عبد الفتاح في إشبيلية!

منعم سليمان
من لم يشاهد الفيلم الأمريكي الساخر Being There أو *أن تكون هناك*، فلم يفوته شيء، فليتابع زيارة البرهان إلى إشبيلية!
في مشهدٍ سريالي يليق بمسرح العبث القائم في بورتسودان، ظهر عبد الفتاح البرهان في مدينة إشبيلية الإسبانية، مرتديًا بدلةً ضخمة تكاد تئنّ تحت وطأة التناقض، مخاطبًا العالم من على منصة المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.
لم يكن المشهد مدهشًا بقدر ما كان فاضحًا، كان وجوده في المؤتمر أشبه بدخول لص محترف إلى مؤتمر لمكافحة السرقة: رجلٌ انتزع السلطة بالبندقية، وأخرج بلاده من كل نظام مالي قائم، وسدّ منافذ التمويل الدولي، ونهب الاحتياطي النقدي وذهب البنوك، ثم أغلق أبوابها، ودمّر الإنتاج والبنية التحتية، وشنّ حربًا على شعبه، وفتح عليه أبواب الجحيم؛ ليقف بعد ذلك أمام العالم متحدثًا عن التمويل، والتنمية، وعن نظام مالي دولي عادل، وكأن شيئًا لم يكن!
*أيّ جنونٍ هذا الذي يعيشه الرجل؟!*
ولكن، دعونا نسأل: ما الذي ذهب يبحث عنه الرجل في إشبيلية؟
أهي التنمية؟ التمويل؟ إصلاح النظام المالي العالمي على يدَيه الآثمتَين و “بحور علومه الاقتصادية الواسعة” – نفعنا الله بها ونفع بها العالم؟
*لماذا ذهب إلى هناك، يا تُرى؟*
إنه، ببساطة، ذهب يبحث عن شرعية مفقودة، كطفلٍ يتيمٍ يبحث عن كلمة “بابا” في زحامٍ لا يعرف فيه أحدًا.
ذهب ليسمع كلمة *رئيس*… تلك الكلمة التي من أجلها أشعل الحرب على بلاده، وقتل شعبه، وجوّعهم، وشرّدهم، وبعثرهم في كل وادٍ.
ذهب يبحث عن شرعية ضاعت منه يوم انقلب على حكومة الشعب… تلك الحكومة الرشيدة التي كانت تؤسّس، بعلم ووعي وحنكة، لنموذجٍ اقتصاديّ مدنيّ عصريّ، متناغم مع النظام المالي العالمي، لا متصادم معه.
حكومةٌ كان يقودها وطنيون مخلصون متخصصون أكفاء، مشهودٌ لهم؛ أينما حلّوا ارتفع التقدير، وحيثما وقفوا أضاء الحضور، حكومة كانت تسير بخطى واثقة نحو إعادة إدماج السودان في المنظومة الدولية، فإذا به يطيح بها، ويقود البلاد إلى هاوية التشرذم، والتسوّل، والعدم، وانحسار القيمة، وضياع التقدير والاحترام.
ذهب البرهان إلى إشبيلية، آخر قلاع الأندلس، تلك المدينة التي لا يعرف عنها شيئًا سوى أنها نادٍ لكرة القدم!
ذهب كما ذهب *ملوك الطوائف* قبيل السقوط إلى *الفونسو السادس*: لا ليفاوض، بل ليُبرّر، لا ليبني، بل ليُقنع نفسه بأنه ما يزال “شيئًا”.
وما كان إلا ظلًّا مرتبكًا، متلعثمًا، مثيرًا للشفقة، يرتجف على جدار الشرعية، باحثًا عن اعترافٍ دولي.
ولأجل هذا الاعتراف، لا يتردّد في الذهاب إلى جزر “الواق واق” لحضور مؤتمر عن علاقة الجراد بالتنمية المستدامة!
المهم أن يُقال عنه *الرئيس*… ولو كذبًا!
*ثم هل عادي بشيء؟*
عاد بخفي حنين” يُضرب لمن يعود من رحلته أو سعيه خالي الوفاض، خائبًا، أو دون تحقيق ما كان يرجوه. يُستخدم هذا المثل للتعبير عن الإخفاق والفشل في الوصول إلى الهدف
موضوع البدله المنفوخه من مصدر موثوق به عندما فر هاربا من محبسه في الخرطوم بالترينج والسفنجه وصل بورتسودان وليس عليه غيرهم وكان مخطط ان يذهب الي العلمين لاسرته وقابله هناك حثالة القوم مثال اشرف الكادرينال ومن لف حولهم….قبل السفر طلب من احدي اقاربه في جده شراء ملابس له بدل وجلاليب وعمم وجزم عدم المؤاخذه طبعا كلها غير تفصيل جاهزه من باب شريف الي سوق الندي بجده هههه هههه هههه
لا اسرار في السودان واشتروا شنطه ووضع هذه الملابس فيها واول طائره كانت تحمل الشنطه وما حواها ههههه ههههه هههه دخل في هذه الملابس والي اليوم يعني ب لغتنا زمان سو قيه. عشان كده البدله منفوخه ولم تخيط بمقاسات ترزي افرنجي حريف.
اطالب البرهان ان يدعوك لشرب شاى الصباح بالسكويت والكوكيز.
تماما كما فعل معك حميدتى.
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه