محل إهتمام!!

أطياف
صباح محمد الحسن
تجعلك الظلمة
تودّع مدينة ولكن
الفجر يعيدها الي دواخلك
بالرغم من أن قوسها
مازال يتوجس من سهم!!
والبعد الذي اختارته مصر عن أرض القتال في السودان ، يُقربها اكثر الي دائرة الحل السياسي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية
والذي اولته إدارة البيت الأبيض اهتماما اكبر منذ مطلع يونيو الفايت ، عندما اجتمعت الخارجيةالأمريكية بالرباعية لمناقشة القضية السودانية ، في إجتماع حضره كبار مستشاري ترامب بالإضافة لسفراء المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات.
ولقاء البرهان وحفتر بالرئيس السيسي ، هو فتح نافذة جديدة مطلة على البيت الابيض تجعل مصر تحمل رسالة نُصح وتبليغ للبرهان بصفتها ( أقرب حليف) فالإجتماع بجانب مناقشته لأمن مصر وقضية المثلث، يصب في تعزيز الخطة الدولية للحل السلمي ،
فما دار فيه ربما يكون أهم بكثير من اجتماعات جمعت السيسي والبرهان من قبل، لأنه لأول مره سيناقش قضية الأرض وعلاقتها بالسلام، لاعلاقتها بالحرب، ومن هنا يكتسب قيمته
فالكف عن دعم البرهان ميدانيا، تحّوُل أوجدته علاقة المحاور ببعضها البعض، ترجمت امريكا مشاعرها بالرضا عنه ، عندما أمن مستشار ترامب امس انهم سيقيمون مؤتمرا ستكون مصر حضورا فيه وكأنه يستند على دور جديد ستلعبه القاهرة
كما أن اللقاء ربما يكون محطة الوداع لميدان الصراع، ورصف طريق الوصول الي الطاولة الأمريكية ، فوجود حفتر يعني كلمة القوة المضافة التي كان لها أثرها في التمدد المزعج!!
ومن قبل تحدثنا عن أن البرهان إن استمر في ارتهانه للاخوان المسلمين فسيتخلى عنه حتى الحلفاء الذين وقفوا معه عندما عزله العالم
ومصر هي آخر محطات العشم لفلول بورتسودان فإن بارحت مكانها الذي تمنوا أن تبقى فيه حتى نهاية الحرب، فهي بلاشك توجه ضربة مؤلمة لهم
كما انها ستكون رفعت الستار عن حقيقة الإدراك أن الجنرال يمثل المؤسسة العسكرية ظاهريا
لكن تظل المؤسسة هي” وكر” التنظيم الإسلامي بكتائبه وجماعاته ، وهذا مفهوم التفسير لفهلوة البرهان الذي يمكن أن يخدع العالم كله لوقت طويل ولكن ليس طول الوقت!!
ويقول مستشار ترامب إننا سنستضيف مؤتمرا بشأن السودان قريبا ونحن على تواصل مع طرفي الحرب في السودان
وهنا يؤكد أن القضية السودانية محل أهتمام للبيت الأبيض بالرغم من انشغال امريكا بقضايا أخرى سرقت تركيزها في الفترة الأخيرة، عزز الرجل ذلك الإهتمام بالإفصاح عن تواصلهم مع قيادتي الجيش والدعم السريع .
ومستشار ترمب للشؤون الإفريقية مسعد بولس في تصريحه للشرق أمس قال :إن دولته لا تعتقد أن الصراع في السودان هو حرب بالوكالة في محاولة واضحة لتبرئة المحاور الدولية وإلقاء اللوم على طرفي الصراع انهما تسببا في دمار بلادهما
والمرجح في إجتماع البرهان بالسيسي ان الأخير سيلعب دورا جديدا يمكنه من تسويق التفاوض كحل أمثل للبرهان من خيار الإستمرار في الحرب، كمقدمة جهود لإنجاح المؤتمر الأمريكي المرتقب، وهذا يسنده حديث نائب وزير الخارجية الأمريكي عقب اجتماع وزارء الخارجية بالرباعية في بداية الشهر المنصرم حيث كان صريحا حين قال المطلوب من الرباعية ” السعي لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي) وهو الدور الذي تلعبه مصر الآن وتلعبه الإمارات عبر حليفها حفتر سيما أن مستشار ترمب أمس قال إن تواصلنا مع طرفي الحرب بشكل مباشر و” غير مباشر” وهو مايؤكد دور الحلفاء الآن !!
ومرور شهر على تنفيذ عملية الحث والإقناع من قبل الرباعية بطلب امريكي مدة كافية لذلك كان لقاء السيسي بالبرهان ضروريا اعلنت بعده بساعات واشنطن انها ستدعو الأطراف الي طاولة امريكية وهنا ربما تكون مهمة حفتر أكبر من تمثيل نفسه!!
إذن القرب من الحل السياسي برعاية امريكية ربما يكون مثمرا اكثر من أي دولة أخرى تتبنى الرعاية والإهتمام، بغية أنها الدولة التي تمسك بعصا العقوبات والتي وضعتها على الطاولة وشرعت في تنفيذها قبل أن تفصح عن رغبها في جمع الأطراف على طاولتها .
وعقب اجتماع الرباعية بالخارجية الأمريكة ذكرنا هنا (إن الإجتماع يأتي لدارسة مايترتب على القرارات الأمريكية واثره على الحلفاء الإقليميين فإن نجح الحلفاء في ترتيب منبر دولي للسلام، فهذا هو هدف الادارة الامريكية وقف الحرب تنفيذا لمشروع ترامب الذي أعلن أن امريكا تسعى لوقف الحروبات في العالم بالإضافة الي مصالح الدولة والكارثة الإنسانية، وإن فشل الحلفاء فإن امريكا ستنفذ عقوباتها وأكثر).
واليوم بإعلان امريكا لمؤتمر قريب يعني أن الحلفاء تقدموا بخطوات نحو الحل السلمي، وخدموا خيار التفاوض على حساب استمرار الحرب.
طيف أخير :
#لا_للحرب
تعيين الفريق محمد حمدان دقلو رئيسا لتحالف تأسيس والحلو نائبا له، يكشف أن النظرة الي المستقبل السياسي لحكومة تأسيس أقل من حجم الرغبة العسكرية للتمدد على الأرض.
الجريدة
دماغ.