أخبار متنوعة

منتدى أبوظبي للسلم يقود حراكا عابرا للحدود لتعزيز حوار الأديان وبناء السلام العالمي

جاءت سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى أجراها الشيخ المحفوظ بن بيه الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم في العاصمة البريطانية لندن مع مسؤولين حكوميين ودينيين بارزين، انعكاسا لحراك نشط تخوضه منذ سنوات مؤسسات إماراتية تعتبر جزءا من القوة الناعمة لدولة الإمارات التي أصبحت توجّه جزءا هاما من قوتها الدبلوماسية والفكرية وحتّى المادية لتكريس الحوار بين الشعوب والحضارات والأديان بما يقتضيه الظرف الدولي المليء بالتوترات والصراعات مختلفة الدوافع والخلفيات.

ويتناغم ذلك الحراك مع التوجه العام لدولة الإمارات التي اختارت بشكل مبكّر انتهاج نهج الوسطية والاعتدال وتمكّنت من تأسيس ثقافة مجتمعية قائمة على التفتّح ورفض نوازع الغلو والتطرّف.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إنّ تلك اللقاءات تناولت سبل تعزيز التعاون بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجالات الحوار الديني، حيث شارك الشيخ بن بيه في اجتماع نوعي دعا إليه النائب ديفيد سميث، عضو البرلمان البريطانى عن حزب العمال والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة لحرية الدين أو المعتقد، بحضور كل من جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري ورئيس الكنيسة الأنجليكانية، واللورد رسلْ رُوك، لورد ومبلندن رئيس مؤسسة جود فايث باتنارشيب.

وناقش اللقاء أهمية توحيد الجهود الدولية لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف وتعزيز التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات.

وأكد أمين عام منتدى أبوظبي للسلم في تصريح له عقب اللقاء أن هذه المبادرة تعكس التزاما مشتركا بين الإمارات والمملكة المتحدة بحماية الكرامة الإنسانية وتعزيز الحريات الدينية، مشيرا إلى أن اللقاء يندرج ضمن جهود منتدى أبوظبي للسلم الرامية إلى بناء تحالفات فكرية ومؤسسية تُسهم في إشاعة ثقافة الحوار والسلام، بالتنسيق مع شركاء دوليين من بينهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والفاتيكان.

كما شدد على أن “مكافحة خطاب الكراهية تمثل ضرورة أخلاقية وإستراتيجية، لأن أول الحرب كلام، وخطاب الكراهية هو الطريق الممهد للتطرف والعنف،” داعيا إلى تبني نهج معرفي وأخلاقي يقوم على احترام الآخر وتحويل القيم المشتركة إلى سياسات فاعلة ومبادرات مؤثرة.

وعبّر عن تقديره لروح التفاهم التي طغت على اللقاء، وما حمله من آفاق تعاون واعدة تعزز مكانة الدين كرافعة للقيم المشتركة وبناء الثقة بين الشعوب.

ومن جهته أشاد النائب ديفيد سميث بالدور الريادي لدولة الإمارات ومنتدى أبوظبي للسلم في ترسيخ الحوار بين الأديان، مؤكدا أن تعزيز هذا النوع من المبادرات بات ضرورة ملحّة في ظل ما يشهده العالم من توترات. وأعرب عن تطلّع حكومة المملكة المتحدة إلى تعميق شراكاتها مع دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي.

وفي السياق ذاته التقى الشيخ المحفوظ بن بيه مع اللورد خان وزير الشؤون الدينية في حكومة المملكة المتحدة، حيث تناول اللقاء آفاق تعزيز العلاقات المؤسسية بين المنتدى والحكومة البريطانية.

الإمارات تقوم بدور هام في تنشيط الحوار الديني والحضاري باعتبارها قوة للاعتدال والتوسط في عالم تهدده نوازع الغلو والتطرف

واستعرض الطرفان التعاون المستمر بين المنتدى والقادة المسلمين في المملكة المتحدة في مجالات مكافحة التطرف، وترسيخ مبدأ المواطنة الشاملة، ودعم حرية المعتقد، وتنمية المهارات القيادية.

وخلال اللقاء جدّد التأكيد على أن التصدي لخطاب الكراهية لا يقل أهمية عن مواجهة العنف المادي، مشددا على أن الوقاية تبدأ من الكلمة، وأن صناعة السلام تمر عبر الوعي والتربية والخطاب المسؤول.

وقال عقب اللقاء “تشرّفت بلقاء الوزير خان وبحثنا رؤيتنا المشتركة لبريطانيا التي يزدهر فيها المسلمون البريطانيون، ويسهمون في الحياة العامة، انسجاما مع مبدأ المواطنة الشاملة، الذي يكرّس التلاقي بين الانتماء الديني والانتماء الوطني.”

وأضاف “أعرب الوزير عن تقديره لجهود المنتدى في دعم السلم الأهلي وتعزيز التماسك الوطني، ونتطلع إلى إطلاق مبادرات جديدة تُعزز دور المنتدى كمصدر للقيادة الفكرية الإسلامية في المملكة المتحدة وأوروبا، بالشراكة مع وزارة الأديان البريطانية.”

وجاء هذا الحراك الداعم للحوار الديني العقلاني الهادئ والقائم على فهم الآخر واحترام فكره ومعتقده في سياق الرؤية الإماراتية الداعية إلى بناء تحالفات حضارية وإنسانية عالمية تُسهم في تحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة التي تهدد السلم العالمي، وتُؤسس لمستقبل يرتكز على قيم التفاهم والتعايش والاحترام المتبادل بين الأمم والثقافات.

ويرى مراقبون أنّ لدولة الإمارات دورا أساسيا تستطيع أن تؤدّيه على صعيد مواجهة التطرف ونشر ثقافة الحوار والتسامح بالاعتماد على نموذجها السياسي والاجتماعي والفكري القائم على الاعتدال والتوسّط، وذلك في مرحلة من تاريخ الشعوب طفت فيها على السطح نوازع التشدّد والغلوّ في صفوف أبناء عدّة أديان وحضارات.

ويقول هؤلاء إن توجيه الحراك الإماراتي الهادف إلى تكريس الحوار والتفاهم الديني نحو قوى غربية ينطوي على خدمة للهوية العربية والإسلامية بحدّ ذاتها إذ يساهم في تعديل نظرة الغرب إلى الإسلام والمسلمين والتخفيف من حدّة ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا الناجمة عن تصرّفات بعض العناصر التي تدّعي انتماءها إلى أمّة الإسلام، وهي ظاهرة تنعكس بشكل سلبي ومباشر على أبناء الجاليات المسلمة في الغرب عموما وأوروبا على وجه التحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..