مقالات وآراء

الوزير السوداني… بين دفاتر الأمل وواقع الوحل

عبد الله خليل

عُيِّن الدكتور كامل إدريس رئيسا. للوزاء

الوزير السوداني الجديد بوصفه بارقة أمل في ليلٍ سياسيٍّ طويل، ليقود المرحلة القادمة بما سمّاها “حكومة التكنوقراط”، وأطلق عليها اسمًا شاعريًا: حكومة الأمل، تيمنًا بما تبقّى من رجاءٍ في صدور المواطنين.

قِيل إنها حكومة بيضاء، ناصعة البياض، لا شية حزبية فيها. حكومة تسرّ الناظرين، وتبشّر بميلاد نهج جديد. لكنّ المخاوف لا تزال قائمة، فالواقع السوداني ليس دفترًا نظريًا يُكتب بالحبر، بل واقعٌ من الوحل والدماء، كلما همّت فيه قدمٌ للعبور، جَذبها القاع.

إنها حكومة الدفاتر — هكذا يصفها الشارع — يخشى عليها أن تغرق في وحل هذا الوطن، حيث السياسة ليست مسارات نظيفة، بل دهاليز يضلّ فيها حتى العارفون. وانفاقا لايرى. النور. اخرها اغلب الاحيان.
فالوزير في صراع مع الزمن. وهو يجمع
وزاءه. بما يذكرنا حوليات زهير.

المواطن، وقد لدغته الحكومات من كل جُحر، يتوجّس من وزراء البحار؛ أولئك الذين لم تطأ أقدامهم أرض المزارع، ولم يعبروا سوقًا، ولم يبيتوا ليلة في عنابر الخدمة العامة.

أما قناعتي — وقد علمتني التجارب — فهي أن درهم خبرة، خيرٌ من قنطار شهادات.
ولا يحلّ مشكلات الملاريا من قرأ عنها في التقارير، بل من جرّب لسعة البعوض.
ولا يفقه قضية الثروة من راكم الألقاب، بل من حلب أبوه وصرّ.

فالمعادلة ليست بكمّ المعارف، بل بعمق المعاناة.
ولا يفلّ الحديدَ إلا الحديد…

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..