مقالات وآراء

عندما تنام العقول

عثمان بابكر محجوب

خلال اعتداءات اخوان مصر على الاقباط وكنائسهم زمن حكم مرسي، اطلق البابا تواضروس الثاني جملته الشهيرة : “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن ” فهل يجرؤ مسلم سوداني واحد ان يقارن بين الوطن والمسجد ؟! حتى ولو مع تلك المساجد التي بناها لص العقارات علي كرتي وحزب المخلوع ، تلك المساجد التي بنيت بالمال المنهوب وهي وفقا للشرع مساجد ضرار ولا تجوز الصلاة فيها .

بالتأكيد لا يمكن ان نسمع ذلك اطلاقا ، لان الاسلام لا يعترف بوطن بل بأمة حدودها حيث يتواجد المختنونين من اتباع هذا الدين المعجزة ،هذه الامة التي سيفاخر بها الرسول الامم الاخرى يوم لا ينفع لا مال ولا بنون . واي فخر سيكون في أمة نموذجها الحقيقي ما فعله وما يفعله وما سيفعله اولائك المختونين الذين اختطفوا السلطة والارواح والممتلكات في السودان لاشباع ساديتهم المبررة بالنص وما فيه من كراهية للانسان والحيوان والشجر وحتى الحجر يدخل في لوائح احقادهم وما فخرهم بالختان سوى دجل لانه ليس من ابتكارهم بل اختلسوه من ديانة اليهود وكثيرة هي النصوص المختلسة ولاخفاء السرقة ابتكروا بابا للاسرائيليات لزر الرماد في العيون.

وهذه المقدمة لا تهدف الى حث عميان البصيرة على ترك دينهم فهذا أمر لا يعنينا بل القصد منها ما نراه من خفة في ردة فعلهم على تمزيق وطننا السودان على يد الحركة الاسلامية المجرمة فبالامس القريب سلخوا الجنوب عن الوطن الام وغدا دارفور وبعد غد الشرق ورغم ذلك مازال عميان البصيرة يشكلون الحاضنة لتلك الحركة الاسلامية المجرمة التي جعلت من اولادهم وقودا في حرب عنوانها الوحيد قتلهم وتشريدهم وهم لا يدرون . فعندما كان حميدتي مثلا يفتك بالناس من اجل البشير وعصابته كان من السودانيين الاقحاح وعندما انقلبوا عليه اصبح من عرب الشتات وعميان البصيرة يصدقون. وعندما كان حميدتي يدعم البرهان في وراثة حكم المخلوع وفي الانقلاب على الحكومة المدنية كان عراب جوبا للم شمل السودانيين وبعد ان انقلبوا عليه صار تشاديا وعميان البصيرة يصدقون .

وبالعودة الى الحديث عن محنتنا ، تعتبر الفاشر بيضة القبان في هذه الحرب فاذا سقطت الفاشر بيد الدعم السريع سقط بالتالي اتفاق جوبا ومعه تسقط حكومة الامل لتحول بعض وزرائها الى لاجئين بعد ان كانوا قادة لحركات تحرير السودان من أهله . واذا لم تسقط الفاشر فلا معنى لتشكيل حكومة السلام. وهذا لا يعني مطلقا ان كلمة وحدة السودان لم تشطب من قاموس جماعة حكومة الامل وحكومة السلام بل هي شطبت منذ بداية الحرب من اجل التنعم بالجاه والمال والسلطة ويبدو ان عودة السودان الى وحدته اصبح ضربا من المستحيل خصوصا وانه لا يمكن ادخال اي فريق من المتقاتلين الى صالون تجميل كما حصل في سوريا لدعمه على استرجاع وحدة البلاد فالطرف الاول من مخلفات البشير المخلوع الفار من العدالة الدولية والطرف الثاني من مخلفات المدفون الترابي عراب تمكن السرطان الاخونجي من جسد السودان .واكثر من نتوقعه هو ان يرشح المصباح أبو زيد البرهان لنيل جائزة نوبل للسلام وان يرشح كيكل حميدتي لنيل تلك الجائزة كما رشح نتنياهو ترامب لنيلها لاننا لم نعد في عصر سيادة التفاهة بل انتقلنا الى عصر سيادة الاجرام والمجرمين .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..