هل يُنهي اجتماع بروكسل مأساة السودان المستمرة؟
أوضح مستشار حميدتي أن قواته تؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء القتال الذي طال أمده، مؤكدًا أهمية صدق النوايا لدى جميع الأطراف

أعلن عز الدين الصافي، مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، استعداد قواته لبدء حوار جاد مع الحكومة السودانية من أجل وضع حدٍّ للصراع الدامي الذي مزّق السودان.
وأكد الصافي أن «الحرب لن يكون فيها منتصر، فالكل خاسر فيها، سواء كان المواطن أو الوطن»، داعيًا إلى توفر الإرادة السياسية من الطرف الآخر لإنجاح أي تفاوض محتمل.
أسس الحوار وأهمية النوايا الصادقة
أوضح مستشار حميدتي أن قواته تؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء القتال الذي طال أمده، مؤكدًا أهمية صدق النوايا لدى جميع الأطراف.
وقال إن «الجدية هي الشرط الأول للجلوس على طاولة المفاوضات، حتى نحقق سلامًا مستدامًا يجنب السودان مزيدًا من المعاناة».
بروكسل تستضيف اجتماعًا دوليًا موسعًا
في السياق ذاته، من المقرر أن تستضيف بروكسل اليوم اجتماعًا رفيع المستوى بمشاركة الاتحادين الأوروبي والأفريقي إلى جانب السعودية ومصر والبحرين والولايات المتحدة وبريطانيا، لبحث سبل وقف القتال والتوصل إلى أسس حل ملزمة للطرفين.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الاجتماع يهدف إلى بلورة خطة عملية لوقف إطلاق النار، والضغط على طرفي الصراع للجلوس إلى طاولة التفاوض.
أمل بإنهاء مأساة مستمرة
مع استمرار النزيف السوداني، تتجه الأنظار إلى اجتماع بروكسل، وسط ترقب داخلي وخارجي بأن يحمل بارقة أمل لوقف الحرب التي استنزفت البلاد وأرهقت سكانها، ما يجعل أي مبادرة دولية جادة موضع ترحيب واسع من السودانيين والمتابعين للأزمة.
تأتي مبادرة بروكسل بعد سلسلة من المحاولات الإقليمية والدولية التي لم تُسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة. إذ شهدت العاصمة السعودية جدة أكثر من جولة تفاوض بين طرفي النزاع، لكنها تعثرت بسبب انعدام الثقة المتبادل والتصعيد المستمر على الأرض.
تحديات ميدانية وإنسانية متفاقمة
في ظل استمرار المعارك، تتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السودان، إذ بات ملايين المواطنين بحاجة عاجلة إلى المساعدات الغذائية والطبية، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف إلى مناطق أكثر أمانًا داخل البلاد أو إلى دول الجوار.
وتتعالى نداءات المنظمات الإنسانية بضرورة التوصل إلى هدنة عاجلة من أجل إيصال المساعدات إلى المتضررين.
ضغوط دولية لإنهاء النزاع
يرى مراقبون أن الأطراف الدولية المشاركة في اجتماع بروكسل تسعى إلى تكثيف الضغط على طرفي النزاع لإنهاء المواجهات.
وتشير التقديرات إلى أن أي خطة يتم التوصل إليها ستكون ملزمة ومرفقة بآليات متابعة دولية لضمان الالتزام بها، خاصة بعد الإخفاقات السابقة.
مستقبل مجهول ينتظر السودانيين
ورغم الأمل الذي يحيط باجتماع بروكسل، تبقى المخاوف قائمة من أن تطول الأزمة أكثر، ما يزيد من معاناة الشعب السوداني.
ويتطلع الكثير من السودانيين إلى أن تُكلَّل المساعي الدولية والإقليمية بالنجاح هذه المرة، حتى تعود بلادهم إلى طريق الاستقرار والأمن.
ميدل إيست بوست