مهزلة دولة البرهان وكامل إدريس..!

مرتضى الغالي
الوطن يعيش الآن (مهزلة كبرى) تحت عصر البرهان وكامل إدريس و(حرب الكرامة) علاوة على إمعان طيف من المتعلمين و(السياسيين العطالى) في الإنكار والخذلان .. ومع تواصل فجور إعلام الكيزان وتقافز الجرذان .. ونشاط جراد (ساري الليل)..!!
لا يمكن أن تصل حالة الوطن تحت هذا الانقلاب الأرعن إلى هذا الدرك من الخفّة والركاكة؛ ولا يمكن أن يبلغ التناطح حول المقاعد الوزارية هذه الدرجة من الابتذال والوطن يئن تحت حرب فاجرة أهلكت الحرث والنسل..!
بيوت السودان كلها خراب ومساكنه مهدّمة والشعب مشرّد في الفلوات والصحاري السبسب .. فهل تصدّق أن (حكومة الانقلاب المدنية) تقوم بهدم بيوت المواطنين المساكين باعتبار أنها عشوائيات (خارج الخطة السكنية)..؟!
حقا لقد وصلت المهزلة إلى درك سحيق تحت أي قياس من عالم العبث واللامعقول (من لدن صميل بيكيت وأوجين يونسكو) وإلى أبعد الصور الهزلية التي يمكن رسمها عن “دولة قراقوش” في المخيلة الشعبية .. وأقصى درجات الانحطاط في عصر ملوك الطوائف .. بل أكثر أقبية (الأوليغارشيات) طغياناً وهزالاً وانحلالاً..!
قبل أيام قلائل نقلت وسائط إعلام البرهان أن رئيس وزراء الانقلاب اجتمع بأفندية قالوا أنهم يرأسون هيئة (لا ندري من أين خرجت) اسمها “منظمة أساتذة الجامعات السودانية” وجعلوا اختصارها أو اسمها التجاري (مايسو)..!
(مايسو)..؟! هذا والله (مما يسوء) بالجامعات ورجال العلم التعليم..!
هؤلاء (التربويون الفضلاء) لم يطالبوا هذا الرجل بإيقاف الحرب من أجل عودة مئات الآلاف من الطلاب المشرّدين لمدارسهم ومعاهدهم حفاظاً على الأجيال القادمة من الضياع .. بل طأطأوا رءوسهم ليسمعوا منه عبارات إنشائية مجوّفة مثل (أعواد الفافنوس والبوص القليد) على غرار نماذج كتيبات (الرسائل الغرامية) ومحفوظات المطالعة للمبتدئين..!
الأمين العام لهذه المنظمة الذي قال إن اسمه “بروفيسور محجوب محمد احمد” أشاد عقب اللقاء بـ(توجهات) رئيس الوزراء لإعادة بناء الدولة (على أسس البحث العلمي) وزاد (كيل بعير) بقوله إن رؤية رئيس وزراء الانقلاب (تجد تجاوباً كبيراً داخل الوسط الأكاديمي)..!
أين هذا الوسط الأكاديمي الآن..؟ وفي أي مكان..؟ ثم كيف عرف هذا الرجل (هذا التجاوب) وكيف استطاع قياسه..؟!
وحتى تكتمل الصورة فقد ظهر في شاشة تلفزيون حكومة الانقلاب دكتور يحمل اسم (احد أنبياء بني إسرائيل) طالب على الهواء بقطع العلاقة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بما فيها اليونسكو وصندوق الطفولة- اليونيسيف ومفوضية اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية والأغذية والزراعة..!
لماذا يا رجل..؟! قال: لأنها “منظمة تأسست من اجل إهانة دول العالم”..!!
(الذباب الاليكتروني) يطنّ في آذاننا صباح مساء: الجيش الوطني .. وما أدراك ما الجيش الوطني.ونحن الآن في حالة حرب كاملة .. ولا أحد يسمع) كلمة واحدة (من وزير الدفاع السابق أو الحالي؟
لا يعرف أحد اسمه؟ ولم يتحدث يوماً واحداً عن سير الحرب .. في حين أننا (كما لاحظ احد الحلفاوين الأذكياء) نسمع في اليوم الواحد عشرات التصريحات العسكرية من كيكل وشيكل و”الصوارمي والجاكومي” وأركو مناوي وشيبة ضرار والأمين داوود والمصباح والمفتاح وطمبور وطيفور .. وهلمجرا .. الله لا كسّبكم..!