رؤية ضد العنصرية: في صميم الصراع السياسي السوداني

زهير عثمان حمد
سؤال إلى الضمير
ما بالنا يا أهل السودان، نتهاوى عند ظل نخلة واحدة في صحراء تتسع للشمس والقمر والنجوم جميعاً؟
ما بالنا نُشرِّخ جسد الوطن بسكاكين العرق واللون واللهجة، وكأنما الأرض ليست ميراثاً مشاعاً للدماء المتعانقة، بل مزرعة أسلاف تُورَّث في عروق مختارة؟
السودان ليس حكاية أحادية الحبر، بل مخطوطة كونية كُتبت بحروف من دم ودموع وتضحيات، من حلفا إلى نمولي، من الجنينة إلى بورتسودان.
كتاب لا يقرأه إلا من اغتسل قلبه من أوحال التعصب، وأدرك أن التنوع ليس وصمة عار، بل هو النقش الأبدي على جبين هذه الأرض.
أيتها السياسة المستبدة
أيتها السياسة المستبدة، كيف ارتقيتِ إلى عروشِك فوق جماجم الأبرياء؟
كيف تطلبين الولاء من أناس تنزعين عنهم رداء الإنسانية؟
أية دولة هذه التي تُبنى على أنقاض العدل والمساواة؟
العنصرية هنا ليست هامشاً، بل هي السرطان الذي ينخر في عظام السياسة ذاتها.
إنها تحوّل الحوار إلى صراخ، وتجعل من التنافس على خدمة الوطن حرب إبادة، ناعمة تارة وخشنة أخرى، تطحن الجميع في رحاها.
بيت واحد اسمه السودان
نحن لسنا قبائل متصارعة، بل أسرة في بيت واحد اسمه السودان.
لو مزَّقنا خريطة هذا البيت، أين المأوى الذي يضم شماله وجنوبه، شرقه وغربه؟
ليس الشمال بأسمى من الجنوب، ولا الأوساط بأحق من الأطراف.
دعونا نُخرس ذلك الخطاب المسموم الذي يزعم تفريقاً بين “أصيل” و”دخيل”، بين “أحق” و”أدنى”.
الخطاب الذي يحتكر حب الوطن لنفسه وينسى أن الوطنية الحقيقية تتسع لكل الدماء التي سقت ترابه.
لغة جديدة في الصراع السياسي
في لهيب الصراع السياسي الحالي، نحتاج لغة جديدة:
لغة تعترف بحق كل مواطن في الأمن والكرامة والمشاركة.
نحتاج مشروعاً وطنياً لا يُشيّد خنادق التفوق العرقي، ولا يقيس الولاء بالحسب والنسب، بل بالكفاءة والنزاهة وإنسانية الضمير.
تحديات الواقع وأوهام الحلول
إن إنكار جذور العنصرية والتمييز الهيكلي في الدولة السودانية، الذي حوّل الأقاليم إلى بؤر للمظالم الاقتصادية والاجتماعية، هو هروب من مواجهة الجرح النازف.
لقد استثمرت الدولة المركزية، خاصة في «العصر الغيهب» (عهد الإنقاذ)، في العنف الرمزي الكامن، وحوّلته إلى حروب جهادية وإبادة جماعية، متجسدة في خطاب مقيت مثل «صانع الكباب العظيم» الذي يُزيّن المآسي.
إن فشل الحركات المسلحة في دارفور وغيرها، وانغماسها في الفساد والاستخفاف بحياة الناس، لا يمحو حقيقة القضية العادلة: قضية التهميش السياسي والاقتصادي.
استغلال هذه الحركات لورقة العنصرية للابتزاز لا ينفي وجود العنصرية نفسها كسبب جوهري للعنف المادي.
ومن السذاجة الفكرية المطالبة بانفصال دارفور كحل سحري.
ذلك هروب من مواجهة الخلل المركزي في الدولة ذاتها، الذي سيستمر في إنتاج المظالم والمتمردين أينما كانوا.
ألم ينفصل الجنوب، وما زالت الحروب تعصف بالشمال والجنوب معاً؟
إنصاف التيار الإنساني
أما أولئك الذين يصفقون لغارات الطيران التي تسحق الأبرياء في مليط أو الكومة أو نيالا، ويتلذذون بخطاب «المشاوي» الوحشي، فهم لا يمثلون الشمال الحقيقي.
ففي الشمال، كما في كل رقعة من هذا الوطن، يوجد تيار إنساني ديمقراطي مستنير، له تاريخه من النضال والفكر والشعر والأغاني، وله شهداؤه الذين سقطوا دفاعاً عن سودان الكرامة للجميع.
هناك تواطؤ خطير على طمس وجود هذا التيار وتصويره كله بالطيف العنصري نفسه، باختلاف فقط في «الجرأة» على الإفصاح.
هذا إجحاف وتزييف للواقع.
الطريق الوحيد: مشروع وطني ديمقراطي
مخرجنا من هذه الدوامة الدموية ليس في أوهام الانفصال، ولا في الاستسلام للخطاب العنصري من أي طرف، شمالاً كان أم غرباً.
المخرج يكمن في مشروع وطني ديمقراطي ناضج، يقطع مع أوهام العنصريين وفساد الانتهازيين على اختلاف مشاربهم ومناطقهم.
مشروع يُؤسس لدولة المواطنة المتساوية، دولة القانون والعدالة الاجتماعية، التي تكفل التنمية المتوازنة لكل الأقاليم.
دعوة إلى اصطفاف جديد
نحتاج إلى اصطفاف مدني ديمقراطي عابر لكل الحدود الإثنية والجهوية.
اصطفاف يجمع طاقات الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، كل المؤمنين بسودانٍ واحدٍ حرٍّ كريم.
اصطفاف يرفض منطق «العنصرية» و«العنصرية المضادة»، ويبني على أساس القيم الإنسانية المشتركة والرغبة الصادقة في مستقبل أفضل للجميع.
طريق الحياة أم طريق الموت؟
فهل نختار طريق الحياة، طريق بناء الفسيفساء السودانية بإشراق ألوانها كلها؟
أم نستمر في طريق الموت، طريق تحطيمها حجراً حجراً حتى لا يبقى إلا الرماد والندامة؟
الطريق واضح غيراقتلاع العنصرية من السياسة والقانون والتعليم والإعلام والقلوب، أو استمرار السقوط في الهاوية.
لا طريق ثالث.
[email protected]
اقد صدق من قال من قبل ان المسكوت عنه هو من يحركنا فى السودان العنصرية داء خطير ولعله من المؤسف اننا نلزم الصمت حيالها بل نمارسها دون وعى فاذا فاجاك احد فى امر ما بالقول ( يازول انت ما ودعرب ) فماذا انت قائل؟؟ او انت فى ميدان كرة واحرزت هدفا مباغتا فى شباك الخصم وينهال عليك الشباب بالثناء بالقول ( أبدعت يا عبد) ونقبل ذلك عن طواعية ودون وعى…. كنا فى دولة اوروبية ووفدت والدة احد الاصدقاء لزيارته من السودان ذهبنا للسلام عليها واخذتا تسالها عن الحال وهى سيدة ام درمانية فاذا بها تقاجئنا بان البلد ( اتملت عبيد) وسالتها من اين اتى اولئك العبيد اجابت بهدوء انهم قدموا من الغرب والجزيرة وجنوب السودان وبورتسودان قلته لها ان هذه البقاع هى السودان كله أصرت بالقول انهم ضيقوا عليهم المعيشة …. هذه السيدة بالقطع هى نتاج ثقافة مسكوت عنها ولكنها حية خلف اسوار وابواب بيوتنا ولا نجرؤ على مقاومتها او ربما نعمل على تكريسها فعندما نطلق لقب ( ست البنات) أو ( سيد الكل) فاننا وبدون قصد نرسخ ثقافة السيد والعبد.. وتزخر أعمالنا المسرحية بفواصل تنضح عنصرية بل وتضخها بقوة فى شرايينا الثقافية.. ولعل أسوا من كل هذا انه ينعكس فى مؤسسات الدولة.. زرت صديقا تزاملنا فى المرحلة الجامعية وسكنا معا خلالها… اكرمنا الرجل بالشاى واحضره لنا صبى ولكننا فوجئ بزميلنا يقول له انت يا ولد انا ما قلت ليك انت ود عرب ما تشتغل شاى هنا رد عليه الصبى طيب بس انا محتاج لقروش الشغل وخرج من المكتب قلت له يا أخى لفد حطمت الصبى ودمرت مستقبله لان زرعت فيه بذرة ستلازمه بقية عمره وقد لخص لك موقفه ببانه فى حاجة لعائد هذا العمل وان الفرنسى ايميل دوركايم Émile Durkheim لم يضع العرق شرطا للعمل …. نحتاج لجهد كبير لتخطى هذه الهوة العنصرية فى حياتنا اليومية وهو امر يجب ان نأخذه محمل الجد سيما بعد الذى ظللنا نشهده منذ سطو الحركة الاسلاموية على السلطة فى انقلابها المشؤوم فقد اختطت نهجا عنصريا بغيضا بعييدا عن سماحة الاسلام ومبادئه وجعلت التمييز اساسا للمواطنة
السودان كلو لابد أن يتقيأ. و ما زال هناك المزيد من التقيوء فهو العلاج الوحيد . و في الاثناء يتدمر ما تدمر فلا تجزع يا أماه
قلت (( السودان ليس حكاية أحادية الحبر، بل مخطوطة كونية كُتبت بحروف من دم ودموع وتضحيات، من حلفا إلى نمولي، من الجنينة إلى بورتسودان ))
تقول السودان ثم تردد ما زعمته عنصريا اليس اسم السودان اسم عنصري؟! لماذا تركزون على الجزء الفارغ من الكوب!؟ وتتزيزن بزي الانتقائية !؟ نحن نرفض هذا الاسم جملة وتفصيلا ثم تقول
من حلفا لنمولي ياخي الجنوبيون من قبل الاستقلال يقولون نحن لسنا جزء من الشمال ونريد دولة مستقلة ويقولن انهم شعب افريقي خالص انت وامثالك كانوا يصرون ان الشمال والجنوب شيء – ولا زلت تصر – اليس هذا ظلما واستبداد !!؟ شخص يقول انا لست منك ولا اريد انت تصر وبالقوة قائلا لا ( انت سوداني وسوداني انا ضمنا الوادي فمن يفصلنا.. منقو قل لا عاش من يفصلنا) انفصل الجنوب وسعدنا بانفصالهم حتى يكونوا احرارا في بلادهم لكنك باستبدادك لا زلت تررد وترى ان جنوب السودان وشماله واحد لماذا تتغاضى عن استبدادكم وتركز في العنصرية منقو قال لك بالحرف الواحد: ياخي لا اا منك وانت مني ياخي فكنا وانت تصر قائلا: لا لا نحنا اخوان ياخي الخوة شدة!؟
إذن نحن في الشمال اطلاقا لا دخل لنا في الجنوب والجنوبيين احرار ومحقون ان تكون لهم دولتهم وكان فلماذا التحسر والحزن على شعب اختار الحرية ولانعتاق!؟ فليذهب الجنوب من غيرة حسرة ولا ماسوفا على فراقه.
ذات شي يقال عن سلطنة دارفور – سلطنة علي دينار – التي قضيتها اوضح بكثير من الجنوب .. هذه دولة اخرى مستقلة حتى 1916 ضمها الانجليز بالقوة لوادي النيل لم يشاوروا احد الآن تاكد الاغلبية ان ما يحدث الن سببه دارفور وان سلطنة دارفور يجب ان تذهب لاهلها ليكونوا احرار في سلطنتهم لا مركز ولا هامش .. لا نريد ان تكون سلطنة دارفور معنا لتذهب دارفور كما ذهب الجنوب وكان حريا بها ان تذهب قبل الجنوب
يقول الغرابة نحن عنصريون! نعم نحن عنصريون وسنظل عنصريين فلماذا يصر عيال دارفور في البقاء مع العنصريين!!؟ فك ارتباط 1916 وعد لبلدك وانفرد به وستكون حرا دون معناة مع العنصرية .. ياخي هو قال ود عرب ما الذي يغيضك وانت قل ود غرب ولا ود فور ولا زغاوة ولا ولا ياخي لماذا تريد تكميم الافواه لتعيش وسط اناس انت لست منهم!؟ لماذا الكيل بمكيالين!؟
اذا انا عنصري نعم انا عنصري اتفك مني ياخي
لا تتكلم و تردد ما يقوله الاعداء بأن الانجليز ضموا بالقوة دارفور لدولة وادي النيل لأنه ببساطة لم تكن هناك دولة في وادي النيل
الدولة السابقة كانت السلطنة الزرقاء سلطنة الفوج أو سلطنة سنار و هي و ان كانت عاصمتها على النيل الازرق الا انها لم تكن دولة لوادي النيل حسب تعريفكم في مناطق شمال الخرطوم
دولة محمد احمد المتمهدي و خليفته ضمت الكثير من مناكق السودان الحالي و كان اغلب مواطنيها من كردفان و دارفور و هي قبل الاحتلال الانجليزي و ذلك لأن ما قبل ثورة محمد احمد ( المهدي ) كان حكما تحت الدولة العثمانية بواسطة محمد علي باشا و لم يكن للانجليز دور قبل تعيين غردون من قبل خديوي مصر التابع للدولة العثمانية
لابد أن ينبذ الجميع العنصريه فلا أحد يريدها. فحتى عبد الرحمن عمسيب يتضايق جداً أن يوصف بها أو يحمل شيء من وزرها. ففي واحدة من لقاءاته الاخيره مع سعد الكابلي الذي نصبه مفكر وصاحب مشروع قال فيما معناه “أنا ولد متين”. فصدق في ذلك .. فهو لا يستطيع أن يفرق ما بين “سانو” و “سوني” ويعتقد ان المصالحة الوطنية تمت في 1978 بينما هي كانت في1977. فالمسالة ليست طق حنك.. رغم إدعاءه أن خلفيته مادية تاريخية!