وهم الإبداع وكذبة العبقرية

عبد الله خليل
في كثير من الأحيان ننتظر الإلهام أو اللحظة المناسبة لنبدأ في الكتابة أو العمل الإبداعي، نعتقد أن الإبداع هو موهبة تأتي من السماء في كل الاوقاتوتبحث عنك،ولكن الحقيقة تختلف كثيرًا. هذه بعض تأملاتي الشخصية التي قد تساعد كل من يعلق في محطة الانتظار.اقرأ، تفكر، تكتشف. ذاتك وابدأ الآن.
كنت في شبابي أظن أن الاطلاع جريمة، وأن الاستفادة من فكر الآخرين نوع من الحرابة الفكرية. كنت أجهل أنني أجهل.
كنت أعتقد أن الكتابة لا تليق إلا بمن يخلق من العدم، دون أن ينهل من تجارب من سبقوه.
ظننت أن الإبداع وحيٌ ينزل، لا يُنال بالسعي ولا بالمراكمة.ثم أدركت متأخرًا أن المعارف والخيال نهرٌ لا ينضب، ولا يمنع أن تروي ظمأك من النبع الذي شرب منه غيرك، ما دمت لا تكدره، أو أن تستسقي، ولا تنظر حتى يصدر الكتاب.
أدركت أن كل فكرة، وإن ظننتها ولدت في رأسك، إنما هي امتداد لنهر طويل من الأفكار.بل أدركت متأخرًا أن الكتابة لا تأتي من تلقاء نفسها، بل أنت من يسعى إليها. تُؤتى ولا تأتي، وتُقصد ولا تقصدك. وطالما انتظرتها في محطة الوحي والإلهام، بينما كان عليّ أن أبدأ الرحلة، لا أن أظل في الانتظار.



