مقالات وآراء

لا تستغربوا إذا جاء السلام في السودان على يد مني أركو مناوي

حافظ يوسف حمودة

قد يبدو الأمر غريبًا للبعض ، لكنه احتمال واقعي لا يجب استبعاده ، أن يتحقق (السلام الممنوع) في السودان على يد مني أركو مناوي .

فالرجل ، بحكم اتصالاته الواسعة والمتنوعة مع مختلف القوى والجبهات ، يملك كمًّا كبيرًا من (الداتا) والمعلومات الخطيرة التي قد تمكّنه من إحداث مفاجآت ليس للسودانيين فقط ، بل للعالم أجمع وربما لأميركا ذاتها .

ما يميز مناوي هو قدرته الفطرية على تبسيط القضايا المعقدة ، دون لفٍّ أو دوران ، وهو أمر نابع من نشأته الصحراوية التي صقلت شخصيته . فهو صادق ، وواضح ، و( فاضح ) إن لزم الأمر ، ولا يتردد في كشف الحقائق متى ما تعلّق الأمر بمصلحة البلد .

في ظل التعقيدات السياسية التي تحيط بقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ، خصوصًا تلك التي نسجها الإسلاميون من حوله وأصبحت تقيده ، فإن مناوي يبدو أكثر تحررا وقدرةً على المناورة في وضح النهار ، وربما أقرب لتحقيق اختراق فعلي في ملف السلام ( المحرم بالاوهام ) .

مناوي هو الشخص الوحيد في السودان الذي يستطيع أن يتحدث عن السلام بالفم المليان دون أن يتهمه الإسلاميون بالكفر أو الخروج عن الملة . وضوح مناوي يتجلى في كونه كل شئ يضعه على (بلاطة) ، خالٍ من أي (شق أو طق) وبدون (كلام كتير) . والأهم من ذلك ، أنه يملك سلاحا غير تقليدي هو الاستعداد لكشف المستور أمام الملأ .

مناوي ، بخلاف كثير من السياسيين (المستهبلين) ، لا يُضيع وقته في التمثيل أو المناورات ، بل يحقق أهدافه ببساطة ودون عناء . إنه قادر على كسر حاجز ( العشق الممنوع ) في مشهد السودان السياسي الغريب والمحير ، بوضوح يستطيع أن يجبر الجميع ويورطهم على مواجهة الحقائق ويضعهم أمام النقطة الحرجة .

قد نجد أنفسنا ، ذات صباح ، أمام مشهد يتصدره مناوي وحده ، وقد أصبح محور التوافق الشعبي ، ومحط اهتمام ودهشة الرباعية ، والخماسية ، وحتى السداسية – بمن فيهم أميركا سيدة العالم والله المستعان .

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. اقعدوا استلموا منه قروش الدهب الكرته حقت نهر النيل
    ومكنوهو كما تم تمكين حميدتي الضكران
    وينتظر الخرطوم تعمر ويلم فيها يفرتقها
    زول كان محايد
    وحاليا اهله ومدينته تحت حصار من عرب دارفور
    خلي يفك الحصار ويعمر الفاشر فقط وليس السودان
    المطر من رشته وبعدين كلهم زي بعض جميعا حرامية وشغالين نهب في موارد السودان بالبندقية وقالوا المجد للبندقية
    الله في

  2. الفكرة راقت لي … مناوي هو رئيس السودان القادم إيه!!! عشان نكمل ام الدروشة. الدراويش يليق السودان بكم

  3. عندما تأسست حركة تحرير السودان على غرار الحركة الشعبية لتحرير السودان كان عبد الواحد يمثل الجانب السياسي فيها بخلفيته اليسارية وتجربته السياسية أما مناوي فكان يمثل فتوة الحركة وعنفوانها وثوريتها وبراءتها أيضا لكنه بعد مفاوضات أبوجا الأولي والإغراءات التي قدمها له الكيزان اكتشف الوجه الأخر للسياسة والتمرد وهي أنها قد تكون مدخل للجاه والثروة والنفوذ … تعلم مناوي أن يصبح “سمسار ثوري” وأصبحت البندقية وشعارت التهميش والعنصرية وسيطرة نخب الشمال على الدولة ليست أدوات لاستعادة الحقوق بل كروت مساومة وأدوات ضغط للحصول على مزيد من الغنائم وكانت غنيمته الكبرى اتفاقية جوبا التي ضمنت له حقوق أبدية ونصيب مؤمن في أي تقسيم مستقبلي للكعكة … مناوي الآن يشعر أن هنالك توافق تحت الطاولة على تقسيم ما تبقى من السودان وهو ما يخشاه وما جعله يتقلب ويقلق فلو ذهبت دارفور ذهبت اتفاقية جوبا … غنيمته الكبرى … وهذا ما يحركه الآن، ليس الرغبة في السلام بل الخوف من التقسيم … وسمسار السياسة يمكن دائما دفع ثمن مواقفه لكن لا يمكن الوثوق بها في أي لحظة … فهنالك دائما من يدفع أكثر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..