طوفان قادم.. وسودان يتلاشى!

منعم سليمان
البارحة، أطلقت الأمم المتحدة نداءها الأخير؛ لا لتحذّر من الكارثة الإنسانية التي بلغت حدّ المجاعة الطاحنة في بعض المناطق، بل من فيضانات وغرقٍ وشيك في بلدٍ تلاشت بنيته التحتية، ولم يبقَ فيه ما يصدّ الماء، أو يردّ الجوع، ولا ما يؤوي إنسانًا.
يُترك السودانيون، إذًا، وجهًا لوجه أمام الطوفان القادم، بلا سفينة أو “نوح”، ينتظرون حتفهم على أرضٍ لم تعد تصلح لشيء سوى دفن أبنائها.
لا أحد يُصغي في بورتسودان.
هناك، في المقرّ البديل لسلطة الحرب والنهب، تنشغل القيادة بمعاركها الصغيرة، وتناحرها العبثي، وتحتفل بانتصارات كذوبة على أطلال مدن ميتة، وتقسم الغنائم على أطلال المقابر: من يأخذ “المعادن” لينهب ما تبقّى من ذهب، ومن يُمسك بمفاصل “المالية” ليسرق النقود!
هناك، يُشاد حكم الكيزان العضود على ركام الخراب، ويصنع من جثث المدن الغارقة، والقرى المحاصرة، والناس المختنقين بالطين والخذلان.
لا شيء تملكه سلطة الخزي لشعبها سوى التطبيع مع الموت، الذي صار هو القاعدة، والحياة استثناءً نادرًا.
حتى الجثث المتعفنة في الشوارع، لم تعد تُدهش أحدًا. صارت مشهدًا مألوفًا، بل أصبحت أحد معالم مدينة (البندقية) التي مجدها كبيرهم الصغير!
البرهان لا يهمه إن مات كل السودانيين؛ فليجُع الشعب، لِيَغرق، ليتعفن في النزوح واللجوء، لِيُمحى من الوجود، المهم أن يبقى هو وجيشه وكيزانه في السلطة، وأن يبقى الجدار الحديدي الذي بناه حول الكرسي محصنًا، ولو على حساب تمزيق السودان رقعةً خلف أخرى!
أما دميته “كميل”، فقد خُلق كما تُخلق الدمى للعرض في واجهات الزجاج: وهو لم يُعيّنه ليرى، بل ليُرى، ولم يُستدعِه ليحكم، بل ليُجمّل. وصمته عن الحرب، والمجاعة، والسيول، والموت الذي فاق الحدود، ليس عجزًا بل اختيارًا. فهو لا يسكن في البلد الذي يموت، بل في الصورة التي تُقدَّم للعالم، من أجل اكتساب شرعية زائفة!
إنها ليست سيولًا وفيضاناتٍ قادمة فقط، بل لعنةٌ من لم يُبالِ أحدٌ بنزيف دمائهم، وخلو بطونهم، ولا بخوفهم، ولا بالأمطار التي ستغسل ما تبقى من عظامهم. إنها قصاص الأرض ممن باعوها، وحكموها كأنها ورثة في “نهر النيل” ورثوها في وصية الدم!
فليأتِ الماء إن أتى، فما عاد في الأرض ما يُنقذ. لقد سبقه الدم، حين ماتت الضمائر، وجفّت القلوب، وخُيّر جيش العار بين الوطن والكيزان، فاختار الكيزان، وأن يحكم قائده بهم ومعهم على جماجم شعبه… وفوق الطوفان!
لك الف تحية استاذ منعم:
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
شكرا اخونا منعم .. كلام في الصميم يحرك الصخر ولكن مصيبتنا أن الله إبتلانا بقادة هم الحثالة والجبناء والأغبياء وعديمي الوطنية نسأل المولى عز وجل أن يتلطف علينا بمعجزة من عنده ويعجل علينا بزوال هذه الطغمة الفاسدة الجاثمة على صدورنا سنين طويلة غابرة ..
لك التحية والتجلة والاحترام استاذنا الكبير منعم سلمان
شنو كلكم يا جنجويد كلكم كانكم متفقين في كلامكم السودان عايز يتفتت والسودان سيتلاشي شنو السوداوية دي نحن منتظرنكم تنتصروا على الجيش وتجوا تقودونا وتراسوا البلد الهامل ده وتنهضوا بيه ربما المتخلفين والغوغاء الزيكم ديل يحققوا المعجزة وينهضوا بالسودان ليكون من دول العالم الاول مافي شي بعيد علي ربنا
دي حقيقه كافي شيء اسمه سودا وسيكون من الماضي
غريبة.. خايفين على تفتت السودان وفي نفس الوقت شغالين ضد وحدة السودان.