مقالات وآراء

حكومة كمال ادريس بين وهم الكفاءات وحقيقة محاصصة الحركات القبلية!

 

 د. موسي الأمين حمودة

بات من المؤكد دخول سلطة بورتسودان في معترك المحاصصات القبلية على عكس ما ظل يردده كمال ادريس بتكوين حكومة من الكفاءات الوطنية. ما يعرف بحركات سلام جوبا وبحسب تسريبات اعلامية وصحفية بدأت تعارض هذه الخطوة وطالبت بتضمين حصتها التي كسبتها حين غفلة في اتفاق جوبا من العام ٢٠٢٠م والذي قضى بمنحها نسبة ٢٥٪؜ من الحكومة وبفضل ذلك تسلم جبريل مقاليد وزارة المالية وبشير ابو نمو وزارة المعادن وعضوين بالمجلس السيادي وحاكم اقليم دارفور .

بالأمس كتب بشير ابو نمو مدافعاً بطمع عن سرديات اتفاق جوبا المتعلق بمسار دارفور والحركات والأجسام الملحقة الاخرى، كتب قائلاً ((1. المكونات الأساسية لاتفاق جوبا :اشتمل الاتفاق في مسار دارفور على خمس حركات مسلحة رئيسية، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الفريق مالك عقار، والتي تمثل منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

2. الحركات الملحقة بالاتفاق:
عقب توقيع الاتفاق ووصول الموقعين إلى الخرطوم، تم إلحاق بعض الحركات الأخرى بالاتفاق بمبادرة من الوساطة الجنوبية والحكومة السودانية وهى ثلاث حركات ، حركة مصطفى طنبور ، حركة على شاكوش وحركة تمازج والتى انضمت معظم أفرادها للدعم السريع فى قتالها الاخير مع الدولة ، بما فى ذلك رئيسها محمد القرشي . هذه الحركات هي فصائل تشكلت في ظروف معروفة ، ولم تكن نشطة عسكريًا حتى توقيع الاتفاق.

من المهم التأكيد أن هذه الحركات لا تدخل ضمن النسبة المخصصة (25%) من السلطة الواردة في الاتفاق، والتي تخص الحركات المسلحة الموقعة فعليًا، وليست حصةً عامة لجميع من انضم لاحقًا أو شارك في مسارات أخرى مثل الشمال والوسط، التي خصصت لها حصص معينة من السلطة في الولايات.

3. المسارات غير المسلحة:
تضم اتفاقية جوبا مسارات سياسية لا علاقة لها بالكفاح المسلح و أُوجدت بطلب من التنظيمات السياسية المنضوية تحت مظلة الجبهة الثورية آنذاك لمناقشة مشاكل التنمية “فقط” في الشمال و الوسط و الشرق، أبرزها:
مسار الشرق الذي كان يتزعمه الأمين داوود، وتمت الإطاحة به بدعم من جهات مؤثرة في العملية التفاوضية لصالح كل من خالد شاويش وأسامة سعيد.
مسار الوسط بقيادة التوم هجو.
مسار الشمال الذي يقوده كل من محمد داوود والجاكومي.

من المعلوم أن مساري الوسط والشمال لم يتضمنا مناقشات واضحة حول قضايا السلطة والثروة، وهو ما يدحض أي مزاعم حالية حول التهميش أو عدم التمثيل” انتهى حديث ابو نمو.

ولئن تحتفظ الحركات التي تنتمي الى قبيلة الزغاوة بحصصها السابقة من الوزارات في هذه الحكومة يؤكد ابتزاز مناوي وجبريل بحجة مشاركتهم في الحرب الجارية بين الدعم السريع والجيش ودعمهم للجيش بعد فكهم الحياد. وهذا الموقف والمحاصصة التي تجري الان ليس لها علاقة بالحرب الجارية التي يسمونها بحرب الكرامة. بفعلتهم هذه اتضح انهم يقاتلون من اجل المناصب والحصص التي حصلو عليها في اتفاق جوبا الذي لا يستند على اي شرعية دستورية خاصة عقب الانقلاب الذي نفذه الجيش والذي قضى على الوثيقة الدستورية وحكومة الثورة بقيادة عبد الله حمدوك وكذلك بقيام الحرب الحالية التي ابتدرها الجيش ضد قوات الدعم السريع عطلت ومزقت كل الاتفاقيات وشركاء حكومة الثورة التي يعتبر الدعم السريع جزء اساسياً فيها.

ما ان حصلتا حركتي جبريل ومناوي لوحدهما على هذه المناصب السيادية مثل وزاراتي المالية والتعدين فإن من المتوقع ان تمضي حكومة ادريس الى منحدر لا تحسد عليه. ما يعرف بقوات المشتركة ستأكل بعضها البعض وربما تشهد موجة انفجارات مع الجيش وقوات الأمن من جهة أخرى. ويتوقع كثير من المراقبين ان تشكيل الحكومة المقبلة ببورتسودان ستورد تحالف الجيش مع قوات المشتركة مورد الهلاك في مقابل استعدادات قوات الدعم السريع وترتيب صفوفها وتقدمها نحو مناطق استراتيجية في كردفان وشمال السودان ومن العسير على تحالف الجيش مع حركتي مناوي وجبريل مواجهة هذا الطوفان الذي يتسلح بنفس القومية وحكومة التأسيس.

إدراك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..