خطابات الكراهية من المستفيد؟!

صابر ارويش
“الكراهية هي الرغبة الدفينة في قتل الآخر”
• فرويد
” علينا ان نتعلم العيش معا كأخوة او نهلك جميعا كالحمقي”
•مارتن لوثر
لم يعد خافيا على احد ان وباء الكراهية والكراهية المضادة بات سيد الموقف داخل الفضاءالعام الذي نعيشه.
ساهم في تنامي هذه الظاهرة بعض الشخصيات والتيارات السامة التي تحض ليل نهار على هذه الكراهية والشحناء غير مكترثين بخطورتها وتداعياتها.
وذلك من خلال النشر والتبشير بالرداءة مستغلين جميع مواقع التواصل (الميديا) ومنصات آخري غير معلومة بالضرورة مكتفيين فقط بنتائجها الكارثية على الافراد، والمجتمع ، والدولة.
يشكل خطاب الكراهية وفقا للدراسات السوسيولوجية تهديدا للقيم الديمقراطية والإستقرار الإجتماعي والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، والكراهية عكس القبول والرضي والمحبة.
الكراهية اصطلاحا : هي عدم رغبة النفس في الشي او النفور عنه، بخلاف الرضى.
هكذا يمكن القول ان الكراهية حالة عاطفية انفعالية غير مبرره عقلانيا مسرفة في العداء والمغت تجاه الآخر ايآ كان هذا الآخر.
يتعذر الحديث عن ظاهرة الكراهية في السودان دون التطرق لأسبابها وجذورها التاريخية- وحسب نيكولاس- يقول ان لكل ظاهرة تفسير اجتماعي ضروري دوما وغير كاف دوما –
ولمواجهة هذا الخطاب يتطلب الأمر شجاعة ورغبة حقيقية للنقاش، ماهي الدوافع والأسباب كيف نستطيع مواجهة هذا الخطاب بحزم ؟!
كما انتهت إليها بعض الشعوب والمجتمعات التي قامت بوضع قوانين وتشريعات صارمة للحد من انتشارها.
لعلنا نطرح سؤالا أكثر أهمية. لماذا عجزت الحكومات في السودان بوضع تشريعات وقوانين صارمة للحد من هذا السلوك المدمر؟
من المستفيد من هذا الخطاب ؟
نستطيع ان نجهر بالقول ان للظاهرة طبيعة ذو بعد تاريخي بمعني انها ليست وليدة للحظة او المتغيرات السياسية.
بل ارتبطت بشكل وثيق بتجارة الرق والعبودية في زمان مضي إلا ان صداء هذه التجارة لازالت تخيم على بعض المجتمعات. كردود فعل غير معافاة ؛ و السودان واحدة من هذه المجتمعات.
وتلك ممارسة لم تنج منها الحضارات والثقافات عبر التاريخ.
وهذه الظاهرة تعد من مخلفات الإرث الماضوي البغيض وعهود تجارة سابقه عرفت بتجارة (الرق)
حيث كرس في الاذهان ان هناك فئة أو عرق اعلي شانآ من بقية الفئات والاعراق الآخري .(الآرية) مثلا.
هذه الطريقه في التصنيف عفي عليها الزمان بكونها قامت على اسس غير منطقية (التوهم) ولا يمكن ان تصدر من كائنات تمت لهذا العصر بصلة. وإن كانت هناك جماعات تمارس هذا التصنيف فقطعا ان مكانيزماتهم (طريقة تفكيرهم) تتردد في افق غير الذي نعيشه.!!
تسربت هذه اللعنة عبر الثقافة والتاريخ مرورا بالحقل السياسي، التربوي والتعليمي، ومن ثم الفضاء العام كسلوك جماعي.
من سمات هذا الضرب من العنف انه غير مدرك خصوصا لدي ضحاياه. بكونه يمارس بكثافة في شكله وتمظهراته اليومية ليتطور بعد ذلك لعنف مباشر نشهد تجلياته بشكل مادي ومباشر في الحرب.
والحروب (نتيجة ليست اسباب)
الحقب ومباركة الجميع:
بدلا من تصدي الحكومات المتعاقبة لهذه الخطابات الكارثة اصبحت الدولة جزء منها وبمباركة ماساوية من الجميع وتواطؤ الجميع.!!!
اسست لثقافة عدم تقبل الآخر وفقا لتراكم نوعي وكمي. لذلك نجد ان مفهوم الدولة وثقافة احترام القوانين غائبة في ذهن الافراد والجماعات لتحل بدلا عنها ثقافة القبيلة “النحن – والضد”
هذه التحديات والمشكلات تحتم على الدولة ان تعيد النظر نفسها اولا ومن ثم في القوانين والتشريعات الضرورية الصارمة واجراء اصلاحات جذرية شاملة تستهدف تحسن الواقع التعليم وتطوير المناهج التربوية المهترئه وتؤسس لمنع استحضار خطاب الكراهية ونبذ الآخر بكونه آخر.
…………..
نواصل…
بعد كل ما فعله الجنجويد بمواطني المناطق التي هاحموها تاتي لتبحث عن خطاب سوى خطاب الكراهية؟ بتبالغ ياخ يبدو انك شخص حالم او لم تعاني من مرارة قتل اخوانك واغتصاب اخواتك وسرقة شقى عمرك وتجويعك وارجاعك بلا ذنب لمربع الفقر وانت تتكفف الناس للوفاء باحتياجاتك الاساسية من اكل وشرب هل ستحب من فعل بك ذلك اما ماذا سيكون شعورك تجاهه؟!