط تصاعد الانتقادات من بعض القيادات، حيث وصف المتحدث باسم حركة مناوي ما يجري بأنه “محاولات دق إسفين داخل مؤسسات الدولة”، داعيًا إلى فرض هيبة القانون.
وتابعت الصحيفة: “تأتي هذه التحركات في وقت تحتج فيه حركة العدل والمساواة على إعفاء وزرائها ضمن ترتيبات حل الحكومة، ما يُنذر بتعقيدات إضافية أمام جهود تشكيل حكومة توافقية، ويدور الصراع تحديدا على وزارتي المعادن والمالية”
وتهدد الخلافات الحالية بتعميق الانقسامات داخل معسكر الجيش، خاصة في ظل الوضع الأمني الهش في السودان، علاوة على أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى شلل مؤسسي، إذا نفذت الحركات المسلحة تهديدها بتعليق مشاركتها، كما أن غياب خطاب واضح من البرهان حول موقفه من اتفاق جوبا يزيد من الغموض، مما يعقد جهود تشكيل حكومة مستقرة.
ويشهد السودان حربًا داخلية اندلعت في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، ما أثّر على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين خاصة في تفاقم أزمة النزوح داخليا وخارجيا.
اللهم افتن بين الغدارين والجبناء واللصوص، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم، واجعلهم امثولة للعالمين، فانهم غدرو بشبابنا وولغو في دمائنا وهتكو اعراضنا، وسلطو علينا صنيهتهم من المرتزقة والجنجويد،، اللهم افضحهم بين العالمين، واخرجنا من بين غدرهم وارهابهم سالمين، اللهم انتقم من الكيزان اعداؤك اعداء الدين،،،،
ايها الكلب الاماراتى انتهى الخلاف بين شركاء معركه الكرامه ولا صوت يعلو على صوت معركه .بل بل حتى اباده اخر جنجويدى اماراتى.مورال مشتركه فوق
اين السلام و اين جوبا الان
من الدمار الذى لحق بالبلاد ؟
لا يوجد سلام اصلا و ولا توجد مستقات لشئ لا وجود له
و هذا الذى خلفه الإتفاق؟؟؟!!!
الهلث لنهب المواطن بنوع من التحايل السياسى
من جانبه يقول عادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السوداني: ” تعدد الجيوش والمليشيات المسلحة في أقاليم السودان مصدر قلق وتهديد خطير للمنظومة العسكرية (القوات المسلحة)
😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀
عادل عبدالباقي عين نفسه :رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني هههه هههه ههههه اول مره نسمع عن هذا التجمع يعني بدل 3 جيب و3راجمات ممكن تعمل تجمع مدني غير موجود في الواقع زي تجمع الجزيره الكيزاني العران اخو المصران الاعور يا انتهازيين اقسم بالله قرفنا من الخلايا الاميبيه الدسنتاريه التي تتكاثر في السودان.كلكم كنتم في المؤتمر الوثني وقد انفجرتم زي الطحال وسممتم الحياه السياسيه قاتلكم الله.
الدعم السريع لم يهزم الجيش ويطرده من مواقعه، وكل ما يقال أنها سيطرت على مواقع بالعاصمة هراء وكذب، فكل تلك المواقع كانت الدعم السريع مؤتمنة على حراستها، وكل ما فعلته المليشيا هو أنها خانت الأمانة وغيرت نيتها من الحراسة الى الإحتلال لا غير.
فهل الغدر والخيانة تعتبر إنتصارا؟
أما إحتلالها مدينة مدني فكانت نتيجة خيانة من الضابط المسؤول عنها والذي فضل مال الدعم السريع ووعود الأمارات على الوطن وخان الأمانة وخفر الذمة وكسر الكتاب، وهذا يحدث في كل العالم.
أ) إنحياز الحركات الى القتال مع الجيش الذي كان وقت ذاك ضعيفا يتضعضع تحت ضربات الدعم السريع وخيانتها، وركلها أموال الدعم السريع وذهب الأمارات وهما أغنى من الجيش السوداني وأقدر من الجيش على دفع الأموال وشراء الضمائر والذمم بألف ضعف وضعف، هو الدليل الحاسم أن هذه الحركات اختارت الموت دفاعا عن الوطن وركت العيش الرغيد بأموال السحت وثمن الضمير ورفضت بيع شعبها وشرف نسائها خلافا لحركات الخيانة والعمالة والإرتزاق (الطاهر حجر والهادي ادريس وسليمان صندل وعبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو) الذين أثبتوا عمليا أنهم فلنقايات، مثلما تصفهم الدعم السريع تماما، وباعوا أنفسهم ودم قبائلهم وشعبهم وأعراض نسائهم للأوباش مقابل دراهم الأمارات وذهب الجنجويد.
ب) اما الحياد الذي اعلنته الحركات في بداية الحرب فقد كان مجرد خطة ذكية متفق عليها مع قيادة الجيش بهدف تحقيق التالي:
1) كانت الحركات، وقت شن الدعم السريع وحليفها السياسي والرباعية بقيادة داعمها الأماراتي والعراب الأممي فولكر، في أضعف حالتها بسبب أنها كانت تمر بمرحلة التفكيك والدمج والتسريح تنفيذا لإتفاقية سلام جوبا، وعلى العكس كانت مليشيا الدعم السريع في أقوى حالاتها بفضل تولى قائدها منصب الرجل الثاني في الدولة وفي الجيش لكنه كان الحاكم الفعلي للسودان، وبفضل الدعم الإقليمي والغربي والأمريكي متمثلا في الرباعية، والدعم الأممي متمثلا بالبعثة الأممية بقيادة فولكر وود لبات، والدعم السياسي المحلي متمثلا بقحت المدعومة إقليميا ودوليا وأمميا وتآمريا.
وبفضل وجود الثقل العسكري للدعم السريع بدارفور ووجود حواضنها القبلية بدارفور ووجود طرق الدعم الأماراتي الحدودية مفتوحة مع تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان وشرق ليبيت، وبوجود قوات الخونة (الطاهر حجر والهادي ادريس وسليمان صندل) مع قوات المشتركة داخل الفاشر، كان اعلان حركتي مناوي وجبريل إنحيازهما الى الجيش في ذلك للوقت والظرف سيكون إنتحارا لا غير.
لأن قوات الدعم السريع التي كانت في أوج قوتها وتركز معظم قواتها وقياداتها وسلاحها وحوضنها في دارفور، كانت ستطبق على قوات جبريل ومناوي وتقضي عليها في يوم واحد أو بعض يوم.
2/ ولكن إعلان حركتي جبريل ومناوي الحياد كانت خدعة إسترتيجية أكسبتها مهلة لإعداد وتقوية نفسها تجنيدا وتسلحا وترتيبا.
3/ وربما الأهم من ذلك أن إعلان جبريل ومناوي الحياد في ذلك الوقت، الذي كان فيه القائد العام للجيش وجميع القيادات الكبيرة محاصرين في القيادة العامة، مكنهما من إنقاذ الدولة من السقوط والإنهيار، لأنهما تمكنا بفضل خدعة الحياد من التحرك بحرية بين الخرطوم وبورتسودان لينقلا الحكومة والدولة ومؤسساتها ووزراءها الى بورتسودان.
4) وبعد تأكدهما من إنجاز المهمة وتقوية جيشيهما عددا وعتادا فاجآ مليشيا الجنجويد بإعلان إنحيازهما للجيش.
وقد تحمل الرجلان في سبيل الوطن والشعب والدولة قدرا هائلا من السب والشتم من الجهويين والعنصريين وغيرهم من الوطنيين ضيقي الأفق بسبب إعلانهما الحياد الذي كان فخا مخططا ومرسوما بعناية لتضليل المليشيا المتمردة التي ابتلعت طعمه ووقعت فيه.
ج) أما فرية خلاف الحركات والتنازع مع كامل ادريس حول أنصبتهما المنصوص عليها في إتفاقية سلام جوبا التي تضمنت نصا يقول بتقديم نصوصها على نصوص الوثيقة الدستورية عند التعارض، فعلى الرغم من حقها المطلق في الإصرار عليها، وعلى الرغم من أنه ليس من الحكمة والعقل أن ينازعهم قائد الجيش أو رئيس الوزراء فيها إحتراما للمواثيق والعهود ودرءا لمفسدة التفرق وتوهين العزم وتفريق الكلمة..إلا أن الناطق الرسمي للحركات قد صرح بملئ فمه أن قضيتهم الأساسية هي تحرير الوطن من دنس الجنجويد وليس التنازع على كراسي السلطة، وأنهم إذا استدعى الأمر فسيتركون كل أنصبتهم من السلطة لغيرهم ويتفرغوا لحرب الكرامة وتطهير الوطن من دنس التمرد والعملاء والخونة والمرتزقة والجواسيس والمرجفين.
فهل بعد هذا الحديث يمكن أن يحدث نزاع بين الحركات والجيش يشفي غليلكم أيها المرضى؟
لو كانت حركة جبربل ومناوي تبيع الوطن والمواطن والكرامة وأعراض السودانيات لما رفضت العروض المليونية التي بالعملة الصعبة التي قدمها لهما الكفيل ومليشيا الدعم السريع في إجتماعهما مع حميدتي بدولة تشاد والتي قبلها العملاء (حجر وادريس وصندل وعبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو) ورفضها بإباء الشريفان جبريل ومناوي واختارا طريق الجوع والموت وتحمل السب والشتم والتهم الجزاف دفاعا عن الوطن والشعب والكرامة يا بجم.
المال ليس كل شيئ إلا للرخصاء فقط.