مقالات وآراء

بهدوء حول تعيين وزير الصحة!!

سيف الدولة حمدناالله

الذي لا جدال فيه أن سيرة الدكتور المعز تجعله يستحق أن يكون وزيراً للصحة، فقد عُرف عنه مثابرته وإصراره وعمله الدؤوب الذي حقق به فتوحات علمية في مجال الطب عبر القارات، وهو لم ينكفئ يوماً بدفن رأسه في عالم الطب، فهو أديب سخّر قلمه نثراً وشعراً في التعبير عن هموم الوطن، كما أنه رجل بر وإحسان، سخّر وقته وعلمه وخبرته في تقديم النصح والإستشارات الطبية على الهواء عبر الوسائط المختلفة.

والحال كذلك، لماذا كل هذا الهجوم الشرس على الدكتور المعز بسبب قبوله العمل وزيراً للصحة؟

الذين هاجموا الدكتور المعز، فعلوا ذلك من باب (العشم) الذي كانوا يترجونه فيه ومن ورائه، بإعتباره – عندهم – أنه شخص صاحب فكر ومواقف تعارض الحكم القائم، وهو ذات السبب الذي جعل مهاجميه يتجاهلون القدح في سيرة غيره من الذين شملهم التعيين بذات القرار، وقد يكون الدكتور المعز أميناً في قناعته بمقدرته على تحقيق الهدف النبيل الذي عبّر عنه كتابة على الوسائط (قال المعز أن لديه خطة لترقية الخدمات الصحية)، ولكنه أغفل التجربة التي إكتسبها الشارع في تكييف حالات من سبقوه وفعلوا مثله بالعمل ضمن طاقم حكومات لا تتفق مع قناعاتهم الفكرية بدعوى أنهم يريدون إصلاح النظام “من الداخل”، من بينهم صحفيون ومفكّرون وأدباء وقانونيون وأساتذة جامعات … إلخ.

من واقع تلك التجارب، ما الذي إنتهت إليه نتائج أعمال الذين قفزوا من صفوف المعارضة وإلتحقوا بقطار حكومة الإنقاذ لإصلاحها من الداخل؟ هل أصلحوها ؟ هل أتاح لهم النظام الأدوات التي تمكّنهم من تحقيق الإصلاح؟ وكيف يتيسّر لهم تحقيق الإصلاح وكل العاملين بالجهات التي إلتحقوا بها تتألف من كوادر يختلفون معهم فكراً ومنهجاً ويعتبرونهم أعداء ودخلاء عليهم؟

تجربة أولئك الاصلاحيون لم تخلف ورائها إستثناء، وهي تشير إلى أن كل الذين إتقلبوا على مواقفهم وإلتحقوا بالجملة أو المفرد للعمل ضمن حكم يعارضونه، ومن بينهم من قاتله بالسلاح ومن كان يعتلى المنابر في حث الشباب بالخروج في التظاهرات ومواجهة السلاح والدهس بالشاحنات والجلد بخرطيم المياه، جميعهم فشلوا في إصلاح النظام “من الداخل”، منهم من عاد إلى صفوف المعارضة، ومن بينهم من طاب له المقام وإنتموا لفكر النظام الذي كانوا يعارضونه وأصبحوا جزءاً منه، وآخرين إستنفد النظام الغرض من وجودهم ثم لفظ بهم للشارع.

من هنا، كان من المفهوم أن يسخّر كثيرون أقلامهم بإستنكار قبول الدكتور المعز العمل ضمن طاقم حكومة يعارضونها ويعارضها المعز نفسه، بيد أنه لم يكن من اللائق ولا المقبول أن يشمل إستنكار المستنكرين تناول سيرة والد المعز، وهو قاضِ جليل ويعتبر من أساطين القانون في البلاد، اثرى بعلمه المكتبة القانونية وله سهم كبير في صناعة القانون بإرسائه لسوابق قضائية كانت وستظل خالدة، وقد عمل نائباَ لرئيس قضاء السودان قبل أن تختاره حكومة إمارة دبي رئيساً لمحكمة التمييز حتى وفاته، له الرحمة.

‫6 تعليقات

  1. الحياة لن تتوقف ولابد من مواكبة السير والإصلاح نعم البرهان ارتكب خطأ في انقلاب أكتوبر علي حكومة حمدوك المتوافق عليها لكن الأسوأ بمليون مره من انقلاب البرهان حرب الدعم السريع علي المواطنين واستخدام المرتزقة وارتكاب جرائم ضد الوطن والمواطن من تشريده والاستيلاء علي منازل المواطنين لذلك أنا المواطن الآن في الوقت الراهن احتاج الي الأمن والأمان والاستقرار وتأهيل كل المرافق الضرورية بالنسبة لى و التي تعرضت للتخريب أنا المواطن احتاج الي إصلاح مصادر دخلي التي دمرت تماما من أسواق وصناعة وزراعة وغيرها

  2. تحليل الموضوع ببساطة شديدة :-
    1- مجموعة قحط تخشى من وجود وزير ناجح في حكومة ادريس ( عناصر قومية مهنية غير مسيسة قادرة على انجاز ملفات واحداث اختراق واضح ) .
    2-قحط ترغب في ان تظل حال البلد كما هي حتى رجوع قحط كاملة لادارة البلد وابعاد الكيزان بالكلية من المشهد ومحاسبتهم بدون اعطاء اي اعتبار لمعاناة المواطن .
    اما موضوع :
    أن والد دكتور معز انتمى لفكر الجماعة المعروفة في وقت سابق ثم تركهم لخلافات جوهرية مع كثير من قياداتهم التاريخية في وقت باكر . ( هذا كلام لتغطية جوهر العنصرين السابقين .
    الخلاصة جل ساسة السودان لا هم لهم غير الكرسي ومراغمة الخصم السياسي في حال الابتعاد عن الكرسي
    المواطن او الوطن هو اخر اهتمام ساسة السودان اما التباكي على معاناة المواطنين فهو تجارة سياسية وقحه .

  3. الأخ الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله العلم الصحفى الكبير تحية طيبة
    أنا معرفتي بالبروف معز عمر بخيت من العام تقريباً 1981م حين كنت في القاهرة أدرس الحقوق في جامعة القاهرة في السنة النهائية وكنت أسكن في شقة واحدة مع شقيقه الذي كان في ذلك الوقت يدرس في كلية طيران أمبابة .
    كان د. معز في ذلك الوقت يحضر للقاهرة في إجازة أعتقد كان في السنة النهائية في الجامعة أو في الإمتياز لا أذكر
    ما أذكره أننا كنا نقف في بلكونة الشقة وكنا سوياً نقرأ أبيات من الشعر هو كان معجباً بأشعارى وأنا كنت معجباً بأشعاره هو إستمر في الشعر وأنا منذ الجامعة والتخرج تفرغت للمحاماة ولم أكمل فى الشعر رغم أنني لى قصائد في إذاعة أمدرمان منذ السبعينات في برنامج المرحوم الطيب محمد الطيب الذي قدمنى له الأخ مختار دفع الله… وأنا كنت أحرص منه على السياسة بحكم مهنتى القانونية كان همه مجاله الطبي وأشعاره ..
    حدثت متغيرات أعتقد بعد ذلك بعد أن تم إعدام شقيقه الطيار مع مجموعة الطيارين الذين حاولوا القيام بإنقلاب على حكومة البشير وتم إعدامهم جميعاً .
    أما والده مولانا عمر بخيت فقد كان علماً من أعلام القضاء في السودان فقد كان نائباً لرئيس القضاء وسوابقه القضائية تدرس ولا أحد يستطيع التشكيك في نزاهته .

  4. كل من يكتب عن إنجازات وفتوحات و اكتشافات العلمية و الطبية ينقلون ما يكتبه هو عن نفسه و المطبلون حوله فلم نقرا له بحثاً او علاجاً في مجلات او دوريات علمية محكمة.

    1. السيد سيف الدولة حمد الله
      السلام عليكم ورحمة الله
      بإعتبارك قانوني مرموق لماذا لم تتناول أهلية الدكتور معز عمر بخيت لتولي منصب عام من الناحية القانونية
      خاصة انك قد قمت بذلك في شأن وزير المالية السابق الدكتور جبريل ابراهيم
      ؟؟
      اكاذيب و ادعاءات الدكتور معز عمر بشأن اكتشافه علاج مرض المرض
      و ادعاءات بحوثه الكاذبة في السويد
      جميعها موانع شرف لتولى الوظيفة العمومية
      لكن لشيء في نفسك
      لم تتطرق للجوانب القانونية

      تحدثنا عن والده
      و اشعاره
      و معارضته للكيزان

      و هي محاولة بائسة منك لتعيش الوعي العام

      هل تظن بأنك جدير بالاحترام بعد اليوم ؟؟

  5. و انت يا كاتب المقال رأيك شنو في قبول دكتور المعز منصب الوزير في هذه الظروف الغامضة
    ام انك كتبت المقال دفاعا عن زميل المهنة والد المعز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..