اتفاق جوبا – قميص عثمان الملطخ بالدماء

إسماعيل عبد الله
قميص عثمان الملطخ بالدماء الذي اتخذه الامويون ذريعة لإثارة الناس، يماثل اتفاق جوبا الذي فضحه أحد أركانه الأساسيين، وقال بأن هنالك اتفاق آخر تم تحت الطاولة، هذه التوليفة الغريبة التي جمعت بين الأضداد لا لشيء سوى حمية الجاهلية – القبلية، رغم أن عدالة القضية تكمن في مأساة نزوح وتشريد ملايين السودانيين، فلو كان انقلاب أكتوبر قد قصم ظهر ثورة الشباب، فإنّ اتفاق جوبا كان مقدمةً للانقلاب، ومن ثم سبباً رئيسياً لإشعال الحرب، وعاملاً أساسياً لاستمرارها، باتخاذ رموزه الذين كوّنوا ما أسموه بالقوات المشتركة، خيار الانحياز عسكرياً وسياسياً لحركة علي كرتي الإسلامية، وهم ذات الشخوص الذين تحالفوا مع كادر النظام القديم، فيما سمي “مؤتمر الموز” المؤسس لأجندة عودة النظام القديم، وفي هذا المنحنى لابد من التذكير بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته القيادة السياسية لقوات الدعم السريع، ألا وهو التضامن مع مؤتمر الموز، والموثوقية العميقة التي منحتها القيادة لرموز الاتفاق، فلو لا تحدي قائد الدعم السريع للجنرال البرهان في أن يواجه (المتمردين)، خارج الخرطوم بالجبهة الصحراوية، التي حررتها قوات الدعم السريع اليوم، لما قبل البرهان بأولئك (المتمردين) لكي يعودوا عبر بوابة جوبا، لقد رهن الإخوة في “الجاهزية” كل منجزهم العسكري والسياسي قبل الحرب، لحركتين قبليتين حملتهما خطيئة جوبا إلى بهو القصور الرئاسية.
بعد الانقلاب على حكومة الثورة في 25 أكتوبر من العام 2021م، لا شرعية لما يسمى “اتفاق جوبا”، وبعد حرب ابريل تم تصفير العداد، فلم تعد جميع الاتفاقيات سارية المفعول، بما فيها مشاريع الطاقة وصفقات التمويل والدعم التقني، التي أنجزها الدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيس الوزراء الشرعي المنقلب عليه، فاليوم هنالك قوتان سياسيتان وعسكريتان تصطرعان على المشهد، هما مليشيات علي كرتي الإسلامية، وجيش التحرير الوطني – “تأسيس” – (الدعم السريع والحركة الشعبية)، لهذا الواقع الماثل ضرب قائد مليشيات علي كرتي عرض الحائط، ببكائيات قادة “المشتركة” التي بعثت فيه الزهو والغرور، فالمناخ السياسي الآن لا مكان فيه لأصحاب الدوافع القبلية، والسذج والغافلين والعنصريين والكارهين لذواتهم، إنّ عوالم ساس يسوس لا تقودها القبائل بقدر ما تقودها التحالفات السياسية، فحصاد الهشيم الذي جنته قيادة “المشتركة” هو نتاج لمخرجات الوعي القبلي، المسيطر على قادتها العسكريين منهم والسياسيين، لذلك كرّست الاتفاقيات السابقة – أبوجا والدوحة وجوبا وأسمرا – لإرضاء القبيلة، وهذا النهج بدأ مع بزوغ فجر (الاستغلال)، حيث تكونت الأحزاب على الأساس الطائفي، والطائفة هي الوعاء الجامع للقبائل، وأحزاب الاتحادي والأمة خير مثال، وهنا لا تسأل لماذا جاء موسى محمد أحمد مساعداً لرأس الدولة المحكومة بقسم “علي الطلاق”.
على “المشتركة” أن تعلم بأن الحرب قد صفّرت العدّاد، فلا شرعية لها والكل لا يمثل إلّا نفسه، والفيصل وقف اطلاق النار (بطريقة ترامب)، والاستجابة لتعليمات “كما كنت” على الجغرافيا التي يقف عليها طرفا الحرب، لهذا السبب قامت قيامة وزراء المشتركة، فبعد أن دحرت قوات الدعم السريع متحرك “الصياد” بمحور الخوى – النهود – الدبيب بات، لم تعد للمشتركة أهمية في مخيلة جوقة بورتسودان، وقد اكتملت الخياطة بالحرير بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي، الفاصل بين الدول الثلاث – السودان ومصر وليبيا، الانجاز العسكري والسياسي الذي قصّر إعلام “تأسيس” في طرحه على المستوى الدولي، هل يعلم الناس أن الاستحواذ على المثلث الحدودي أهم استراتيجياً من الاحتفاظ بولايتي الجزيرة والخرطوم؟، لماذا تنتصر قوات الدعم السريع عسكرياً وسياسياً ثم لا تجد الدعم الإعلامي المطلوب من إعلامها الرسمي؟. هب أن هذا الانجاز حققته مليشيات علي كرتي الإسلامية، تصور مشاهد “الهيصة” التي يفعلها الصائحون بهتاف: بالمسيرات!، لقد راهنت “المشتركة” على أمرين، فوبيا مليشيات علي كرتي من الدعم السريع، واعتقاد هذه المليشيات في أن “المشتركة” قوة ضاربة يمكنها الوقوف في وجه عواصف الدعم السريع، ففشلت المشتركة في فك حصار الفاشر وتكبدت هزائم ساحقة في كردفان، إذ ما يزال أطفال دارفور يتهكمون في أحد رموزها حين توعّد وأرغى فأزبد ثم قال: (الخرطوم الفولة – الفولة أبنوسة – أبنوسة الظعينة – الظعينة نيالا – نيالا زعلان جي – زعلان جي الجنينة).
ياعزيزى من يفقد الخرطوم والقصر الرئاسى فقد خسر الحرب انت كنت تحتل العاصمة والقصر فماذا يسوى المثلث الصحراوى الذى تتحدث عنه ؟؟! مبروك عليك ونبصم بالعشرة ولنا لن نسأل لماذا غادره المواطنون كما غادرنا نحن اولاد البحر ديارنا مجبرين بعد ان دخل لصوص الرزيقات الى غرف نومنا ؟؟؟ حربكم العنصرية نقابلها بنفس العتصرية والعنف والانتقام والدم والثأر .. بس بفهم وذكاء وعلم وليس بطريقة عجال لاقن والانسان البدائى .