حول الخطوة الأمريكية و دول الرباعية للإسهام في وقف الحرب

نضال عبدالوهاب
رائي أن طريق السُودان للإستقرار والسلام لايمر عبر التسويات الهشة والمستوردة وإنما بالحوار الوطني الداخلي “الجاد” والشامل وبالإختراق المُباشر للمواقف المُتمترسة والمُتشددة الحالية…
إن فشلنا كقوي مدنية وسياسية إلي الآن في توحيد المواقف حول إيقاف الحرب وطريق الوصول إليها لايعني بالضرورة “الإستسلام” لهذا الواقع الحالي في تباعد القوي المدنية والثورية وشرزمتها وبالتالي رفض فكرة الإستسلام أيضاً للواقع الذي تفرضه هذه الحرب ، وهذا في تقديري لايتم إلإ بحدوث عملية “إختراق” سياسِي يُنهي حالة هذا التمترس والأُحادية في المواقف المُتصلبة منها أو غير المُجدية والمُفيدة لصالح البلد والسُودانيين في هذا الظرف والتوقيت العصيب ، وفي ذات الوقت فإن إنتظار حلول “خارجية” حتي وإن أتت في طور تسويات أو بطريق “مفروض” علينا فإنه لن يخلق إستقرار سياسِي طالما هنالك دول أو حكومات خارجية لها مصالح مُغايرة ، ولا تهتم لأزمتنا الوطنية العميّقة ولا تهتم لأستدامة الحلول أو الإستقرار في بلادنا ويكفيها فقط تحقيق إنتصار سياسِي مؤقت أو خروجها بمكاسب “تسووية” تتيح لها ماترغبه من مصالح إقتصادية أو سياسية أو عسكرية في بلادنا ، مع إملاءات وتوجيه لقرارانا السياسِي والوطني الذي قد لايتماشي ومصالح بلادنا وجميّع الشعب السُوداني ، لذلك فالأهم لنا هو التصدي الوطني “الشُجاع” لأزمة الحرب الحالية والتحرك الفعلي في قيام جزء علي الأقل أو فصيل من داخل القوي السياسِية أو المدنية بالمُبادرة في إحداث تلاقي وحوارات مُباشرة مع أطراف الحرب العسكرية والسياسِية منها ومن بيدهم قرارها أو دعم إستمرارها ، وبعدها يتم وفقاً لهذا الحوار الإتفاق علي أُسس وترتيبات لوقف الحرب وإنهائيها ، تضمن أولويات هامة علي رأسها وقف إبادة السُودانيين وتهجيرهم ومُعاناتهم ، وتفتح الطريق بعدها لتلاقي وطني واسع وشامل ، وسلام عادل ومُستدام عبر حوار وعملية سياسِية أشمّل يتم التأكيد فيها علي مبادئ:
١/وحدة البلاد
٢/التشاركية للجميع في الوطن
٣/نبذ العنف وجميّع أدواته
٤/ الإنتقال لقضايا التأسيس والبناء
٥/التداول السِلمي الديمقراطي للسُلطة بعيداً عن الصراع علي السُلطة سواء عبر فرض البندقية أو الإنقلابات العسكرية.
أما فيما يخص خطوة مؤتمر واشنطن بنهاية يوليو الحالي ودعوة أمريكا ورئيسها والرباعية المكونة منها ودول السعودية ومصر والإمارات ، فإن موقف القوي المدنية والقوي الرافضة للحرب في تقديري يكون في إيصال رسالة من أكبر مجموع منها أو من مؤثرين وفاعلين داخلها أو مُمثلين لها بكافة طيفها مفادها أن وقف الحرب هام في السُودان ولعملية السلام ولكنه من الضروري أن لايمر عبر فرض حلول “هشة” ومرحلية فقط وتسويات لن تساعد بلادنا ولا الإقليم ، ولا بفتح طريق لتقسيّم بلادنا الذي لاشك سيواجه بمقاومة أكبر وأستمرار لحالة الحرب والصراع المُسلح ، مع تأكيدنا علي أن من مصلحة الجميّع داخلياً وخارجياً في الإيتاء بالسلام ووقف موت الأبرياء والإنتهاكات ضدهم وحل القضايا الإنسانية العاجلة ، مع عدم التفكير فقط في السُلطة والطريق للوصول لها والمصالح “الخاصة” والضيقة حتي وإن كان علي حساب ملايين السًودانيين حاضراً ومُستقبلاً.
ختاماً فإن خطوة إختراق المواقف تحتاج منا إلي تمهيّد من داخل مربعات قوي الحرب وقوي رفضها “المدنية” ، ومن ثم لمجموعة تأخذ زمام المُبادرة للتحرك ودعم الحوار والتفاوض وتحويله لنتائج تعود بالخير والسلام لبلادنا ووقف وإنهاء الحرب باعجل ما يمكن وتسهم في الحل الإيجابي للأزمة الحالية وبخطوات عملِية ومُثمرة.
البلبوس من منازلهم في أمريكا بقول ليكم الحل الجاد يأتي بالحوار مع الكيزان وليس من موطنه الإختياري امريكا