حوارات

أمينة النقاش عن الخلاف المصري – الإماراتي حول الحرب في السودان

حذر مفوض الأمم المتحدة من العواقب الوخيمة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة والمتصاعدة في وسط وغرب السودان، بالتزامن مع حديث عن عقد مؤتمر في الولايات المتحدة الأمريكية. وبخصوص هذا الموضوع معنا الأستاذة أمينة النقاش، رئيسة مجلس إدارة صحيفة الأهالي المصرية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع المصري.

مفوضية الأمم المتحدة تحذر من العواقب الوخيمة بسبب الحرب المستمرة في السودان وتصاعد أعمال مسلحة في وسط وغرب السودان، بالتزامن مع حديث عن بعقد مؤتمر عن السودان أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية. كيف يمكن لهذا المؤتمر وضع حد لهذه الحرب في السودان؟

أمينة النقاش: حقيقة هذه التحذيرات التي أصدرتها المفوضية، تكررت اكتر من مرة، منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة داخل السودان بين الجيش السوداني وبين حميدتي.

المشكلة تكمن في أن الصراع السوداني أصبح دوليا واقليميا … هناك تدخل دول اقليمية في هذا الصراع، بعضها يدعم اطرافها المختلفة، لا ينظر هؤلاء إلا لمصالحهم واستفادتهم الشخصية من هذا الدعم.

لكنني أريد ان أتحدث عن الدور المصري. مصر ترى دائما أن السودان يجب ان يظل موحدا، دون ميليشيات منتشرة في أرجائه، وأن يبقى السلاح في يد قوة وحيدة وهي الجيش السوداني، وتعريف الدولة في اي كتاب سياسي، هو أنها الجهة الوحيدة التي تستخدم العنف لتنفيذ القانون ولحماية المجتمع.

وبالتالي طالما استمر وجود ميليشيات مسلحة داخل السودان تتعارك حول مصالح صغيرة وشخصية، تبدو الصورة سيئة جدا، والمستقبل لا يوحي باي تقدم نحو وقف هذه الحرب الاهلية،

بعدما عجزت كل القوى السياسية داخل السودان عن ان تحمي الاتفاق الذي تم عقده … وهذه نقطة أولى، النقطة الثانية أنها لم تستطع ان تبني مؤسسات الدولة الحديثة التي تقيم العدل والمساواة وتحمي لكل الثقافات والاديان والاعراق المتعددة داخل السودان منذ الاستقلال وحتى الان.

عاطف علي صالح: ما هي رؤية مصر بالتحديد تجاه هذا الوضع؟ استاذة امين النقاش؟

أمينة النقاش: مصر سياستها واضحة، هي أولا تؤيد الجيش السوداني، وثانيا تسعى لدى الاطراف الاقليمية التي تدعم الطرف الاخر الذي يحارب الجيش السوداني من أجل الاعتدال والتخلي عن هذا التوجه لأن تفتيت السودان لن يضر السودان والشعب السوداني وحده … هناك مجاعات في السودان، لدينا في مصر 10 مليون مهاجر من السودان، دون الحديث عن المهاجرين المتواجدين على الحدود الاخرى مع الدولة السودانية، هناك اطماع دولية كثيرة وثروات هائلة يجري النزاع عليها.

وبالتالي مصر تسعى الى حفظ مصالح الجميع في إطار وحدة الدولة السودانية.

عاطف علي صالح: نلاحظ في المجهود الدولي او المساعي الدولية لحل النزاع في السودان ووقف هذه الحرب استبعاد الجيش من بعض المفاوضات، هل هناك تفسير لهذا الموقف الدولي وخاصة المؤتمر الأخير الذي سيقام بحضور الإمارات ومصر في غياب السودان للحديث عن السودان؟

أمينة النقاش: ايوه طبعا … هل من الممكن مناقشة أي مشكلة بعيدة عن أطرافها؟ انا الحقيقة لا اثق في اي دور للولايات المتحدة الامريكية في اي شيء يخص المنطقة العربية.

عاطف علي صالح: كما ذكرت ان الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتفتيت السودان، اذا صح هذا السيناريو هل هناك دول في المحيط الاقليمي تدعم هذا التوجه الأمريكي؟

أمينة النقاش: طبعا، هناك دولة الامارات تدعم حميدتي، ولأهداف كلها اقتصادية، ذلك إن السودان مش بلد فقيرة. السودان بلد غني جدا بثرواته، كما أنه غني جدا بكفاءاته البشرية

ونحن في حوار معها، مصر تحاور كل الاطراف الاقليمية المتدخلة في السودان، وتسعى لتشكيل تحالف دولي جديد لا علاقة له بأي مطامع استعمارية في المنطقة، مثل روسيا، الصين، الهند والبرازيل، من اجل الدخول كطرف في تسوية سلمية لهذه المشكلة.

عاطف علي صالح: الأستاذة أمينة النقاش رئيسة مجلس إدارة جريدة الأهالي المصرية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع. شكرا لك على كل هذه التفاصيل.

أمينة النقاش: شكرا، اهلا وسهلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..