مقالات وآراء

ينعون جميلاً بعد دفنه..!!

تأمُلات

كمال الهِدَي

 

رحل عن دنيانا الفانية الكابتن جميل الذي لمن لا يعرفونه كان أحد أفذاذ كرة القدم السودانية الذين نثروا إبداعهم بكافة ملاعبنا مثلما أتحفونا بسلوكيات رائعة وإنسانية قل أن نجد مثلها بين نجوم اليوم.

 

غادر جميل (رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان) بعد غياب عن الوعي لعدة أيام كنتيجة لثلاث عمليات متتالية وسريعة في قلبه الكبير الذي يبدو أنه لم يحتمل منذ اللحظة الأولى أخطاء أطباء كان جُل همهم الإعلان والبروباجاندا حول ” أول عملية وأكبر جراحة من نوعها … الخ”

 

ذاك بالطبع ما طالعتموه في دعايتهم الكاذبة بالرغم من أنهم أعادوا الكرة في المرتين الثانية والثالثة بسبب فشلهم في المرة الأولى الأمر الذي أدخل الكابتن والإنسان المحبوب في غيبوبة حتى لحظة وفاته، إذا كيف يحتمل قلب إنسان مرهف ثلاث عمليات متتالية خلال يومين او ثلاثة!

 

وبسبب تلك الأخطاء كانت الفاجعة كبيرة على أهله وزوجته وأصدقائه وكل محبيه وهم يلقون النظر كل يوم على من غاب عن الوعي فجأة.

 

. وما زاد آلام الأهلة والمهتمين بشأن الكرة أن يتجاهل مجلس الهلال أمر مرضه وغيبوبته التي طالت ثم وفاته.

 

ولم يفتح الله على أعضاء مجلس (المقاطيع) بكلمة حزن تخفف عن ذويه إلا بعد أن شاهدوا مراسم الدفن التي سارع إليها كل من له علاقة بالكرة من السودانيين المقيمين والزائرين من كافة إمارات ومدن دولة الإمارات، الأمر الذي أحزن الكثير من الأهلة هناك.

 

. وحين أرسل لي أحد أصدقائي عبارات مقتضبة تعبر عن غضب رئيس رابطة الهلال هناك من النعي المتأخر جداً لمجلس الهلال لم اتردد في الرد بالعبارة التالية ” وهل يعرف هؤلاء المقاطيع كابتن جميل أصلاً”!!

 

وكان قصدي بالطبع أن هؤلاء النكرات الجدد الذين أقحمتهم سلطة جائرة وظالمة في كل أوجه حياتنا غصباً عنا وجعلت منهم إداريين لأعظم أنديتنا وإعلاميين بأكبر مؤسساتنا الإعلامية وسياسيين و مطربين ودراميين لا يهمهم كثيراً تاريخ أي مؤسسة عريقة في البلد ولا يعرفون شيئاً عن نجومنا ولا مفكرينا ولا مبدعينا السوامق، فمن شدة بؤس وجهل هذه الفئة توهمهم بأن تاريخ السودان بدأ معهم.

 

. وللأسف ما كان لذلك أن يحدث بدون تهاوننا وتقاعسنا عن أدوارنا في حماية مؤسساتنا من تغولهم، ونحن للأسف بدلاً من القيام بمثل هذه الأدوار سكتنا عن عنهم.

 

وليت الأمر توقف عند الصمت فقط، فقد تحول الكثير من إعلاميينا لهتيفة لهم لكونهم يمتلكون المال ليجر هؤلاء الإعلاميين الأرزقية ورائهم أعداداً مهولة من جماهير نادينا العظيم حتى خيل للكثيرين أن أعظم من أداروا أنديتنا هم السوباط والعليقي والنمير وبقية جوكية الكيزان الذين جيء بهم لأداء أقذر المهام في تغبيش الوعي وشغل الجماهير بالصفقات الكبيرة التي ينفقون عليها من أموالنا لا من جيوبهم كما يتوهم بعضنا.

 

. فأمام كل هذا التقاعس ماذا كنا نتوقع غير إهمال تاريخ هذه المؤسسات وتجاهل كل من ساهموا في ذلك التاريخ!

 

. جميل (رحمه الله) يا إداريي الغفلة كان نجماً لامعاً سكب العرق والدماء بشعار أهلي الخرطوم والهلال والمنتخبات الوطنية، قبل أن يغادر لدولة الإمارات ويمتهن التدريب ويصيب فيه نجاحاً شهد له به أهل البلد.

 

إذاً هذا الجميل مثل ركيزة من ركائز كرة القدم السودانية ونادينا العظيم الذي لا يجدر به أن ينتظر قوة الدفع من الآخرين حتى يصدر نعياً من عدة أسطر لرجل وفياً غادر هذه الدنيا الفانية بعد أن إختاره ربه إلى جواره.

 

. ولا يزال لدينا من القامات الرياضية بدولة الإمارات مثل د. كسلا، فوزي التعايشة، بشارة، متوكل، د. شمس المعارف وآخرين كثر فاتمنى أن تكونوا يا إداريي الغفلة على معرفة بكل هؤلاء وبما قدموه لأنديتنا وللبلد، فتاريخ هذا السودان لم يبدأ معكم، بل بدأت معكم المهازل والخراب والدمار لو تعلمون.

 

 اللهم أرحم عبدك دفع الله أحمد سعيد (جميل) وثبته عند سؤال الملكين وأجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى.

[email protected]

تعليق واحد

  1. والله انا كنت مفتكر انى اكثر انسان يكره الكيزان .. لكن لقيت زول يكرهم اكثر منى !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..