مقالات وآراء

الميليشيات لا تبني دولة (١ / ٢)

ضد الانكسار

أمل أحمد تبيدي

مدخل

قال الكاتب : جلال عامر

(قد نختلف مع النظام لكننا لا نختلف مع الوطن ونصيحة أخ لا تقف مع «ميليشيا» ضد وطنك ، حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام على رصيفه ليلاً..)

يجب تناول قضية المليشيات بصورة جادة.. فى وجودها لا يمكن بناء دولة مدنية مستقرة لأنها لا تخضع لسيطرة القوات المسلحة النظامية بالإضافة إلى انها قائمة على القبلية والعنصرية والجهوية على العكس تماما الجيش النظامي ينتمى افراده لكافة مكونات المجتمع يدار وفق قوانين عسكرية قائمة على الانضباط .. دمج المليشيا داخل المؤسسات عبر ترتيبات أمنية تحصن البلاد من الفوضى المدمرة لأنها تشكل خطر على امن البلاد خاصة إذا كانت الدولة هشة و قواتها المسلحة الحكومية مرت بفترة تهميش من أجل اضعافها.

الكارثة الكبرى وجودهاو انتشارها داخل الأحياء عبر دور و مراكز وسلاحها خارج سيطرة المؤسسة العسكرية.

لا توجد دولة تنشد السلام والاستقرار ترى كل يوم المليشيات تخرج وتمنح الرتب بحضورها ومباركتها بل لافتاتها تزين بها الطرق كأنها مؤسسة عسكرية قائمة بذاتها.

يجب أن تنتهي مظاهر تعدد الجيوش ويتلاشي تواجدها من المدن فالامن بعد الحرب مسؤلية الشرطة.

خطر المليشيا يكمن عند ما تفقد الدولة الاستقرار السياسي والأمنى وتكون تحت ابتزاز وتهديد المليشيا

قالت كورينا دوفكا خبيرة منطقة الساحل (هذه الجماعات تستغل بذكاء والانقسامات على أسس عرقية واقتصادية ودينبة لكسب مزيد من المجندين.. لقد تغلبوا على جيوش المناطق وتغذوا على الجغرافيا الصعبة والحكم الضعيف الفاسد فى كثير من الأحيان)

لذلك نجدها لا تخضع للقوانين لأنها فى الأصل قائمة على مبدأ عدم الاعتراف بالقانون، المؤسف تتذايد وأصبحت (مهنة من لا مهنة له)

المليشيات ليس فى الدول العربية فقط بل أشهرها ( بلاك ووتر) المرتبطة بالجيش الأمريكي و(فاغنر) بالجيش الروس وأصبحت جيش تحت الطلب وزمام أمرها بيد الدولة

على العكس من الدول العربية فهي المسيطرة وتعتبر مهدد امنى حقيقي لذلك يجب أن يدرك الساسة والعسكر فى النهاية المليشيا لا تبنى دولة ولا تأتي بالديمقراطية تعتبرها بعض الدول جيوش ظل ولكن إذا وجدت الدعم خارجي تدمر البلاد هي آفة كبرى لأنها تفتقد للقانون والقيم الإنسانية لذلك تدمر كل التوجهات المدنية لتقدم أي بلد.

بناء الدولة يتطلب جيش قوى يمتلك زمام الأمور. وساسة لهم بعد نظر واستيراتيجية للبناء والتعمير الولاء عندهم للوطن لا خونة ولا عملاء ..

الوطن يحتاج الكثير..

حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. قلتي لينا بناء الدولة يتطلب جيش قوي، إلى ذلك الحين فليذهب الجيش الحالي إلى الجحيم.

  2. مع الاحترام لكاتبة المقال ولكن مقولة (المليشيات لا تبني دولة) هي مقولة حق اريد بها باطل! ولو رجعنا الي تاريخ تأسيس الجيوش الوطنية الحقه لوجدنا انها كانت في البدايات وفي فترة مقاومة الاستعمار تحديدا كانت مليشيات وطنية وقاتلت المستعمر وانتصرت عليه وبعدها تحولت لجيوش وطنيه مثل ما حصل في فيتنام وكوبا والعراق وافغانستان وسوريا اليوم وغيرها. ولو اخذنا الفايكينج والمغول كنموذج لوجدنا ان المليشيات بإمكانها تغيير خارطة العالم السياسيه كلها وليس حكم دولة فقط.
    علي الشق الآخر لو سلمنا ان الدعم وجميع الحركات المسلحه هم مجرد مليشيات وهو كلام لا غبار عليه، فهل يختلف الجيش السوداني عنهم في شيء من ناحية الممارسة والسلوك وارتكاب الجرائم؟ قطعا لا وبل يمكننا القول ان الجيش اسوأ واكثر اجراما من المليشيات مجتمعه قديمها وجديدها.
    ومن باب الإنصاف الجيش السوداني غير انه لا يحمي وطنا ولا مواطنا ولا ترابا هو الاب الروحي ومفرخ المليشيات وهو المليشيا الاعظم في تاريخ السودان،فهو يتميز عنها بأنه يمارس الانقلابات ويدمر الاقتصاد ويئد الديمقراطيات ويرتهن البلد تماما لمصر ويهرب ذهبها وخيراتها لمصر في عار ودرك سحيق لم يصله جيش قط علي مدي التاريخ! و يتفوق الجيش ايضا علي الملبشيات بممارسة الافعال والجرائم الداعشية من قتل علي الهوية والذبح والسلخ وبقر البطون واكل الاكباد والتمثيل بالجثث وممارسة الاغتصابات علي اوسع نطاق وحرق القري وابادة السكان والماشيه وتسميم مصادر المياه وصولا لإستخدام الاسلحه الكيماويه المحرمه دوليا ضد شعبه! وتلك لعمري اعمال مخزية وجرائم لن تجرؤ علي ممارستها اعتي المليشيات في العالم كله!
    الخلاصة هي ان الجيش هو اكبر واخطر مليشيا ولا يستوفي اطلاقا شروط الجيوش ولا يصح القياس عليه او إئتمانه علي ارواج الناس وممتلكاتهم وتراب الوطن وينبغي لأي وطني شريف النظر للجيش علي انه واحد من جملة المليشيات المتناحره وينبغي حله ومحاكمة قيادته المجرمه مثله مثل اي مليشيا اخري في الساحه وبعدها يجب تأسيس جيش وطني قومي محترف نزيه وملتزم بالقانون لا علاقة له بالسياسة والحكم والبزنيس وعندها فقط يمكننا ان نقول بكل ثقة مافي (مليشيا بتحكم دوله) لأننا سنكون وقتها نفاضل بين جيش وطني ومليشيا وليس بين مليشيا استعمارية تحت مسمي الجيش ومليشيات محليه من صلبه كما يحدث الآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..