كود هانيبال الذي نصر إيران وألهم أهل السودان ..!!

د. حامد برقو عبدالرحمن
(١) في مايو الماضي عندما فجع أهل الإيمان على إمتداد اليابسة لم يجدوا من يواسيهم غير الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار ام الاطفال التسعة الذين أحرقتهم إسرائيل بضرب منزلهم بحي قيزان في خان يونس. الدكتورة آلاء والتي كانت تعمل بمركز ناصر الطبي والتي أعتادت على مشاهد الجثث المحترقة بشكل يومي لم تقل عند مشاهدة جثامين أطفالها غير : (هم أحياء عند ربهم يرزقون) لتهدئ إخوتها في الرحمن والخيريين في العالم من فظاعة المشهد.
عندها تذكرت القيادي بال قحت والمستشار السابق لمليشيا الدعم السريع الأخ عزت يوسف الماهري عندما قال يوماً لإحدي محطات التلفزة الإسرائيلية ((أن الشعب السوداني (يعني الجنجويد) يتعرض للإرهاب من قبل الإسلاميين كما يتعرض الشعب الإسرائيلي للإرهاب من قبل الإسلاميين الفلسطينيين)) وهي المقاربة الغبية التي رفضتها اسرائيل نفسها. لأنها تدرك من هم الجنجويد.
لا أدري إن كان مازال على رأيه الباعث للإشفاق…!
(٢) بالحرب التي دامت ل١٢ يوماً فقط والتي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية في إيران؛ جاءت مخيبة لآمال ثلاثي الشر: (العالمي والإقليمي والمحلي)
فالعالمي تضم اسرائيل وأمريكا وباقي دول الغرب والتي ظنت أنها في نزهة لتدمير إيران وبرنامجها النووي مع إستبدال نظام الحكم .
بينما الإقليمي بعض كيانات النفط بالمنطقة العربية والتي تنظر إلى الجمهورية الإسلامية بمنظار فتاوي الوهابيين أو بمنظار القبائل المتناحرة قبل بزوغ فجر الاسلام.
أما قوى الشر المحلي؛ اعني بها القحت ومسمياتها المتحورة الي تقدم أو صمود (أو جمود) من مناصري الأوباش المتعطشين لدماء السودانيين واليمنيين والعالمين .
الي حد برز فيه كتاب الأعمدة المحليين (المدفوعين بالمال أو الغباء) بمناشدة اسرائيل على ضرب بورتسودان بعد القضاء على إيران .
لكن إنتصرت إيران ل يلهم إنتصارها أهل السودان و الأحرار في كل مكان .
(٣) كود او بروتوكول هانيبال والذي أدخله الي الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي عام ١٩٨٦م عندما كان قائداً للمنطقة الشمالية ، والذي أصبح رئيساً لهيئة الأركان لاحقاً ؛ قد ألغي في عام ٢٠١٦م بذرائع تعارضه مع القانون الدولي. لكن فُعًل مرة أخرى بعد عملية طوفان الأقصى في أكتوبر ٢٠٢٣م ، وهو يقوم على الآتي : (في حال أسر جنود إسرائيليين يتوجب إستخدام أقصى درجات القوة النارية لمنع الآسرين مغادرة الموقع) لكن الهدف الحقيقي هو تصفية الأسرى بالمقام الاول لمنع وصول الاسرار العسكرية الي الطرف المعادي.
(٤) في مقال سابق و تحت عنوان (انتصرت الباكستان والعاقبة لإيران والسودان) فيه ذكرت محفزات الانتصار التي بيد الجمهورية الإسلامية، منها المساحة الشاسعة و التنوع الجغرافي من الجبال والصحارى والبحار، كبر حجم السكان والجيش والحرس الثوري، ضخامة الأسلحة التقليدية وخاصة الترسانة الصاروخية المهولة. بالإضافة إلي دولة العراق بمساحتها الكبيرة والتي تمثل الحديقة الأمامية لإيران جغرافياً وفكرياً. بالمقابل صغر حجم الدولة العبرية الي حد يمكن تغطيتها بالصواريخ الإيرانية بمعدل صاروخين لكل كيلومتر مربع. أي أنها لا تقوى على امتصاص الضربات في حال استخدمت إيران ثلث طاقتها الصاروخية ، ناهيك عن نصفها أو أعلى من ذلك .
إيران التي خسرت كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين بالضربة الاولى ؛ أخذت أكثر من ١٨ ساعة للتعاطي مع حجم الاختراق الاستخباراتي الذي تعرضت له.
ثم جاء الرد الايراني ليكتشف الإسرائيليون و الرئيس ترامب أن لا مكان آمن في اسرائيل من وصول صواريخ إيران رغم تناغم عمل جميع المنظومات الدفاعية (بدءً من التي بالقواعد الأمريكية في العراق ، مروراً بالتي بالاردن ، إنتهاءً بالثاد أو القبة الحديدية).
هنا مكمن هرولة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار وخاصة بعد فشل القاذفات الاستراتيجية في تدمير مفاعل إيران النووية الثلاث.
(٥) خلال ال ١٨ ساعة و التي قضتها إيران لإمتصاص الخسارة الباهظة في كادرها العسكري والعلمي؛ استطاعت أن تفعًل كود هانيبال ،لكن هذه المرة من طهران وبشكل عكسي .
عمدت الاستخبارات الإيرانية على تسريب معلومات بشكل (سري ودقيق ومحكم) مفادها أنها بصدد عرض الطيارين الإسرائيليين الأسرى على التلفزيون الرسمي بغرض الإدلاء بإفاداتهم .
فألتقط عملاء الموساد القفاز لنقل المعلومة التي في الأصل (طُعم).
وأجهزة الأمن الإيرانية بمختلف تشكيلاتها تراقب الخطوط عن كثب .
بثقة مفرطة قصفت اسرائيل القاعة المحددة بمبنى التلفزيون.
لتأتي عمليات اصطياد الجواسيس متزامنة مع القصف وبعده والي يومنا هذا ، لتهدي الإيرانيين زمام المبادرة والنصر وتلهم السودانيين الأمل والفخر..!!
المجد لأمتنا