مقالات وآراء

إعادة ضبط الاتفاقيات: لا يمكن تحقيق الاستقرار في السودان على أساس مكسور

جافين سركين (Gavin Serkin)

تم الترويج لاتفاقيات أبراهام باعتبارها إنجازًا تاريخيًا للسلام في الشرق الأوسط. لكن في السودان، أصبحت هذه الاتفاقيات منفصلة بشكل خطير عن الواقع. كان من المفترض أن يؤدي التطبيع مع إسرائيل إلى تعزيز الاستقرار والإصلاح، ولكنه بدلاً من ذلك، ارتبط بالصراع الداخلي والتدخل الأجنبي، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات التي تمزق البلاد.

يكمن الخلل الجوهري في أن نموذج التطبيع الحالي يتجاهل التعقيد السياسي في السودان. فهو يستبعد شرائح كبيرة من المجتمع – الحركات الإسلامية والشبكات القبلية وعناصر من النظام السابق – بناءً على افتراضات أيديولوجية وليس على أساس منطق استراتيجي.

لقد بني هذا النموذج على الاعتقاد بأن النخب العلمانية ستهيمن على السياسة السودانية، وأن القادة العسكريين مثل الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد الفعلي للبلاد، يمكنهم تحقيق السلام والشراكات. لكن النخب العلمانية انقسمت، وتحالف بعضها مع ميليشيات مثل قوات الدعم السريع، وتبخرت الشرعية واسعة النطاق.

لا يزال بعض صانعي السياسة يأملون في أن يكون تطبيع العلاقات مع سودان ضعيف أسهل. هذا المنطق ليس مضللاً فحسب، بل خطير. إن اتفاق التطبيع المبني على الإقصاء والتجزئة لن يحقق السلام، بل سيثير ردود فعل عنيفة، ويمكّن المتشددين، ويرسخ دور السودان كقناة للتطرف وتدفق الأسلحة والمنافسة الجيوسياسية بين الشرق والغرب.

هناك مسار آخر. مسار يبدأ بإعادة ضبط كاملة، ليس لمبدأ التطبيع، ولكن للعملية نفسها. يجب أن تكون الخطوة الأولى عملية سلام شاملة بقيادة سودانية. وبدلاً من استبعاد أصحاب المصلحة الرئيسيين، يجب أن تجمعهم هذه العملية معًا.

إن الشرعية في السودان تُكتسب بصعوبة وتُفقد بسهولة. إذا تم استخدام الاتفاقيات لاختيار الفائزين والخاسرين في الحرب الداخلية في السودان، فسوف تسرع من انهيار البلاد. ولكن إذا أعيد ضبطها وتأسيسها على الواقعية، فيمكن أن تساعد في بناء سلام شامل فريد يعكس تنوع السودان ويتردد صداه في جميع أنحاء إفريقيا.

هذه هي لحظة الحساب. لا يمكن لاتفاقيات أبراهام أن تنجح في السودان ما لم يتم فصلها عن منطق تغيير النظام والتدخل الأجنبي والجمود الأيديولوجي. يجب أن تصبح أدوات لبناء دولة شاملة، لا أدوات للإقصاء والسيطرة. بدون إعادة الضبط، لن تعمل الاتفاقيات على استقرار السودان، بل ستؤدي إلى تفاقم انهياره.

https://blogs.timesofisrael.com/reset-the-accords-sudan-cant-be-stabilised-on-a-broken-foundation/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..