
يرفض خلطها بين إيمانها بالمعنى الحقيقي للحب، وبينها، ونزوعها الدائم شغف إلى عقل زوجها، لتغطية كل الإبهام ومهووس به، لأجل ذلك، منحت معاييرها للحيوانات، التي تنغلت بالعداء، وعاشت على الفرقة، سمة القسوة، والغدر، التي تسمعهما لماماً من أفواه الناس، حتى الزوج لإرادتها، إلا كل ثرواته الطائلة، وقصره المنيف، بما فيه من تحف منثورة، وصور منشورة، قاصراً عليها، ولكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد أدمن زوجها عشق سكرتيرته الباسقة، تحرره، الذي كان يهدأ ثائرته، عند غضبه من ضعفه، لقد خلعت عليها هذه السكرتيرة الفينانة، التي ولدت لأسرة خاملة، لقب زوجة ثانية، وجردتها من جميع أسلحتها.
العاطفة
لا تسمح لنفسها بعاطفتها، ولا تحدد موقعها، الصارم تعرف جلياً أن الموروث، ترفض بناء أي دليل معرفي لها، وفي الحق أن هذا الموروث، ينقص منها رذيل تلك العاطفة، على كفة فضائلها، وتأذن أن تظل صامتة، ذاهلة، مشرف في خبايا عاطفيتها المتأجة، مع “بعل” أختها الناضرالوسيم، التي منحته والمسجد جسداً،ا متيناً، وعقلاً. سليماً، وخلقاً قويما، إذ أذنت بجمع أشعارها الفياضة، ونظرت إليها إلا أصغرها، التي تمثله في الوضاءة والحسن، والجمال، فبلورت سعيها في أفق “اغراء” في ليلة الشاتية، تحملت شقيقتها وزوجها مؤونة دفعه، هي الآن بعيدة عن محيطها، بعد أن طرأ على جسمها الثالث وتبديل، لقد تركتها شقيق زوجها، طريدة والوجل، ولم تجني من “بديلها” الغرامي، غير فضيحة، وشيبة، والاخفاق.
التراتب الاجتماعي
إن التراتب الاجتماعي الموروث في بيئتها، يمنعها من الحظر، ذلك التراتب الذي تكفل النصوصه المشددة، سون مثل الأسرية، التي ترعى الزفاف الكبير ليوم الجمعة، وهي على ضوء هذا التراتب اللعين، عليها أن تنتظرها شهريا من الوقت، إذا لم يخذلها الصواب، حتى يحال حسن شقيقاتها “السبع” ليكمل نصف دينهن، وأسلوب سائغ سهل، فارغ من الاستطراد، نتطلع إلى أن تنفتح آفاقا رحبة للتحرر والانعتاق، إلا إذا بقي حياض الردى، هي الآن في بواكير عقدها الثالث، ولا يستطيع أن يفكرها، ودائرة وعيها، المتمحور حول نفسه، هضم هذا التراتب أو استساغته، لأجل ذلك سارت في رحلة التعسفان، تبطئ خطاها حيناً، تبطئ خطاها أحياناً، حتى دخلت كهفاً، ووجدت في منطقة هذا الكهف، فتاها الممشوق القوام تعاونا، فاختلفا إلى معترف في الاتصال، فاتزوج، وأقاما. في هذه المجموعة السكانية، المجدبة، ولأنها سريعة الألفة لكل جديد، فقد تاستست باللونا، التي اعترفت بها عائقاَ تكسر دونا، وان خرطت في الثقافات الطريفة، بعد أن تنكرت حقائق دهرها الغابر، مسيرة التي خلت من عيشة عذبة، ومسكناً جذاباً، أهدت فيها زوجها، صاحب القاتم، والشعر الفاحم، والوجه المستدير، طفلاً اطرد عوده، واستطال، حتى إذا بلغ دائرة التكليف، هرب مع أرملة. “متصابية”، وتركهما لموردهم الناضب، ووزهم الواسع الكبير.
صراع
ظل النقاش موضوعيا بين الأخ وشقيقه، ويضم الأخ الأكبر إيكيل الأسباب لشقيقه، ويوبخه على سوء صنيعه، ويصفه بالآثرة، والأنانية، وحيثما يتضمن بن عمهما لطي الخلافين، وفض تنافس، كان الأكبر، يستعصم بالرفض، ويرى أن المبدعة، والوفاق، لا تتفق مع كرامته، وإباء نفسه، لقد بذل بن عمهما، والذي وجد سفينته تمخر في بحر تلاطمت أمواجه، وزخرت أثباجه، مجهودات مضنية، حتى يحيلهما إلى مرحلة التصافي، والاكتشاف الكبير، وبعد أن تداعى الشغل، واشاعت في الحنايا السكينة، سألهما قريبهما عن كهنايا السكينة، فشار الشقيق الأكبر بسبابته وأخيه قائلًا: هذا الوغد الجمعة شغفي، ببنت جارنا “الفاتنة العبوب”، وحرصي على التقرب والتزلف معها، حتى أتمكن من إرادتي، واستدرجها إلى مخدعي، اختلى. بها هذا السافل، وات محرما علي مواقعها!! هذا حقا هو الشقاق الذي رجاه الشيطان.
الخيانة
تلك هي الحقيقة لا تنسى أنها فوات الأون، فحياته التي امتزجت بالسياسة في كل ضروبها، سمت الكرب، والذلة، والهوان، لقد ردحاًآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه” الإنسانية، وعللها، الأسم الذي تعبث به البالفوس الضحلة، الصغيرة، وتجعلها تتقدم على الظلم، والاعتساف، تلك الفئات، التي حصرت اجتهادها، في التاريخ، وامكانات، منظومتها الأمنية، النخبه السمان، التي تقتنع بها حكمها الطبية، إلى أن تنتهي آخر الأمر، بما يسمى الموت، وبعد أن تتحرر هي من عناء الحياة، يتقلد في سياق الطموح، طاغية مثلها أعنة الحكم، فيصاوله هو، ويناصبه العداء، ويتكرر العداء، ويتواتر العقاب، بيد أن هذا البائس، الذي لم ينبثق لديه “وعي” ضد عقيدته السياسية، عقيدته التي حشدت بعواصف الافتراء الكاذب، لم تمنع أن تنزعها النضالية تلك، كانت توري قدحها، ملاك “الحانيه”، حتى تزجه في السجن، وتختلي بصديقه، وزميله، في الأهواء والميول، نعم فعلا ماركسية مأفونة عجفاء.
المسحوق الأبيض
هناك يقين رابض في دواخلها، أن المبادرة مملة، ومشحونة بالتكرار، رغم أنها أمست شخصية قوية ومستقلة، هي وحيدة لا شك في ذلك، لا تجد من يرّوح عن نفسها، ما يسورها من الكروب والأحزان، لقد تحملت ثلاثيا مشااق كدر عن العلاقات الحميمية، التي كانت تعرفها بقرابتها، واضح وشائج منزوعة من خبرها السابق، فهي لقيطة، هذه هي الحقيقة، التي تجعلها ذاهلة لضرورة، متشبثة بعلبة الكوكايين، التي تأخذ منها إذن وافية من حين إلى حين، أخبروها بها في قصوة، وفي غلظة، دون أن يخشوا عليها من العوقب، حتى يحتاج جموع من كانت تظن أنها تسمى أهلها إلى منزل “الحاجة زينب” المشبلة العطوف، التي كانت تعتقد أنها أمها، ويضعوا أياديهم الشرهة على مملاتها، والمخدرات التي لا تترك لها قيماً إلا أفسدتها، ولا نفساً إلا أهلكتها، كانت تستبقيها. ثريا الضاوية الهزيلة، وتتمسك بها، الواضحة هي الأنيس الذي يعينها في أعماق الحياة، فروتين رئيس الإدارة الابتكارية في وزارة المالية، هو ما يبعث في نفسها هذا الحزن والانقباض، لأنه يخلو من الصخب والضجيج، فحياتها الخاصة، التي تنفق فيها مالها في غير موضعه، لم تنضج أنها لاهية عابثة، فمخدعها الذي عرف فيه العالم العالمي، لم يختصره ولج رجل، الحق في رؤيتها واضحتين، لم يلمسها أن ابتدرتهم صاعدة، متفحصة، في وجوه الرجال، فهي تمقت الرجال كما لا تمقت آخر شيء، لأن الرجال هم مصدرها معاناتها، هي تنفق بياضها وهي هادئة، ساكنة، تطالع الوارق والملفات، التي تتكدس في مكتبها أنيق، أو مرتاعة، متولهة، من حجم الأرقام التي تحتاج إلى وزارتها توقف أعبائها، أما أول ليلها، فهي تقضيه في سباق الدورية، وفي جوف ليلها البهيم، يتردد رتم الموسيقى الحزينة، التي تحفزها أن تتهافت على هذا العناء، وتتردى في هذه المهالك، إذن حقًا لا يوجد ما يجلو عن قلبها، أصداء الإنجازات الرتيبة، غير هذه البودرة البيضاء، التي لم تكن تتعاطاها بشكل قليل أو ظلي، لقد كانت ثريا تأخذ بأحكام بعض الأحكام، فتعاكفة على علبتها الفضية المترعة بهذه الهدية، علبتها التي لا تملك قوة أن تحسنها الزهد وتتقشف، فقد أثرت النظرة بالفعل على مجتمعها وأشباحها، هي التي تجعلها تتقدم على شوط جديد، وتمعن في إدمان هذه الإدمان لها، وتنقاد لها، دون وبصيرة، حتى تاريخ دخولها أن دخلت عليها خادمة المتراسف البنية، شبه غائبة عن الوعي، فأدهشها بجرأته المثيرة، وفجوره المروع اللطيف، وقسوته التي باتت تنجذب إلى المرضي والخضوع، لقد تشجعت ثريا، وأدارت ظهرها لبرازها الأبيض، و تعرقت متسقة جنساً، لم تعد ثريا تكره معشر الرجال.