السياسة السودانية وعدم الاستفادة من التجارب !!! حينما يذوب الثلج فى الماء !!!! (1-2 )

نصرالدين رحال (المحامي)
سيتناول هذا المقال نظام الحكمين العسكريين الانقلايين
مايو والإنقاذ ) مع القوى (العسكرية والسياسية والمدنية) التي قاومتهما ولما تحتاجه تلك الوقائع والأحداث التاريخية والتجارب من سرد لأغلب التفاصيل سيتم تغطية عنوان هذا المقال في جزئين مرتبطين مع بعضهما البعض وصولا للخلاصة ،،،
بالرغم من أن الثلجة في الأصل من الماء إلا أنها ونتيجة إلى دخول عوامل أخرى مشتركة خلقت منها الشكل الأصم ذات الكتلة الصماء المتحد ميزها عن أصلها إلا أنها حينما توضع داخل الماء السائل تبدء تدريجيا تضعف وتذوب وتفقد خصائصها السابقة قبل الادخال والدمج حتى تتلاشى بالكليه….
تاريخيا وبالرجوع إلى حال كثير من مواقف كتل وتكوينات وتحالفات الحراك السياسي السوداني المختلفة من خلال مواقفهم المعارضة والرافضة لسياسة حكم الانظمة الشمولية في السودان منها النظامين الشموليين (مايو -الانقاذ ) نجدها إتخذت وسائل مقاومة مسلحة ضدها عبرت من خلالها عن وجهة نظرها وتنقسم تلك القوى من خلال تحقيق أهدافها واغراضها إلى إثنين جزء من تلك القوى قاصده
الهزيمة والإسقاط بالكلية لينشأ ويؤسس على أنقاض ذلك الحكم نظام حكم جديد وجزء اخر قاصد أن يضعف بالمحاصرة والضغط بألياته المسلحة حتى يرغم ويجبر الإستجابه لأغلب أو جزء من مطالبه ولايمانع من إستمرار ذلك الحكم أن إستجيب لمطالبه أو حتى جزء منها ،،،
مع الفارق في الشبه والتشبيه بذوبان الثلج في الماء إلا أن كتير من تجارب ومواقف تلك التكوينات السياسية السودانية خلال العقود السابقة وماتوصلت أليه من حلول لمطالبها عبر إتفاقياتها المختلفة مع تلك الأنظمة أشبه بعملية ذوبان الثلج في الماء ،،،،
وللتأكد من ذلك نذكر التجارب و الأمزجة لنرى كيف بدأت تلك القوى نشاطها وعملها تهدف إلى تحقيق مطالبها وغاياتها وهي في قمة حيويتها ونشاطها ككتلة متحدة بدءا بأحد اهم الانظمة الشمولية الذى قوض الحكم المدني (الديمقراطية الثانية )بدء عقائديا (شوعيا )(إنقلاب ١٩٦٩م) (مايو) بقيادة العقيد /جعفر نميري خلال فترة حكمه التي إنتهت بأنتفاضة رجب أبريل المجيدة ١٩٨٥م تصدت له عديد من القوى المدنية والعسكرية ) سوى التي حاولت تغير الإنقلاب بإنقلاب وفشلت فيه أبرزها المحاولتيين العسكريتيين (هاشم العطاء )(الحزب الشيوعي ) بعد أن إكتشف أن النميري قد إختطف إنقلابه (المايوي ) و(حسن حسين) ثم حركة المقاومة الجنوبية الأولى في سودننا القديم الموحد (الأنانيا) والتي توصلت لإتفاق أديس أبابا في العام ١٩٧٢م بين نظام النميري وجوسيف لاقو، وأول عملية زوبان لاتفاقيات حركات المقاومة المسلحة مع الأنظمة الشمولية كانت لإتفاقية أديس أبابا التي انتهت بتنصل النميري عنها في العام ١٩٨٣م ليبدء فصل اخر من فصول حركات المقاومة الجنوبية المسلحة(الجيش الشعبي والحركة الشعبيةلتحرير السودان) بقيادة العقيد د. جون قرنق وسنتعرض لها لاحقا وأيضا خلال ذلك النظام المايوي قاومته القوى السياسيةوالمدنية (حزب الامة والإتحاديين والاسلامين وبعض القوى المدنية الاخرى ) بعمل مسلح حينما يأست عن وسائل المقاومة المدنية كونت تحالف الجبهة الوطنية بالخارج (ليبيا ) سماها النظام المايوي (النميري ) (مرتزقة ) ليكسب ود وتعاطف المواطن السوداني بالداخل وذلك عندما حاول ذلك التحالف بإزالة وإسقاط النظام بغزو مسلح بدخوله لإمدرمان في يوليو ١٩٧٦م ورغم النجاحات المقدرة التي أحدثتها تلك المحاوله الإ أنها سرعان ما أخمدت ودفع التحالف أثمان باهظهة بعدها أبرزها إنشقاقات قادته للدخول فيما سمي بالمصالحة الوطنية في العام ١٩٧٧م مع نظام النميري ونتج عنها في ظل إستمرار الحكم العسكري الشمولي(المايوي ) جسم سياسي مدني سمي بالاتحاد الاشتراكي وحدث لإتفاقيات تلك القوى زوبان قاد بعضهم لنفض يده منها بينما بقي الآخرين (الاسلامويين ) معه وشرعوا له قوانين سبتمر ٩٨٣م( تطبيق الشريعة الاسلامية )فحولوا النظام المايوي الذي بدء يساريا إلى اليمين المتطرف فأنهيت اتفاقية أديس أبابا وبدء النظام يترنح حتى إنتهت حياته وأسقط بعمل ومقاومة مدنية ( رجب أبريل ١٩٨٥م )
نواصل…
إدراك