ندوة لمناقشة كتاب “الكتاب المفتوح” للمهندس عبد الجبار دوسة تناقش رؤى لحل الأزمة السودانية

القاهرة: الراكوبة
نظم المنتدى الثقافي للمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، بالتعاون مع منتدى دار نفرتيتي للنشر ومركز الفارابي، ندوة لمناقشة كتاب “الكتاب المفتوح وعلى المكشوف: الطريق إلى وقف الحرب في السودان وبناء دولة الحرية والسلام والعدالة” للمهندس عبد الجبار دوسة، كبير المفاوضين السابق لحركة تحرير السودان في مفاوضات أبوجا. عُقدت الندوة مساء السبت في مقر المنتدى الثقافي المصري، وشهدت حضورًا واسعًا من سياسيين وأكاديميين وفاعلين في المجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالشأن السوداني.
ويقدم الكتاب رؤية الكاتب لحل الأزمة السودانية الحالية ووقف الحرب، مع طرح مقترح للعودة إلى طاولة المفاوضات. وشارك الكاتب بملخص لرؤيته عبر شريط فيديو عُرض خلال الندوة.
رؤى متنوعة من المنصة
تحدث من المنصة نخبة من الشخصيات العامة، حيث افتتح النقاش الفريق أول إبراهيم سليمان حسن، وزير الدفاع الأسبق، مؤكدًا أن رؤية الكاتب تصلح للمفاكرة والتطوير. وانتقد سليمان إقحام الجيش في السياسة، مشيرًا إلى أن كل الانقلابات العسكرية كان وراءها سياسيون مدنيون. وأكد أن الجيش السوداني حاليًا يضطلع بدوره في حماية البلاد، مشددًا على أن الحل يكمن في تشكيل حكومة مدنية منتخبة تعكس إرادة الشعب وتحترم التعدد السياسي في السودان.
من جانبها، أشارت د. مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السابقة، إلى أن السودان يمر بمفترق طرق، حيث سادت القبلية في التوظيف بالوظيفة العامة على حساب معايير الكفاءة، مما أدى إلى مظالم جديدة. وأكدت على ضرورة وضع معايير مجردة للخدمة العامة تقوم على الكفاءة، وشددت على أهمية وقف الحرب والوصول إلى اتفاق لا يُقصي أحدًا.
وفي تعقيبه، أكد البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السابق، أن كل السودانيين متفقون على ضرورة وقف الحرب ومدنية الدولة، باستثناء الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني. واتهم تاور قيادة الجيش بالاختطاف من قبل حركة الإسلام السياسي التي تسعى للعودة للسلطة عبر بوابة الحرب، مشيرًا إلى أن قرارات الجيش غالبًا ما تأتي من خارج أسواره.
نقاش مفتوح ومداخلات من الحضور
شهد النقاش المفتوح مداخلات متنوعة، حيث أوضحت البروفيسورة هداية تاج الأصفياء أن الجيش الذي تحدث عنه الفريق سليمان لم يعد هو نفسه، إذ تحول في ظل الحركة الإسلامية إلى جيش الحركة الإسلامية. وشددت على أهمية المساءلة، متسائلة عن كيفية تحقيق الاتفاق السليم مع حركة ترفض الاعتذار عن جرائمها.
كما تحدث كل من:
البروفيسور موسى آدم عبد الجليل أستاذ الاجتماع، عن أهمية تعدد الهويات داخل الدولة.
د. عبد الحليم عيسى تيمان القيادي بحزب الأمة القومي، عن ضرورات وقف الحرب.
الملك يعقوب الملك ملك قريضة، عن تجربته الشخصية في هزيمة المؤتمر الوطني بالوسائل المدنية، مؤكدًا أن الإقصاء يؤدي إلى استمرار الحرب.
مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل الأسبق، الذي دعا المنتدى إلى توسيع نطاق النقاش ليشمل كافة قضايا السودان.
أدارت النقاش الإعلامية أسماء الحسيني، واختتم اللقاء بتوجيه الشكر للحضور من قبل الأستاذ بحر داؤود، المحامي، نيابة عن أسرة الكاتب.



