مقالات وآراء

الولايات المتحدة السودانية The United States of Sudan

د. حامد برقو عبدالرحمن

(١)

في مايو ٢٠٠٦ أبان ذروة حملة الإبادة الجماعية التي شنها الرئيس المخلوع عمر البشير ضد إثنيات بعينها في أقليم دارفور مستعيناً بعربان شتات غربي افريقيا( الجنجويد)، الحملة التي و للأسف وجدت التأييد الذي تراوح بين المعلن و الضمني و غض الطرف من قبل المثقفين المنحدرين من الأقليم الشمالي ( ولايتي نهر النيل و الشمالية)؛ كتبت على المنبر العام بموقع سودانيز اون لاين موضوعاً عن حتمية فصل السودان عن الأقليم المذكور ؛ و أقتبس منه ما يلي:(جمهورية السودان الفدرالي؛؛

(مع عميق اعتذاري للخيريين من ابناء الشمال النيلي الذين سعوا مع اخوانهم من ابناء و بنات الهامش لجعل السودان بلدا يستوعب الجميع لكن بلا جدوى.

الواضح أن لا قاسم مشترك بين الهامش و ابناء الشمال النيلي.

رغم ان دمائنا رخيصة عندكم الا ان دمائكم غالية عندنا و محرمة علينا- لذا من الافضل ان نعيش نحن في دولتنا الفدرالية التي يتساوى فيها الناس- على ان نعاهدكم بحسن الجوار.

ما الفائدة من العيش وسط اناس لا يشاطرونك السراء و لا الضراء؟

حقنا للدماء ارجو ان تتفضلوا بمباركة قيام كيان فدرالي على حدود الاول من يناير 1956م بين جنوب السودان و دارفور و كردفان و النيل الازرق – الوسط و الشرق. ليس مهما اي اسم يختاره الشعب على دولته لكن المهم ان يكون اتحاداً فيدرالياً – و دولة مواطنة و مساواة.

لا نريد ان نسفك دماء الآخرين او تسفك دماؤنا.

لا نطلب منكم التعاطف معنا امام ما يرتكب بحقنا من قتل و حرق و تشريد.

و لا نلومكم على الغضب الذي يبدو عليكم عندما ترون المنظمات الانسانية التي تحمل الغذاء و الدواء لأهلنا المشردين في معسكرات النزوح و اللجوء .

ببساطة لا يوجد وجدان مشترك بيننا.

فإلي دولتنا الفدرالية و هنيئا لكم اقليمكم بشكله المتبقى.

وداعا لنظام الفصل العنصري)).

إنتهى الإقتباس..!!

(٢)

دارت عجلة الحياة لتنقلب مليشيا الجنجويد على حكم من صنعوها في ابريل ٢٠٢٣ لكن المفارقة أن معظم أبناء الأقليم الذين يشكلون أكثر من ٩٨٪ من ضباط الجيش و الامن و الشرطة غادروا البلاد الي الخليج العربي او مصر لينهض و ينتفض اهل دارفور و جبال النوبة و الجزيرة و و كردفان و النيل الابيض و النيل الازرق و الشرق للذود عن وحدة تراب الوطن و كرامة أهله. الأمر الذي منع انتشار الأوباش المتوحشين من الوصول إلى الأقليم الشمالي حتى تم دحرهم من العاصمة و مدن الجزيرة و النيلين -الابيض و الازرق لينحصروا ببعض مدن كردفان و أجزاء معتبرة من دارفور بغية كنسهم من تراب الوطن و للأبد بحول الله.

بصرف النظر عن التقديرات العسكرية الميدانية إلا أن الإهمال و التجاهل الذان صاحبا غزو الجزيرة من قبل الجنجويد و حجم الانتهاكات التي مورست بحق اهل الوسط يثير الكثير من التساؤلات من شاكلة هل ان كانت منطقة الجزيرة تقع في الأقليم الشمالي سمح للجنجويد كل تلك الفترة ليعيثوا فيها بالقتل و التدمير بذلك الحجم ؟

و المفارقة الاخرى؛ من ذلك الأقليم ينحدر كل من اللواء أحمد الطيب الذي باع الفرقة الأولى مشاة بمدني للجنجويد و العميد مأمون الذي فعل الامر نفسه باللواء الاول بالباقير ..!!

خارطة الولايات المتحدة السودانية ( المقترحة)
خارطة الولايات المتحدة السودانية ( المقترحة)

(٣)

مخطئ من يظن أن العنصريين عبدالرحمن عمسيب و حياة عبدالملك و غيرهما من الذين يقيمون بالخارج و ينفثون سموم الفرقة بين أبناء السودان يعملون بمعزل عن شعبة القبائل بجهاز الأمن الوطني و التي تعمل تحت الإشراف السري من قبل أحد النافذين من أبناء الأقليم و هو الفريق اول صلاح قوش.

إبتزاز بعض أبناء الأقليم الشمالي الذين يحكمون السودان بشكل حصري و مطلق منذ فجر ما يسمى بالاستقلال (إستغفالاً) حتى تاريخ يومنا هذا يقوم على خيارين ؛ أما أن ننفرد نحن أبناء الأقليم بالحكم و المواقع السيادية و المالية و الأمنية و الدبلوماسية و نترك لأبناء باقي الأقاليم فتات بعض الوظائف الخدمية أو أن ننفصل عن السودان لنكون جزءاً من الجارة الشمالية مصر .

و هل من بؤس أكبر من أن يفضل المرء العيش تحت رحمة بلد آخر على العيش كمواطن من الدرجة الأولى في بلده تحت سقف واحد من الندية و المساواة مع أبناء و بنات وطنه ؟؟

لا لشيء غير أن بعضهم يحمل ملامح نيجيرية بينما يحمل البعض الآخر ملامح إثيوبية أو حبشية، يتخذها عبّارة ليعبر بها البحر الأحمر بحثاً عن جينات مزعومة بين رفات ابي جهل بن هشام و أٌمية بن خلف و غيرهما من قتلى القريش يوم بدر، في الوقت الذي يعتز فيه الأحباش أنفسهم بأصولهم الكوشية.

(٤)

مرت على صرختي التي أطلقتها أكثر من ١٩ سنة لتأتي دعوة أخرى ، هذه المرة ليست من دارفور أو جبال النوبة أو الأقليم الشرقي ؛ انما من الجزيرة مطالبة بفصل الاقليم الشمالي عن باقي أقاليم البلاد بإعتباره أس البلاء و مبعث الفرقة و التشرذم و عدم الاستقرار.

و نادت بدولة تتساوى فيها جميع مكوناتها الإثنية و المناطقية تحت مسمى ( الولايات المتحدة السودانية). The United States of Sudan

اليوم و بعد مرور ما يقارب العقدين على دعوتي ؛ و في ظل معطيات معركة الكرامة لم أعد لأدعم موقفي السابق .

لأنني أراهن على تلاحم ( الجيش و المشتركة و فيلق البراءة و قوات درع السودان و المستنفرين ) لميلاد وطن متجدد تسوده المدنية و الحرية و العدالة و الديمقراطية ، وطن معافى من أمراض الجهوية و القبلية .

لذا من الأفضل أن يمتنع كفلاء عبدالرحمن عمسيب عن دعمه لتعميق شرخنا الاجتماعي. لأنهم هم الاخسرون أعمالاً.

كما أناشد أخوتنا في الجزيرة من أصحاب فكرة الولايات المتحدة السودانية بالكف عن المناداة بفصل الاقليم الشمالي.

هذا الوطن سيسعنا جميعاً و يفيض خيره للعالمين من حولنا .

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. لأنني أراهن على تلاحم ( الجيش و المشتركة و فيلق البراءة و قوات درع السودان و المستنفرين ) لميلاد وطن متجدد تسوده المدنية و الحرية و العدالة و الديمقراطية!!!!!!!!

    النشأة في مثلث حمدي و الأصل من الهامش أنجبت عقلا مرتبك ضعيف رغائبي و ما ذكر اعلاه كان الرهان

  2. انا اختلف مع كاتب المقال
    لماذا تغير رأيك

    بتر الأقليم الشمالي سيجعل من السودان دولة عظمى

    معا لفصل الأقليم الشمالي

  3. يا دكتور حامد
    الناس ديل ما خليت ليهم حاجة
    – ظالمين
    – انانيين
    – جبناء
    – عنصريين
    – خونة و بياعين اوطان
    – يفضلون مهانة المصريين
    – يتشبثون بأنساب الآخرين و ينكرون اصلهم

    طيب ياخي مش احسن ينفصلوا عشان نرتاح من سيرتهم ؟

    حلوة الخريطة

    يا زول
    انفصال بس

  4. (رغم ان دمائنا رخيصة عندكم الا ان دمائكم غالية عندنا و محرمة علينا- لذا من الافضل ان نعيش نحن في دولتنا الفدرالية التي يتساوى فيها الناس- على ان نعاهدكم بحسن الجوار.) ههههههههههههههههههههه فلنقاااااااااااااااااااااي في ءاخر مقال ليك قلت الشايقية وقعت دايرة تكسر رقبتها خوفا عليك لمن غلمت ان مكرووووووووووووه اصابك لمجرد مكروه اصابك اتعاطفت معاك وقبل 19 عام كان دمكم رخيص علي الشايقية دي نفسها الاتغير شنووووووووووووووووووو خلاك تمدح الناس ديل بالكذب وتطبل ليهم انها المصااااااااااااااااااالج تجمع بينكم لذلك تباااااااااااااا لك وتبااااااااااااااااا للحرب ونعم لسلاااااااااااام والحكم المدنيييييييي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..