كلمات في مقام تكريم د. عبد الرحمن حمد

أمجد إبراهيم سلمان
في ليلة بهية وهي ليلة الخميس 12 يونيو 2025 ، حيث كانت أمسية التقت فيها المحبة بالوفاء، والود بالعرفان، اجتمعنا في دار الصديق العزيز د. صلاح الحبو ، كما اعتادت أسرته الكريمة أن تجمع شتات القلوب في معايدة سنوية دافئة لأسباب عديدة لكنها كانت هذه المرة لتدشين منتدى صلاح الحبو باستهلاله بتكريم صادف أهله.
حيث أن هذه الليلة كانت مختلفة، إذ قرر لفيف من الأصدقاء أن يجعلوها مناسبة احتفائية بتكريم الأخ العزيز الدكتور عبدالرحمن حمد ، بمناسبة نيله تقديراً أكاديمياً ومهنياً رفيعاً من جهة عمله و هي مؤسسة حمد الطبية في الدوحة قطر ، فكانت لفتة تعكس حجم المحبة التي يكنّها له الجميع، وتقديراً لما يزرعه من أثر في محيطه أينما حلّ.
وقد عبّر الدكتور عبدالرحمن بكلماته الراقية لاحقًا في صفحته المقروءة في الفيسبوك عن المشاعر التي اختلجته في تلك الليلة المحضورة ، راسماً بتعابيره البليغة صورةً زاخرة بالمحبة والعرفان لكل من حضر وشارك وعبّر بكلمة طيبة، ولأفراد أسرته الكبيرة من الأصدقاء والمحبين. كلماتٌ تعبّر عن معدن رجلٍ لا يرى في النجاح ما يستوجب التوقف ، بل دافعًا للاستمرار والتجويد.
وهنا، لا يفوتني أن أضيف شهادتي الشخصية بحق الدكتور عبدالرحمن و التي أتيحت لي الفرصة أن أرتجلها شفاهة في التكريم بإصرار من قبل الصديق عمر شمس الدين ، وودت هنا أن أنقحها كتابة عبر الأثير.
من واقع تجربتي العملية والنقابية مع د. عبد الرحمن ، حيث تشرفت بخلافته في منصب الأمين العام لرابطة الأطباء السودانيين في قطر، من سبتمبر 2019 وحتى نوفمبر 2021. و لغرابة الأمر فقد تولى نفس المسؤولية مرة أخرى بإصرار من الكثيرين بين 2021 و 2023 ، وقد كان تسليمه للمهام الإدارية لشخصي نموذجًا في الدقة والتنظيم ، إذ سلمني كل ما يلزم من وثائق وتقارير تخص فترته السابقة بكل شفافية وحرص. و كانت متابعته اللصيقة للمهام خلال الشهور الأولى دليل حرص كبير لإنجاح أعمال ونشاطات الرابطة حتى عندما كان بعيدا عن هياكلها القيادية خاصة لمعرفته بإنني حديث عهد بالدوحة آنذاك و معرفتي محدودة نسبيا بزملاء المهنة في مستشفى حمد.
تميَز الدكتور عبدالرحمن أيضاً بمتابعة دقيقة وحرص عالٍ على العمل المؤسسي ، وتمكّن، رفقة زملائه في اللجنة التنفيذية اللاحقة بقيادة د. حاتم عبد الرحمن ، من رفع أداء الرابطة إلى مستويات عالية من المهنية والجودة ، خاصة في العمل الإعلامي بتصميم النشرة الإخبارية الدورية ، و تجلّت قمة الإداء و التوثيق في خطاب الدورة الذي تم تصميمه كفيديو شامل مدته حوالي 12 دقيقة.
لم يكن دور عبد الرحمن إداريًا فحسب، بل كان قياديًا من طراز رفيع ، استطاع أن يحفّز من حوله ، ويزرع فيهم روح المبادرة والإنتماء ، دون السعي للظهور في المقدمة مجسداً زُهد عنترة بن شدّاد عندما قال لمحبوبته عبلى:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك .. إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة إنني … أغشى الوغى و أعفّ عند المغنم.
والزهد في المغنم من الصفات التي قلّما تجتمع في شخصٍ و تنبئ عن موهبة قيادية حقيقية تجسد مفاهيم الريادة الحديثة ، من نكران الذات و ذكر المجموعة عند الاحتفاء بالإنجاز و التقدم قبل الآخرين في تحمل المسؤولية في حالة التقصير.
إن كتابات د. عبد الرحمن البليغة ، وحرصه على توثيق الجهود ، وقدرته على تحفيز من حوله، وتواضعه الجمّ، كلها صفات تجعل منه قائدًا يُحتذى به، وشخصًا يستحق ما نال من تقديرٍ ومحبّة، بل وأكثر.
فكل الشكر والعرفان له، ليس فقط على ما قدمه من جهود، بل على أثره الجميل في النفوس، وعلى ما علّمنا إياه من أن القيادة ليست منصبًا، بل موقف، وقيمة، وخلق دائم.
تسلم يا صديقي العزيز و ربنا يحفظك من كل شر
أخوك دائما أمجد إبراهيم سلمان
[email protected]



