مقالات وآراء

عمل خاص !!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :

تنتعل دروب النهاية..
لتؤكد أن المتاهة هي التي تصنع هذا الإرتباك. !!

ولم يكن إنسحابها من الميدان العسكري، حدثا عاديا او طبيعا لطالما أن دخولها الي أرض الحرب ، تم بخطة مقننة ، وتكتيك مسبق، ولم تحمل اسم كتائب الظل حتى يكون وجودها في الحرب محض صدفة، او هَبّةُ لنصرة القوات المسلحة ، كانت كتائب البراء عنصرا وفاعلا رئيسيا في حرب 15 ابريل، فنظام الإخوان واجهزته الأمنية هم الذين خططوا للحرب مثلما خططوا لفض الإعتصام، ودبروا الانقلاب، واجهضوا الإطاري.
والآن خرجوا ليتنصلوا عن المسئولية عن خراب وطن ودماره، وقتل شعبه وتشريدهم، في محاولة للقفز من المركب المثقوب ، الذي أغرقوا به الوطن، فبعد تصريحات رئيس المؤتمر احمد هارون أن عودة حزبهم ستكون فقط عبر الإنتخابات لم يمر عليه يوم حتى
أعلنت كتائب البراء نيتها الإنسحاب من الميدان العسكري
وقالت أمس : ( إنه وفي إطار المراجعة الاستراتيجية لمهامنا وأولوياتنا الوطنية، سنعلن قريبًا حصر دور قوة البراء بن مالك في العمل المدني فقط، التزامًا بمسؤوليتنا تجاه الوطن والمجتمع، وتجسيدًا لقيم البناء، والاستقرار، وخدمة المواطنين)!!
وبالرغم من أن البراء زادت على ذلك ( بأن انسحابها يأتي تعزيزًا لدور الشباب في التنمية، وترسيخًا لروح الانضباط والانتماء الوطني)
إلا أن تقريرا انفردت به سكاي نيوز في 22 يونيو الجاري، تضمن معلومات خطيرة، أشارت إلى أن كتيبة البراء الجناح المسلح للحركة الإسلامية نسقت مع الفريق البرهان قبل صدور قراره الخاص بإخراج جميع الحركات المسلحة من العاصمة خلال أسبوعين ، وأدخلت نحو 3 آلاف من عناصرها في مجموعات أمنية من المرجح أن تكلف بالعملية الأمنية في العاصمة مثل قوات العمل الخاص، والخلية الأمنية وجهاز الأمن!!
بعدها مباشرة نشرت رويترز عن مصادر عسكرية سودانية قالت ( إن المقاتلين المرتبطين بالنظام السابق سيخدمون في “قوات العمل الخاص)
إذن ماسبق يؤكد أن تنظيم الإخوان يرسم خطة جديدة في مسلسل حرب الخديعة وهو الإنسحاب من خشبة الأحداث الي غرفة الكواليس حتى يتمكن التنظيم من السيطرة الحقيقة على مفاصل الدولة خلف حكومة الكفاءات .
وهذا يؤكد أن حكومة كامل ادريس جاءت بقرار كيزاني يسبق الخطة الحالية
وإعلان البراء نية الإنسحاب من الميدان جاء بعد انسحابها الفعلي منذ اكثر من شهرين، الأمر الذي اثار حفيظة الحركات المسلحة لأن الإنسحاب جاء تزامنا مع اشتداد وطأة الحرب في اقليم دارفور
لكن قررت أمس إعلان ذلك الإنسحاب وفقا لخطة تنظيمية جديدة !!
وهو مايكشف الغطاء عن حيلة داخلية للتنظيم وهي أنه يريد أن يستأنف بهذه القوات العمل القاعدي في الأحياء بجلباب مدني
وهذا يؤكده سيطرة التنظيم على احياء عديدة في مدينة ود مدني وولاية الجزيرة وفي الخرطوم، حيث أعاد لجان الاحياء ولجان الأمن في الجامعات
ولهذا صدر قرار إعادة نقابات النظام البائد والإتحادات بإجراءات انقلابية وتحايل قانوني تعدت فيه السلطات على استقلالية العمل النقابي !!
وكل ذلك جاء بناء ًعلى قرارات اصدرها البرهان ممايعني أن خطة الإنسحاب” المغشوش” تأتي بموافقة البرهان نفسه
لذلك ربما تعِد الآن السلطة الإنقلابية الي قطيعة زائفة بينها وبين الكتائب وقياداتها الإسلامية
وذلك يأتي لثلاثة اسباب الأول : إن الحركة الإسلامية ترفض الإستسلام والخروج من المعادلة السياسية ولهذا ستقوم بعملية تجميلية و ” تغيير جلدها” لتحافظ على جسد التنظيم الذي بدأ الآن يختبيء خلف الواجهات المدنية والمجتمعية
ثانيا : السيطرة على مفاصل حكومة كامل ادريس والتحكم في قراراتها وادارة الدولة من الداخل لتتمكن من استمرارية فسادها ونهبها للمال العام، وبهذا تكون حكومة ادريس مجموعة من “الارجوزات” التي لاتتجاوز مهمتها التوقيع على القرارات والقيام بزيارات تفقدية
ثالثا : يقوم التنظيم بعملية أعداد نفسه مجددا في هذه الفترة التي يحكم فيها خلف ادريس ،
وفي ذات الوقت يرتب نفسه للانتخابات لذلك بدأ بالسيطرة على لجان الأحياء والنقابات.
وهذا يكشف عجزه التام عن ( ملاواة) المجتمع الدولي،واستسلامه لهزيمة العزلة
الدولية التي تسببت في فشله سياسيا، هذا بجانب ما ارتكبه من جرائم حرب وفساد حرمته من القبول داخليا
فمايقوم به من اعداد وخطة وانسحاب وماقالته البراء هو كذبة مضحة، تكشف أن التنظيم يعاني الآن ( حالة خنق) جعلته يعود الي مرحلة التأسيس الاولى عندما جاءت الإنقاذ في 89، وهذا يعني أنه يشكو من خسارة مركبة.
فهذه الأساليب التقليدية المكررة اصبحت مكشوفةللعالم
فخطة الحل المطروحة دوليا تضع في قائمة اهتمامها علاجا ناجعا للتخلص من “العمق الإخواني” في السودان الذي يقف خلف الواجهات العسكرية والمدنية ويبطل دائما خطوات الحل
فالغرب ومنذ تعيين كامل ادريس الذي جاء بقرار كيزاني أكد أنه يكشف اللعبة ، لذلك منح ادريس لقباً في اليوم الثاني لتعيينه ووصفه ب “الدمية” !!

طيف أخير :
#لا_للحرب
إعلان حكومة تأسيس في هذا التوقيت لايتجاوز عملية الكسب السياسي للجلوس على مقعد تفاوضي “مريح” ولكن ماترتكبه الدعم السريع يوميا على الأرض هو الذي يجعل حلمها السياسي في مهب الريح.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..