مقالات سياسية

ذكرى موكب ٣٠ يونيو واستعادة مسار الثورة

تاج السر عثمان

 

١. أشرنا سابقا الي الذكرى السادسة لموكب ٣٠ يونيو وكيف كان سدا منيعا أمام مخطط العسكر والدعم السريع والإسلامويين لتصفية الثورة بعد تدبير مجزرة فض الاعتصام البشعة التي مازالت تنتظر القصاص.

فقد ظلت جذورة ثورة ديسمبر متقدةً رغم العقبات الداخلية والخارجية التي وقفت في مسارها، لأنها كانت ثورة عميقة الجذور شملت شباب ونساء وشيب مدن وريف السودان، ورفضت تماما حكم لإسلامويين منذ انقلابهم المشؤوم في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، واستمر لمدة ثلاثة عقود اتسمت بالقهر والفساد وجرائم الحرب وضد الإنسانية، ونهب ثروات وأموال وأصول الشعب السوداني، وتدمير البلاد، والتفريط في سيادتها الوطنية وفصل الجنوب.

 

٢. كان من أكبر العقبات أمام الثورة انقلاب اللجنة الأمنية، الذي قطع الطريق أمام وصول الثورة لأهدافها في الحكم المدني الديمقراطي، وتحسين الأوضاع المعيشية. الخ بحجة الانحياز لها، وكيف ينحاز لها من ارتكب مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي كان جريمة إبادة جماعية وضد الانسانية، وامتداد لجرائم دارفور من قتل العزل ، وحرق الخيام ومن بداخلها وهم صيام نيام، واغتصاب النساء، والضرب بالهراوات والمعاملة غير الانسانية، ورمي الشباب أحياءً او امواتا في النيل بعد ربطهم بكتل اسمنتية، وتأخير القصاص للشهداء والمفقودين في المجزرة، وبعد ذلك تم التوقيع على الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي كرّست السلطة في يد المكون العسكري، وتمّ تعطيل تفكيك التمكين والسير في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي في رفع الدعم مما أدي للمزيد من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، اضافة لعدم الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وتحقيق السلام، ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية والحرب، وعدم تسليم البشير ومن معه للجنائية، وإعادة هيكلة الشرطة والأمن ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتأخير تكوين التشريعي وتعيين الولاة المدنيين ، وتكوين المفوضيات،وضم شركات الجيش والأمن والدعم السريع ، وشركات الصادر والمحاصيل النقدية، والذهب للمالية، والفشل في ضبط السوق … الخ ، اضافة للمخطط لتفكيك ق.ح.ت، وتجمع المهنيين، والتهاون مع تخريب فلول الوطني، بنسف الأمن وخلق الفتنة القبلية، وخلق الأزمات الاقتصادية وتهريب السلع الضرورية ورفع سعر الدولار، لاضعاف قوى الثورة، وفتح الطريق للانقلاب عليها أو الانتخابات المبكرة٠

استمر التآمر على الثورة حتى تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب الجارية حاليا، بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.

 

٣. في الذكرى السادسة لموكب 30 يونيو، لنواصل قيام أوسع جبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها بإنجاز الآتي:

قيام الحكم المدني الديمقراطي واستدامة الديمقراطية والتنمية المتوازنة والسلام. وعدم الشراكة مع العسكر والدعم السريع والتسوية التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع من السابق، والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية، بالتغيير الجذري الذي يرسخ الحكم المدني الديمقراطي.

– عدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الإنسانية. وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.

– الإسراع في تفكيك التمكين واستعادة الأموال المنهوبة،.

 

تجاوز الاتفاقات الجزئية التي تعيد إنتاج الحرب مثل اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب، بالحل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة ويرسخ السلام العادل المستدام.

– الترتيبات الأمنية لحل المليشيات والدعم السريع وجيوش الحركات، وتكوين الجيش المهنى القومي الموحد الذي يخضع الإشراف الحكومة المدنية.

– إعادة بناء الخدمة المدنية بما يعكس قوميتها ومهنيتها، وإعادة هيكلة الأمن وإلغاء قانون 2010م ليصبح الأمن لجمع المعلومات، وإعادة هيكلة الشرطة لتقوية فعاليتها في خدمة الأمن.

– إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإلغاء قانون النقابات لعام 2010م (قانون المنشأة) ، واستبداله بقانون الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، وضرورة استقلالية ووحدة تجمع المهنيين ولجان المقاومة.

– تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين، وتكوين المفوضيات.

– إصلاح النظام القانوني والعدلي والقضائي.

. – إعادة المفصولين من المدنيين والعسكريين فورا

– تمكين المرأة والشباب وتوفير فرص العمل للعاطلين. – إصلاح النظام المصرفي، ولجم تجارة العملة وتحكم بنك السودان في تحديد قيمتها.

– اعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، وتوفير خدمات الكهرباء والمياه والانترنت والتعليم والصحة والدواء، وسيطرة الدولة على التجارة الخارجية، واستيراد السلع الأساسية للتحكم في اسعارها، و علي الذهب والبترول و شركات المحاصيل النقدية ،وضم شركات القوات النظامية للمالية وتفرغها لحماية الوطن، وتأهيل قطاع النقل ، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي لتقوية الجنية السوداني، وتوفير العمل للعاطلين، وتوفير خدمات التعليم والصحة والدواء وخدمات المياه والكهرباء … الخ

– التحضير لقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

– السيادة الوطنية، وعدم ارتباط البلاد بالمحاور العسكرية الإقليمية، وقيام علاقات خارجية متوازنة. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

عاجل الشفاء والصحة للجرحى

وعودا حميدا للمفقودين.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..