
ذكرتُ في الجزء السابق من هذه السلسلة أن أموراً غير مريحة بدأت تتكشف لصاحبنا بعد أول زيارة له إلى رواندا
فقد بدا واضحاً أن مشروع الشاحنات، الذي استثمر فيه مبلغاً كبيراً بالشراكة مع ج. م. “الكديس”. لم يكن كما صُوِرَ لصاحبنا، وحتى قريب صاحبنا الذي كان متحمساً جداً للمشروع إلى درجة حث صاحبنا على الاستعانة بإخوته لتكملة المبلغ، حتي هذا القريب بدأ هو الآخر يشكك صاحبنا في الأمر. بل مضى إلى أبعد من ذلك، حين تحدث عن ضرورة رفع دعوى ضد “الكديس” استناداً إلى العقد الموقع بينهما.
لكن عملياً، لم يكن ذلك ممكناً في تلك المرحلة، إذا أن هناك مشروع حاوية الصين التي تحمل صاحبنا كامل تكاليفها، في حين اقتصرت مساهمة “الكديس” وقريب صاحبنا على تغطية المصروفات المترتبة بعد وصول الحاوية إلى رواندا، مع دفع تكاليف إيجار المعرض مناصفة بين ثلاثتهم.
ولما كان ” الكديس” هو المدير الإداري لشركة دنين التي تجمع الثلاثة، وكانت الحاوية مسجلة في الأنظمة الرسمية برواندا باسمه وحده، وهو من فوض مُخلص البضاعة، فقد أصبحت يده هي العليا في التصرف، وصار أي تحرك قانوني ضده محفوفاً بالمخاطر وغير مضمون العواقب، لذلك كان رأي صاحبا أنه لا مناص من محاولة حلحلة أمر الحاوية على الأقل، قبل الدخول في أية إجراءات قانونية قد تعقد الأمور أكثر.
وفي هذه الجزئية، يبدو الخطأ المشترك بين صاحبنا وقريبه واضحاً، إذ تركا كل شيء بيد “الكديس”.
لكن مشكلة صاحبنا تحديداً أنه وثق منذ البداية في معلومات وخبرات قريبه في العمل التجاري، ولم يخطر بباله أن ما يعرفه قريبه عن “الكديس” قد يكون ناقصاً أو غير دقيق.
وتبع ذلك بعض المفاجآت المزعجة، وهو ما سنتعرف عليه في الجزء القادم من هذه السلسلة.