مقالات وآراء

تجاوز!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
الزمن هو أغلى الهدايا التي تأتي بكل الأجوبة التي كانت تراوغ الأسئلة الحائرة!!

ولقاء مستشارالرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس بخليفةحفتر لاتلتقي الخطوات فيه من اجل طريق الاذدهار والتنمية الليبية وحسب، ليقف خط السير على علامة هنا ينتهي الطريق، ولكن الزيارة هي جزء من جهود امريكية يبذلها مسعد، استمرارا في رحلة حل الازمة السودانية، التي جعلتها أطراف الحرب تقف على مفترق طرق، ولأن حفتر كان رقما جديدا في المعادلة الحسابية لتمدد الدعم السريع على الأرض بسيطرتها على المثلث، الأمر الذي جعلها تقف تحت ضوء الشمس بعد أن اختفت بانسحابها من الخرطوم ، وفشلت في السيطرة الكاملة على الفاشر، ولكن عادت بالمثلث الي قاعدة الوجود السياسي والعسكري!!
فسياسيا تقول إنها اكثر جدية في إعلان حكومتها خلال أيام معدودات، ولأن ليبيا عبر حفتر أصبحت جزء من مربع الصراع في السودان لذلك قال بولس إننا نعتبرها شريكا محوريا في أمن المنطقة
فوجود الدعم السريع على الأرض لايمكن أن تتخطاه أمريكا، لأنه يساعدها في وضع اساس الحل فالبرهان الذي عزز فرص وجوده بتشكيل حكومة كامل ادريس “تحاكيه” الدعم السريع في محاولة إعادة نفوذها بإعلانها قُرب موعد تشكيل حكومتها ، لذلك فإن قسمة البلاد سياسيا عبر حكومتين قد لايكون مهددا خطرا لإطالة امد الحرب ، ليس لأنه “مشروع ميت” ولكن ربما يكون خطوة البداية في طريق نهاية العبث العسكري الذي يتبارى في بناء قصور السلطة من الرمال
فخطر التقسيم نفسه يمكن أن يعجل بالحل الدولي ، حتى لايتعقد المشهد بتشابك الخيوط في ايادٍ تسعى لحياكة وتفصيل واقع جديد، فالدعم السريع قد تعلن حكومتها اوتبقى في منطقة التلويح لأيام ، ولكن ورقة منبر واشنطن لن تتأثر بهذه الخطوات فإن كانت امريكا لاتعترف بالطرفين وتستبعدهما عن طاولة مقدمة الحل في المؤتمر، فماذا يضيرها ان كانت ثمة حكومة واحدة في السودان اوحكومتين!!
لهذا فإن سباق السلطة الذي تُهيأ مسارحه الآن ماهو الإحراك سياسي ، يعني ابراز الهوية السياسية لإثبات الوجود في المنابر الدولية ولايتعداه!!
والمساعي التي يقوم بها مسعد بولس هي عنوان الخط العريض لملخص الحل الامريكي، فهذه الجهود الإقليمة للمبعوث لأنها تستند على قرار وقناعة مسبقة للإدارة الأمريكية، لذلك فهمت الدول الحليفة الدرس وأخذت زاوية في البُعد عن الميدان بتصريحات تتحدث عن ضرورة الحل السلمي
فهذا ماجعل البرهان يدرك أن الإنفراد بالسلطة واسدال الستار على “مسرح الدم” هو ٱمر مستحيل لذلك قبول المؤسسة العسكرية بالحل الدولي القادم يترجمه ردها على احمد هارون الذي قال لـ”رويترز” ( أتوقع أن يظلّ الجيش في السياسة بعد الحرب، والإنتخابات قد توفّر طريقاً لعودة حزبنا والحركة الإسلامية إلى السلطة)!!
ولكن ممثل لقيادة الجيش قال لها ايضا ( قد يرغب بعض القادة الإسلاميين في استخدام الحرب للعودة إلى السلطة، لكننا نقول بشكل قاطع إن الجيش لن يسمح لأي حزب بالتدخل في قراراته)
مايعني أن رؤية التنظيم قد لاتعني رؤية الجيش في عملية التعاطي مع الحل الدولي في مستقبل قريب، وأن احمد هارون ادرك أن حزبه وصل الي طريق مسدود وفشل في تحقيق احلامه بالحرب وهو الفشل الثاني بعد محاولاتهم للعودة قبل الحرب عن طريق انقلاب 25 اكتوبر، فالرجل علق احلامه في الإنتخابات، وهو تجاوز صريح لمرحلة آنية كاملة منذ تاريخ الإنقلاب وحتى تاريخ تصريحه دون أن يقف على” خط إعتراف” بخمس سنين من العنف والدم والاحتراب ،
ولو أن الحل في الإنتخابات، كان على الحزب المحلول أن يختار ذلك منذ سقوطه بدلا من أن يدمر البلاد ويقتل الآلاف من المواطنين في حرب خاضها الكيزان بذراعيّهم في الجيش والدعم السريع ، حتى وجد التنظيم نفسه يخسر كل مايملك تحت إطار دبابة.
فتصريحات هارون هي تلويحات وداع تؤكد أن الحركة الإسلامية ستغادر المشهد برغبة اوبدونها!! فالرجل أعلن سقوط احلامهم السياسية المستقبلية، ولكنه في ذات الوقت أكد ان الحل الدولي أدنى من قاب قوسين، فمغادرة هارون ارض المعركة بالتصريحات وانتقاله الي منطقة التنافس السياسي عبر صناديق الاقتراع هو( إعلان هزيمة) سياسية تكشف عجز الحزب في الوصول الي اهدافه بالقوة
اما حديثه عن الجيش بأنه سيكون في السلطة فهي “تمريرة” خاطئة لأن الجيش سيكون جزءا من الحل، ولكن وجوده في السلطة لايحدده هارون لأن ذات الأمر الذي جعله يتحدث عن أن العودة للحكم لاتأتي إلا عبر الإنتخابات، هو الذي يبعد الجيش من السلطة
فما يسعى له مسعد بوليس دوليا مع حفتر وقادة غيره في الأقليم اكد هارون بتصريحاته أن نتائجه ، هي، حل لانصيب لهم فيه سوى التجاوز، لذلك ليس أمامهم سوى صياغة خطاب بالتصريح لأنصارهم أن القادم.. قادم !!.
طيف أخير :
#لا_للحرب
مجزرة “بريمة رشيد” التي نفذها الدعم السريع، هي حالة الإستفهام المباشرة، هل تأسيس ستأتي لبحث توفير سبل افضل لحياة المواطن في السودان أم لموته؟!

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..