مقالات وآراء

فوق السلطة !!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
لم يكن للوجع سيد من قبل
حتى عمّدته أياديهم تحت سقف الوطن
وسمحت لملامح الحزن على وجهه وأعرضت عنه المواساة !!

وفي 20 مايو عقب تنصيب كامل ادريس رئيسا للوزراء بيوم واحد، والذي صدر قرار تعيينه من السلطة الإنقلابية، بخدعة (كافة الصلاحيات) ذكرنا نصا ً تحت عنوان “صراع السلطة”
(إن الحركات المسلحة شيدت علاقتها العسكرية مع البرهان على أساس مصلحة ومنصب، ولأجل ذلك وضعت يدها على يد الحكومة الكيزانية ، بعد أن تمردت على حكمهم لسنوات جاءت وشاركتهم الحُكم فقط لأجل المناصب، والأكل من مائدة الفساد وكأنها لم تقاتلهم من قبل، لذلك لن تقبل بخطوة تشكيل حكومة جديدة بلاحصص وزارية لها، عليه فمن المتوقع أن ماتعانيه الحركات من أزمة التهميش الوزاري ، وعزلها سياسيا، قد ينعش عندها رغبة التمرد على الحكومة ميدانيا و عسكريا، مما يجعل انعكاسات القرار كارثية على الميدان، وذكرنا ايضا ( إن تم حل الحكومة فربما يحل ادريس بعض وزارات، و قد تضع على طاولته أخريات ممنوع الاقتراب منها ، وقتها يظهر التعريف الحقيقي لمنح “الصلاحيات الكاملة” لرئيس الوزراء).
ومر على هذا الحديث شهر واحد، ووقفت الحركات المسلحة عقبة أمام التشكيل الوزاري لحكومة كامل ادريس و”قايضت” نصيبها في السلطة بموقفها الميداني والعسكري
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة د. محمد زكريا فرج الله نؤكد أن تمسكنا باتفاق جوبا لسلام السودان هو تمسك كامل بمبادئه واستحقاقاته، بما في ذلك المواقع التنفيذية التي أُقِرّت بموجبه) .
ولم تصرح العدل والمساواة بهذا التصريح إلا بعد ان تأكدت أن الوزارات ستكون من نصيبها ، فرئيس مجلس الوزراء سبقها بتصريح قبل يومين أكد فيه تمسكهم بإتفاقية جوبا جاء ذلك عقب اجتماع الفريق البرهان بالحركات بعد أن انتهى اجتماعها مع كامل إدريس والذي لم يشارك فيه رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم، وغادره رئيس حركة تحرير السودان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.
واستجابة البرهان لمطالب الحركات أكدت أن الحركات ” فوق السلطة” وأن كامل ادريس، سحبت منه مايسمى ( بكافة الصلاحيات)
وفي شهر واحد فقط تدخل البرهان في القرار السياسي لرئيس مجلس الوزراء وأكد أنه كلمته هي العليا الأمر الذي دفع ادريس للتصريح بتمسكهم بإتفاقية جوبا.
واحتفظت الحركات بذات الحقائب الوزارية.
حركة العدل والمساواة بقيادة د. جبريل إبراهيم نصيبها وزارة المالية والرعاية الاجتماعية، وحركة تحرير السودان وزارة المعادن، ومفوضية العون الإنساني!!
ولكن وبالنظر الي ماوراء انتصار الحركات المسلحة في الصراع السياسي بينها والحكومة والذي استندت فيه على “البندقية”
فالملاحظ أن البرهان اعطاها مايجب أن يكون من نصيب أي شخصية سودانية ، على سنة التغيير، لطالما أنه جاء برئيس وزراء لتشكيل حكومة مدنية جديدة!!
سيما أن الحركات أخذت نصيبها وأكثر لسنوات. فنسبة 25٪ كانت للحركات وليس الأقليم لأنها لم تنعكس على دارفور لا أمنا ولاسلام، ولم تقيها شر الحروب والجوع
وتنازل البرهان جاء لشراء الميدان العسكري في حرب عبثية تنهب فيها الحركات مال الشعب من خزينة المالية وتوفر للمواطن الموت والنزوح والجوع ، فماعلاقة المواطن بصفقة الموت هذه ولماذا لايتم شراء موقف الحركات العسكري بمناصب عسكرية او سيادية بعيدا عن مال الشعب وقوته !!
فالإنصياع الي أوامر الحركات المسلحة هو اعتراف بدورها في الحرب ويكشف ضعف الميدان بدونها، وقلة حيلة القيادة الإسلامية صاحبة القرار ، فلأول مرة يعلو قرار على رغبتها، مايعني ضعفها ميدانيا وسياسيا ، فإن كانت هناك قوة عسكرية أكبر من قوة الحركات المسلحة على الأرض لإختارت القيادة العسكرية تمرد الحركات ،
ولكن لطالما أن التلويح بإنسحابها أعاد لها نصيبها في السلطة والثروة ، فهذا يعني أنها ربما لاتكتفي بالدفاع عن نصيبها ، وتطمع بالهجوم على نصيب غيرها!!
وضعف القيادة الإسلامية يتجلى في أنها حاولت أن تبعد الحركات ولم تستطع!!
فإن لم تكن نيتها إبعادها لأخبرت كامل ادريس منذ البداية أن يجب عليه عدم المساس بإتفاقية جوبا، ولكن ومنذ أن أصدر صانع القرار ببورتسودان إلغاء إشراف أعضاء “المجلس السيادي” على الوزارات الاتحادية والوحدات) كان هناك اتجاه واضح ليتحمل كامل ادريس مسئولية حل الحكومة ، ويبعد الحركات المسلحة من مواقعها ولكنه ايضا لم يستطع
والمهمة كانت أكبر من صلاحياته ، ويبدو أن القيادة رببت على كتفه بعد أن سلبته صلاحياته عندما أبقت الحركات في مقاعدها، ولكي تحفظ له ماء وجهه مررت له قرار تعيين الدفاع والداخلية، ولكن هذه القرارات التي بدأت بالتقسيط كشفت ملياً أن كامل ادريس ليس مطلوب منه سوى أن يجسد “الدور” فقط!!

طيف أخير :
#لا_للحرب
أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل الطبيب محمد عبد الرؤوف حسين عقب اعتقاله من داخل منزله بالطائف
في يناير الماضي من قبل الدعم السريع وافادت ان معتقلاتها بها عدد من الأطباء الذين تتعرض حياتهم للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..