هل يعود الرجل الذي رفض الانقلاب وزيرًا للخارجية؟
كواليس لقاء نورالدين ساتي وكامل إدريس في بورتسودان

📝 أواب عزام البوشي
في تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة أن السفير السوداني السابق لدى الولايات المتحدة، نورالدين ساتي، يعتزم زيارة مدينة بورتسودان خلال الأيام المقبلة للقاء رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، في خطوة تعيد اسمه إلى واجهة المشهد السياسي والدبلوماسي في السودان، وسط حديث متزايد عن ترتيبات حكومية جديدة.
يثير هذا التطور تساؤلات حول عودة ساتي، الذي رفض الاستمرار كسفير للسودان في واشنطن بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، معتبرًا أن الانقلاب قوض المسار الديمقراطي الذي كان يمثله أمام المجتمع الدولي، لا سيما المؤسسات الأمريكية التي تربطه بها علاقات وثيقة.
*يبقى السؤال: ما الذي تغيّر الآن ليدفع ساتي للتفكير في العودة؟ هل هي رغبة ذاتية في إنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية، أم تحرك مرتبط بترتيبات أوسع ذات صلة بملف السودان في السياسة الخارجية الأمريكية؟*
زيارة ساتي تأتي بعد تداول معلومات عن ترشيحه لمنصب وزير الخارجية في الحكومة التي يجري الدكتور كامل إدريس مشاورات لتشكيلها، إلا أن المصادر تؤكد أنه لم يوافق رسميًا على المنصب حتى الآن، مما يزيد الغموض حول دوافع زيارته.
يُعرف عن ساتي قربه من مراكز صنع القرار في واشنطن، مثل مركز وودرو ويلسون الذي شغل فيه زمالة دولية من 2009 حتى 2020، وكان أحد رؤساء مجموعة عمل السودان هناك. كما له صلات متينة بعدد من أعضاء الكونغرس والمؤسسات الفكرية الأمريكية. استقال ساتي من منصبه كسفير بعد الانقلاب في موقف نادر لعقل دبلوماسي لا يقبل العمل خارج إطار الشرعية الدستورية.
تعيين شخصية مثل ساتي قد يساعد على إعادة قنوات التواصل بين السودان وواشنطن، لا سيما مع تراجع ثقة المجتمع الدولي في الجيش وبعض القوى السياسية بعد الانقسامات والحرب الجارية.
ساتي ليس غريبًا على ملفات النزاع والسلام في إفريقيا، ولا على كواليس السياسة الخارجية، فقد خدم لأكثر من أربعة عقود في مواقع حساسة، من ترجمة الرئيس نميري إلى قيادة بعثات حفظ السلام في بوروندي، ومن التمثيل الدائم في اليونيسكو إلى العمل مستشارًا لعدة مراكز حل نزاعات.
كما كان من أوائل السودانيين الذين ربطوا السلام والاستقرار السياسي بالمدخل الثقافي والهوية الجامعة، عبر مفهوم “السودانوية” الذي طرحه منذ 1979.
رغم عدم إعلانه قبول أي منصب رسمي، فإن زيارة ساتي المرتقبة لبورتسودان تفتح باب التأويل حول ما إذا كان يعود بقناعة شخصية لخدمة السودان، أم أنه جزء من ترتيبات دولية لضمان انتقال سياسي أكثر قبولًا دوليًا.
في الحالتين، دخول ساتي خط المشاورات قد يشير إلى نية بعض القوى السودانية تشكيل حكومة ذات بعد دولي، يقودها تكنوقراط بخلفيات أممية ودبلوماسية، ربما لاستعادة الثقة المفقودة وفتح الأبواب المغلقة إقليميًا وعالميًا.
[email protected]
دكتور /نور الدين ساتي شخصية سياسية محترمة أتمنى أن يكون حظ في المنصب سوف يكون له دور عظيم في هذه الفترة الحرجة.
مقال متكامل بالتفصيل شكرآ الكاتب أواب البوشي
و نتمنى للمرشح التوفيق