الدولة الإسلامية الحكم والادارة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الي آخر حكم الخلفاء الراشدين (5_5)

د. صديق الأمام محمد الحسن
الخليفة الرابع سيدنا علي بن ابي طالب
خلافة علي بن ابي طالب بدات بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في ظروف شديدة التعقيد، وسط اضطرابات سياسية وفتنة واسعة، وسنوضح الأمر في النقاط التالية باختصار دون الدخول في التفاصيل خاصة ما حدث في الفتنة وغيرها من حروب الصحابة .
ماقبل خلافة علي
أولًا: مقتل عثمان رضي الله عنه (35 هـ / 656 م)
في أواخر عهده ظهرت معارضة شديدة بسبب بعض تعييناته في الولايات، واتهامات بالمحاباة لأقاربه.
قاد بعض الثائرين من الكوفة ومصر والبصرة تمردًا وحاصروا عثمان في بيته.
بعد حصار دام حوالي أربعين يومًا، قُتل عثمان رضي الله عنه مظلومًا وهو يقرأ القرآن.
ثانيًا: الفراغ السياسي بعد مقتله عمّت الفوضى المدينة، وخرجت السلطة من يد كبار الصحابة مؤقتًا.
أصبح الناس في حالة ارتباك، يبحثون عن قائد يعيد الاستقرار.
ثالثًا: بيعة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)
اجتمع كبار الصحابة والناس على ضرورة اختيار خليفة، فتم التوجه إلى علي بن أبي طالب.
عليٌّ في البداية رفض البيعة، ورأى أن الموقف مشحون ويحتاج للهدوء قبل أي تولٍ للخلافة.
لكن مع إلحاح الناس، وخاصة من الأنصار وبعض كبار الصحابة مثل عمار بن ياسر والزبير وطلحة، قبل البيعة مضطرًا.
بايعه الناس في المسجد النبوي، وكانت بيعة عامة، لكنها لم تكن موحدة.
رابعًا: الانقسام السياسي بعد البيعة.
بعض الصحابة الكبار، مثل معاوية بن أبي سفيان والي الشام، وعائشة أم المؤمنين، وطلحة والزبير، لم يرفضوا خلافة علي من حيث المبدأ، لكنهم طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان أولًا.
رأى علي أن الأولوية لإعادة الاستقرار، ثم ينظر في أمر القصاص بعد السيطرة على الأمور.
خامسًا: اندلاع الفتنة الكبرى
هذا الخلاف أدى إلى وقوع معركة الجمل (بين علي وطلحة والزبير وعائشة).
ثم تلتها معركة صفين (بين علي ومعاوية)، ثم التحكيم، وما تبعه من انقسام وظهور الخوارج.
الخلاصة:
خلافة علي بن أبي طالب جاءت في وقت عصيب، بعد مقتل عثمان، وفي جوٍ من الفوضى والدماء. ورغم أن بيعته كانت شرعية وعامة، فإن الظروف السياسية والصراعات حول مقتل عثمان أدت إلى انقسام الأمة واندلاع أولى الحروب بين المسلمين.
المشاكل التي وجهت خلافته
واجهت خلافته العديد من المشاكل منها
1. الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان
تولى علي الحكم في جو مضطرب بعد مقتل عثمان، والمدينة مليئة بالثوار والفتنة مشتعلة.
كان هناك انقسام كبير بين من يرى ضرورة القصاص من قتلة عثمان فورًا، وبين من يرى التمهل حفاظًا على وحدة الأمة، اختار علي التريث، فغضب الطرف الأول.
2. معركة الجمل (36هـ)
أول حرب داخلية كبرى في الإسلام، وقعت بين علي من جهة، وعائشة وطلحة والزبير من جهة أخرى، حيث طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان.
رغم أن القتال لم يكن الهدف، إلا أن الصدام حصل، وقتل فيه كثير من الصحابة.
انتهت المعركة بانتصار علي، ولكنها مزقت صفوف المسلمين وأضعفت سلطته في الحجاز.
3. معركة صفين والتحكيم (37هـ)
وقعت بين علي ومعاوية بن أبي سفيان، الذي كان والي الشام ورفض مبايعة علي قبل القصاص من قتلة عثمان.
دارت معركة شرسة كادت تنتهي بانتصار علي، إلا أن معاوية لجأ إلى رفع المصاحف وطلب التحكيم.
قَبِل علي بالتحكيم، رغم اعتراض بعض أصحابه، وظهر فيما بعد أن التحكيم لم يكن نزيهًا.
4. ظهور الخوارج
بعد قبول علي بالتحكيم، انشق عنه جماعة من أنصاره سمّوا أنفسهم الخوارج، وقالوا: “لا حكم إلا لله”.
اعتبروه قد كفر بقبوله التحكيم، وقاتلوه في معركة النهروان (38هـ).
هذه الفئة أصبحت مشكلة دينية وسياسية خطيرة، وتمثل بداية التكفير السياسي في التاريخ الإسلامي.
5. الضعف الإداري والمالي
كان مركز الخلافة في الكوفة وليس المدينة، وكانت ولايات مثل الشام خارج سيطرته.
كثير من موارد الدولة خرجت عن يده بسبب الحروب، كما أن ولاء القبائل كان ضعيفًا.
كان يعاني من قلة الموارد ومن خذلان بعض من حوله في حروبه.
6. الاغتيال وغياب الأمن السياسي
في عام 40هـ، اغتال الخليفة علي أحد الخوارج، وهو عبد الرحمن بن ملجم، وهو خارج لصلاة الفجر.
كان اغتياله نتيجة مباشرة لخطاب التطرف السياسي والديني، وهي ضربة قاصمة للخلافة الراشدة.
7. ضعف قاعدة الحُكم في الحجاز والشام
فقدان علي للسيطرة على الشام (التي كانت بيد معاوية) جعله محاصرًا سياسيًا.
ضعف نفوذه في مكة والمدينة جعل سلطته غير شاملة.
خلاصة:
خلافة علي بن أبي طالب واجهت أعمق أزمة سياسية في التاريخ الإسلامي المبكر، وهي الفتنة الكبرى. أُجبر على مواجهة انقسامات داخلية، وقتال بين الصحابة، وتمردات، وانشقاقات فكرية كبرى مثل الخوارج، وانتهت خلافته بالاغتيال. ورغم عدله وزهده، إلا أن الظروف السياسية كانت معقدة بشكل غير مسبوق.
رفع المصاحف على اسنة الرماح .. هذه الواقعة كانت فى القرن السابع الميلادى قبل اختراع مطبعة جوتنبرج بألف سنة . واقدم مصحف وصلنا هو مصحف المشهد الحسينى فى القاهرة يعود تأريخه للقرن التاسع الميلادى كما يقول الخبراء ومكتوب فى رقاع الجلد بالخط الكوفى ويبلغ وزنه قرابة مائة كيلوجرام . نريد ان نعرف كيف رفعت المصاحف على اسنة الرماح فى معركة صفين ؟؟؟
“بعض الصحابة الكبار، مثل معاوية بن أبي سفيان والي الشام، وعائشة أم المؤمنين، وطلحة والزبير، لم يرفضوا خلافة علي من حيث المبدأ، لكنهم طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان أولًا.” هم رفضوها من حيث المبدأ وكل منهم له اسبابه التى تختلف جملة وتفصيلا عن الآخر..فمعاوية كان عاملا للخليفة عمر طيلة فترة خلافته، واستبقاه الخليفة عثمان طيلة فترة خلافته على الشام.. وكان يرى نفسه أجدر بالخلافة من على..وأستغل هذه الفتنة الاستغلال الامثل..فعقب مقتل عثمان اخذ قميصه واصابع زوجه نائلة وعلقهم بمنبر المسجد فى دمشق حولا كاملا( قطعت اصابع نائلة عندما هجم الثوار على عثمان ومحاولتها إتقاء سيوفهم بيديها)..اما على فكان يرى نفسه اجدر بالخلافة من معاوية، فهو ابن عم النبى(ص) ومن بنى هاشم، اما معاوية فهو من بنى امية، آخر بيوت قريش دخولا للاسلام..فأبو سفيان اسلم عند فتح مكة _عندما لم يجد مناصا من الاسلام_ وامه هند بنت عتبة آكلة كبد عمه حمزة..
أما السيدة عائشة فآصرة القربى أقرب من على منها لمعاوية، فلربما كان لحديثه_اى على_ إبان حادثة الافك عندما اخبره النبى (ص) عن رأيه فرد قائلا بأن النساء سواها كثير”..على الرغم من رد أغلب الصحابة ب”انهم أهل بيتك وانت أدرى بهم”..فمات من الصحابة فى معركة الجمل ما ينيف عن العشرين الف من الصحابة من الطرفين.. وكانت هذه المعركة تسمى أيضا بمعركة (ذات الاطراف) لكثرة ما بتر فيها من الاطراف..ويقال أن أهل المدينة علموا بوقوع هذه المعركة من خلال النسور التى جاءت من أرض المعركة تحمل أطراف الصحابة..وعندما سئلت السيدة عائشة عقب هذه المعركة ..ردت قئلة: لو خيرت أن يكون لى عشرة من الولد من النبى (ص) او لا اخرج لهذه المعركة لاخترت الا اخرج لهذه المعركة!!..،ودليل آخر ان مقتل عثمان أتخذ زريعة..أن الثوار الذين هجموا على الخليفة عثمان كان على رأسهم محمد إبن ابى بكر الصديق شقيق السيدة عائشة لابيها!!