لماذا يتفرج العالم منتشيا الى أزمات السودان الإنسانية!

حسن أبو زينب عمر
(1) يبدو ان ليل معاناة السودان من انتظار المعونات الخارجية وحتى الانسانية منها بعد الدمار غير المسبوق الذي تعرض له سيطول إذا أضفنا اليه العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن بتهمة استخدام الأسلحة النووية المحرمة دوليا. اعرابه انه نفس ليل امرؤ القيس (قص ولصق) copy paste الذي شكي من سواد ليله وطول انجلائه الشاعر الجاهلي وقال فيه
فيا لك من ليل كأن نجومَه
بكل مُغار الفَتلِ شُدّتْ بيَذْبُلِ
كأن الثريّا علّقت في مَصامها
بأمراس كّتّان إلى صًمّ جندَلِ
فقد كشفت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية ان الملايين من لاجئ السودان يواجهون خطر الجوع مع جفاف منابع التمويل. وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر يوم الاثنين الماضي بأن اللاجئين السودانيين النازحين الى الدول المجاورة للسودان ومنها جمهورية افريقيا الوسطى ومصر واثيوبيا يواجهون خطر الموت جوعا بعد تقليص المساعدات الأجنبية ويقول (شون هوجز) منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي الخاص بالسودان انها أزمة إقليمية اكتملت عناصر انفجارها بعد ان وصلت الأمور الى مستويات عالية من غياب الأمن الغذائي مع استمرار دوران عجلة العنف.
(2) يذكر ان أربعة ملايين نزحوا من السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وميليشيا الدعم السريع في ابريل 2023 ولكن رغم انها تصنف الآن كونها أكبر أزمة نزوح في العالم الا انها تظل خارج نطاق الاهتمام العالمي اذ غطت عليها حرب الشرق الأوسط وأوكرانيا .. يأتي هذا في وقت تواجه فيه هذه المنظمات الخيرية قطوعات وتخفيضات غير مسبوقة حيث تركز كل الدول الداعمة للمشروعات الخيرية على الانفاق العسكري .. تأكيدا لذلك فان حكومة الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر ممول للمساعدات الأجنبية رفعت شعار (أمريكا أولا) وهو منهج براجماتي يلغي الأخلاق والمبادئ في العلاقات الدولية ويضع كل البيض في سلة المصالح باعتباره الباقية والدائمة وهو قرار لم يستثني أحدا فقد طال حتى الدول الحليفة تبناه دونالد ترامب منذ توليه السلطة في المكتب البيضاوي وشن ضغوطا ومارس تهديدات عليها في طريق زيادة مساهماتها في ميزانية حلف الاطلنطي لتقفز من 2% الى 5 % مؤخرا كما قامت واشنطن بتخفيض مساعداتها الخارجية بنسبة 56% هذا العام مقارنة بعام 2023م فيما خفضت المانيا مساعداتها بنسبة 27% مقارنة ببريطانيا بنسبة 39 % .
(3) تحت نفس هذا الشعار انسحبت أمريكا من منظمة الصحة العالمية في اول يوم للرئيس ترامب في البيت الأبيض حيث تم تعليق تمويل المنظمة على الفور وكانت قد انسحبت من منظمة اليونيسكو عام 2018م وان كانت قد عادت في يونيو الماضي بعد غياب دام خمسة سنوات. القرار كانت له تداعيات خطيرة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية وعلى رأسها (الكورونا) مما يعني ان العالم خسر 18% من ميزانية تمويل مشاريع الصحة العالمية وهو قرار سدد ضربة قاضية لأربعة مناطق تحديدا منها السودان وغزة واليمن وأفغانستان ثم الحقه ترامب بقرار آخر يؤكد رفض أمريكا التعاون في اتفاقية تغير المناخ ورفضها المشاركة في الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في وقت شهد فيه العالم 403 كارثة مناخية.
(4) تشكل هذه التخفيضات أخطر تهديد للأعمال الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة عليه فقد أكد برنامج الغذاء العالمي عزمه قطع الدعومات والمساعدات الانسانية من 235 الف لاجئ يقيمون في مصر اعتبارا من شهر أغسطس المقبل بعد أن قفز العجز الى 23 مليون دولار .. تأكيدا لذلك فأن منظمة الدولية للاجئين التابعة للأمم المتحدة لم تتلقى منذ فبراير الماضي سوى 14 % فقط من الدعم المطلوب والمقدر ب 409 مليون دولار لإعانة 1,3 مليون لاجئ في تشاد معظمهم سودانيون علما بأن المجاعة ضربت عشرة مناطق فيما نعيش 17 منطقة على شفير الهاوية.
(5) الاحصائيات تقول ان 26 مليون وهم أكثر من نصف تعداد سكان السودان يعيشون تحت وطأة مستويات خطيرة من الجوع فيما لم يتجاوز حجم المساعدات الدولية اكثر من 252 مليون دولار من جملة المبلغ المطلوب وهو 4,2 مليار دولار . يوم الخميس الماضي حذر (جين بيير لا كروا) مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام ان العنف انتقل الى جمهورية أفريقيا الوسطى على حدود الجنوبية الغربية للسودان وأشارت أصابع الاتهام الى عناصر مسلحة تتحمل مسؤولية مصرع زامبي يعمل ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأضاف ان الحرب الأهلية أدت الى تعقيد التوترات في إقليم أعالي النيل في جمهورية جنوب السودان وإذا تواصلت عمليات العنف فان الخبراء يخشون أن يعبر جنوبا الى أقاليم القارة الأفريقية ولازال الحبل على الجرار والتداعيات مفتوحة على كل الاحتمالات .
المجتمع السوداني مسيطر عليه العته البند السابع هو المخرج و لكن أصحاب المنفعة الأوليغارشية يخدعون الشعب بالشهادات المتعددة
السؤال المفروض ان يوجه للسودانيين وليس للعالم الخارجي، لماذا يورد السودانيون بلادهم واهلهم موارد الهلاك وفقدان الكرامية تحت شعار حرب الكرامة؟ لماذا لا يتبنى الرأي العام السودادني المطالبة بوقف الحرب واعادة بناء الدولة على اسس العدالة والمساواة واعادة قومية المؤسسات ومحاكمة من تسببوا في هذا الخراب؟
تحميل الخارج مسؤلية ما يحدث في السودان وايقافه في الوقت الذي يدفع فيه بعض ابناء السودان بشعار بل بس ونحسمها بالسلاح تناقض لا يليق.
حل المشكلة في الداخل وليس في الخارج.
العالم لا يتفرج علي ازمات السودان منتشياً يا استاذنا ابا زينب … وكمان منتشياً ؟؟!!
والصحيح ان العالم لا يتفرج علي السودان full-stop نقطة …
مراكز القرار الدولي والاقليمي مشغولة باولويات اكثر اهمية ونزاعات اخطر هي ما يدور في غزة واكرانيا منكافات ومنواشات بحر الصين والبركان الخامد في الحدود الهندية الباكستانية …
ما يجري في السودان نزاغ داخلي وصراعات قبلية يحاول الاغبياء المنخرطون فيها لفت انتباه العالم بالقفز والجعجعة الفارغة والبلهوانيات بلا نتيجة … يحاول بلهاء الاخونج ومليشياتهم السابقة واللاحقة الكذب علي انفسهم وعلي المغيبين باوهام ان السودان هو مركز الكون ومحط اهتمام -واحياناً غيرة وحسد- العالم والقوي الاقليمية “الطامعة” !!
كيييدببب … كيددب !! كما قال قائدهم المستكرش المترهل في بورتسودان …
بلد من الهملة وقلة الحيلة والهوان حتي صار يتناوشها صغار المهاويس فصارت ملعباً للدكتاتور الصغير الاهبل افورقي وصنوه في البلاهة عاهة قزم تشاد محمد كاكا !!
كما يقول الخلايجة .. يلا روحوا !! غوروا واقعلوا وشكم … والله ما عندكم سالفة يا خيلان !!