مقالات وآراء

التيغراي في (أُم سُنط)!

علي أحمد

رغم أنّي أعلم علم اليقين مشاركة قوات من إقليم تِقراي الإثيوبي بجانب الجيش في الحرب الداخلية السودانية، حيث شاهدت هذه طيفاً من هذه القوات كما شاهدها جميع السودانيين عقب انسحاب قوات الدعم السريع من الجزيرة وعودة الجيش إلى حاضرتها (ود مدني).

في يناير 2025 شاهد السودانيين جنوداً وضباطاً من الجيش السوداني في مقطع فيديو وهم يقرون بوجود عناصر تِقراوية تقاتل معهم خلال العمليات العسكرية في ولاية الجزيرة، بينما أشار البعض إلى وجود نقاط تفتيش خاصة بهم في مناطق مثل الحريز والبقاصة.
ليس ذلك فقط، بل شاهد الجميع مجموعة من هؤلاء التقراي وهم يرتدون ملابس الجيش السوداني ويرقصون فرحاً بالعودة إلى الخرطوم بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها، بينما الأغاني الإثيوبية تبلغ عنان السماء.
هذا الأمر ليس بجديد فقد اتهمت قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، الجيش السوداني بالاستعانة بمرتزقة من الجبهة اومولشعبية لتحرير تِقراي؛ وأنها لديها معلومات موثوقة تؤكد مشاركتهم في المعارك ضدها في الحرب الدائرة بينها وبين قيادة الجيش التي يسيطر علىيها الإسلاميين .
وأول أمس، عادت قصص مشاركة عناصر من التقراي في الحرب السودانية إلى الواجهة، حيث شهد مواطنو ضاحية أم سُنط بمدينة ود مدني حادثة غريبة، فبعد أن تم حصار الحي عقب صلاة الفجر بما يشبه حملة تفتيش من قبل عناصر من الجيش السوداني مستخدمة نحو (50) عربة دفع رباعي تحمل على ظهورها عناصر من الجيش والشرطة والأمن والمباحث، بالإضافة إلى عناصر أُخرى غريبة، أتضح لاحقاً إنهم جنود من تقراي، حيث تم تفتيش جميع المنازل بدقة، وفي الأثناء تم سرقة الكثير من الأثاثات المنزلية وتجميعها في نقطة ارتكاز تقع بجانب مدرسة إبراهيم التيجاني الثانوية بنات، قبل أن تُنقل بشاحنات كبيرة إلى مارنجان، حيث أشرف على ذلك جنود التقراي بجانب عناصر الجيش والأمن، وتعرض الكثير من المواطنين للمساءلة والاستجواب بواسطة التقراويين وكانوا يسألونهم بلغة عربية بلكنة (حبشية) واضحة، الأمر الذي أثار استغراب الجميع، حتى انصرفوا إلى النقاش حول ما الدور الذي يلعبه هؤلاء المرتزقة في هذه الحرب، وكادوا أن ينسوا مملتكاتهم المنهوبة.

إن مشاركة عناصر التقراي في الحرب السودانية أصبحت أمراً معروفاً لدى الجميع، حتى أنهم لم يعودوا يخفون هوياتهم، بل يظهرونها إلى العلن، الأمر الذي وجد اعتراضاً وقوبل بسخط عام من قبل المواطنين السودانيين،حيث مارس هؤلاء التقراي بجانب الجيش والأمن طبعاً عمليات نهب واسعة في أم سنط ولم يكتف هؤلاء بذلك بل مارسوا أنواعاً من الاستقزازات والقمع تجاه المواطنين الذين شعروا بغين شديد، وهم يرون أجانباً يقتحمون منازلهم ويسرقون مملتكاتهم ويهينونهم ويدوسون على كرامتهم بقوة السلاح وبمساعدة الجيش السوداني، الذي تخلى عن حمايتهم في بداية الحرب وهرب من المدينة، ثم لما عاد إليها بعد انسحاب الدعم السريع، لم يعد وحده بل برفقة التقراي الأحباش وسمح لهم بوضع ارتكازات وإجراء علميات التفتيش الدوري ونهب الممتلكات والمساءلة والتحقيق.

تصوروا، أن يتعرض المواطن السوداني لكل ذلك من قبل جيشه، الذي لا يكتفي بنهبه بل يأتي بأجانب لينهبوا معه.

ما تعرض له سُكان (أم سنط)، سيحدث في أماكن كثيرة، فالتقراي قادمون وعلى أهل الجزيرة التصدي لهذه المؤامرة وفضحها وكشفها للرأي العام، فلا يمكن أن يقف السودانيين مكتوفي الأيدي بينما يعتدي عليهم التقراي ويسومونهم العذاب وينهبون أموالهم وممتلكاتهم، حتى لو سمح لهم الجيش بذلك.
إن ما حدث لمواطني (أم سنط)، لن يمر مرور الكرام، وأن على قيادة الجيش السوداني أن تبعد هؤلاء المرتزقة عن المواطنين – على الأقل – بل عليها أن تعيدهم إلى ديارهم فالمواطن السوداني لا يحتاج لصوص أجانب، يكفيه لصوص الجيش والمشتركة والمليشيات السودانية الأخرى.

تباً لكم وتب.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..