
د. محمد عطا مدني
منذ عدة أشهر كتبت ثلاث مقالات على صفحات جريدتنا الغراء (الراكوبة)، أطالب فيها أصحاب رؤوس الأموال السودانيين الأحرار، محبى دولة العدالة والديموقراطية، والتبادل السلمى للسلطة، بتأسيس قناة فضائية بإسم الثورة، فى مقابل ثلاث قنوات فضائية سخرها الظلاميون لنشر الأكاذيب، والتفاهات، وإذكاء نار الحرب، التى يقتل فيها المسلم أخيه المسلم وهو يكبّر، غير مدركين – أو مدركين- بأن استمرار هذه الحرب سيؤدى حتما لتقسيم الوطن الذى لا يهمهم إن تقسم أو إنمحى معظمه من الوجود، حتى لو تبقت منه مدينة واحدة يحكمونها ويطبقون فيها أفكارهم الجهنمية البعيدة بعد المشرقين عن تعاليم الدين الحنيف.
فمن الصعب نجاح ثورة تحررية تنقذ الشعب من الإستعمار الجديد دون إعلام يعكس أحلام الجماهير فى العيش بكرامة فى دولة ديموقراطية، تنهى إلى الأبد دولة ال5 % من الكفلاء الذين يسيطرون على 95% من أبناء الشعب الصابر، ويصادرون حريتهم من أجل اختيار حكومة يتساوى فيها الجميع أمام القانون، تلك التى استمرت 36 عاما حالكة السواد، من عام 1989م حتى الآن.
وأعيد طرح فكرتى مرة ثانية لأصحاب رؤوس الأموال الأحرار السودانيين سواء فى الخليج أو فى أوروبا والولايات المتحدة، ولا يشترط لصاحب الفكرة أن تكون لديه التكلفة الكاملة للقناة، فقط يبدأ الفكرة ويحصل على الترخيص، أو موافقة القمر الصناعى المحدد برسوم أولية، ثم يعرض أسهم القناة لمشاركة الشعب السودانى، بتحديد مبلغ مقابل السهم، يستطيع الفرد المساهمة به، لتجميع تكلفة القناة وبناء استوديوهاتها وتوفير مرتبات مذيعيها، وستعود هذه القناة عليه وعلى المساهمين بها أرباحا طائلة من الإعلانات، ومن رعاية الشركات لبرامج استضافة الشخصيات ولدينا مذيعين بمستوى عالمى، وكثير من المثقفين والفنانين والمصممين الذين يمكن أن يرفدوا القناة بطاقم مهنى كبير. فقط نحتاج الرجل الشجاع، أو مجموعة الرجال الأبطال الذين يدقون صدورهم ويتقدمون لمثل هذا العمل.
فهل يرضى أحرار السودان أن يتحكم فى مصيره وفى مستقبل أولاده، النطيحة والمتردية والمنخنقة وما أكل السبع؟ هل ترتضون أن يتحكم فى مصير أجيالكم دولة مجاورة، تشترط مشاركة أطراف ممن أشعلوا الحرب فى اجتماع لحل مشكة كانوا سببا فى انفجارها؟ ويصرون على استمرارها، حتى لو هلك الشعب السودانى بأجمعه، بسبب الجوع والمرض والقتل والتهجير؟ هل تقبلون أن يتحكم فى مصيركم ومصير أولادكم كل خائن وعميل، وكل من يحاول الحفاظ على مصالحه حتى لو هلك الشعب السودانى بأكمله؟
لقد أنشأت رواند قمرا صناعيا خاصا بها وليس قناة فضائية، جمعت نقوده من جميع أفراد الشعب فى الداخل والخارج، واتفقوا مع فرنسا على إنشاء هذا القمر الصناعى الراوندى، وذلك قبل أن تجمع رواندا شتات دولتها وشعبها تماما، ولما سُئل الرئيس الرواندى عن أهمية هذه الخطوه قبل تعمير البلاد وإعادة صيانة ما تحطم من مؤسساتها؟ قال: لقد وقعت الحرب نتيجة الجهل، وعدم التواصل بين مكونات الشعب، الآن لدينا الإنترنت بالمجان للمدارس والجامعات وأفراد الشعب جميعا، للتعلم ونبذ الجهل، والتواصل لتعميق التفاهم بين مكونات الشعب، وهذا مما يسهل بناء الدولة من جديد على أسس قوية لا ينفصم عراها.
شعب رواندا أطلق قمرا صناعيا بمبادرة فردية فى البداية اجتمع حولها الشعب، فهل تستكثرون على شعبكم مجرد قناة فضائية يا أصحاب رؤوس الأموال السودانيين؟ حتى تستطيع (صمود) توصيل آرائكم وأحلامكم وتطلعاتكم إلى العالم، وحتى تستطيعوا أنتم كأفراد وجماعات أن تعرفوا العالم بمشكلاتكم، ومد يد المساعدة بينكم وبين القوى المحبة للسلام لمساعدتكم على إنقاذ وطنكم، لأن صوتكم الآن لا يصل واضحا جليا إلى العالم. وحتى (صمود) عندما تتحدث باسمكم تجد خفافيش تنعق من خلال قنوات الكذب والبهتان بأن (صمود) لا تمثل الشعب السودانى، مع أنها تمثل أكثر من ستين تجمعا كبيرا من مكونات مهنية، وأحزاب، ونقابات، ولجان ثورية وطنية تمثل غالبية الشعب السودانى، ولكن صوتها وصوتكم لايصل واضحا إلى العالم لغياب الإعلام الفعال.
الفكرة الثانية نابعة من موقف (صمود) الآن، إذ يجب تقوية هذه الجبهة المدنية التى يحترمها العالم أجمع، وهى لن تقوى وتتعاظم للوقوف صامدة فى وجه خفافيش الظلام، إلا بتأييد جماهيرى كاسح، والاقتراح موجه إلى أصحاب المواهب فى استخدام التكنولوجيا، لتصميم منصة ضخمة لتأييد (صمود)، على أن تكون متواصلة مع (صمود) من جهة ومفتوحة لأفراد الشعب من جهة، وبها عدد من المحررين، (لتنظيم) العمل بها، ونريد خلال أشهر أن نسجل 10 مليون صوت على الأقل لصمود قابلة للزيادة.
فهل تجد مقترحاتى هذه آذانا صاغية لإنقاذ وطننا وشعبنا من مصير مؤلم ينتظره، لو واصلنا التفرج على من يبيع ويشترى فينا، وفى وطننا المكلوم المغلوب على أمره؟
وعلى من له رأى إيجابى أو سلبى فى (صمود)، أن يتناسى ذلك الآن، حيث علينا أن نجد قناة فضائية تهدر فيها أصواتنا الحرة لتخيف خفافيش الظلام وتدفعهم دفعا إلى جحورهم، ومنصة نسجل فيها أصواتنا بالملايين، بأن (صمود) تمثلنا..! وبعد نجاحنا فى إنقاذ الوطن دعونا نتناقش ونختلف ونتفق على اختيار كيفية المسيرة الصحيحة لوطننا للمحافظة على مستقبل أجيالنا.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد
[email protected]
يا خسارة حرف الدال المتقدم اسمك فعلا القلم ما بزيل بلم الله يقلع ثمود وقوم ثمود يا مواهيم جاتكم البلاوي انتم من اشعلتم الحرب ووضعتو يدكم في يد الجنجويد يا عملاء السفارات وبائعي اوطانهم بلا ثمن .