
١
كتب د. عبد المنعم مختار في موقع سودانايل مقالا من ثلاث حلقات بعنوان: الأجندة المتطرفة والخطاب العدائي للحزب الشيوعي أثناء فترات الانتقال الديمقراطي: ماذا يريد الحزب الشيوعي في السودان؟، يحمل فيه الحزب الشيوعي مسؤولية فشل الفترات الانتقالية السابقة، بسبب
أجندته التي اتسمت بالتطرف، وطرح التغيير الجذري، وخطابه بالعدائية. هذه الديناميات تعكس الصراعات التي عاشها الحزب مع القوى السياسية الأخرى. والفترات الانتقالية كما هو معروف هي التي شهدتها البلاد، من فبراير 1954 إلى نوفمبر 1958، ومن اكتوبر 1964 إلى مايو 1969، ومن أبريل 1985 إلى يونيو 1989، وأخيرًا من أبريل 2019 إلى أكتوبر 2021، لم تكن سوى فترات انتقال متعثرة نحو ديمقراطية لم تترسخ بعد في السودان (راجع سودانايل بتاريخ : ٥أغسطس ٢٠٢٥).
احتوى المقال على معلومات وإحصاءات غير دقيقة مثل : حول عضوية الحزب في عام 1986، كان الحزب يضم حوالي 25,000 عضو. ومع مرور الزمن، وتحديدًا بحلول عام 2021، انخفض العدد إلى حوالي 5,000 عضو فقط،(فمن اين له هذه المعلومات المغلوطة التي بني عليها أحكاما) . كما أشار لمعلومة غير صحيحة حين قال : “في فترة السبعينات والثمانينات، حصل الحزب على دعم مالي يتراوح بين 3-5 ملايين دولار سنويًا من دول اشتراكية. ومع انهيار الأنظمة الاشتراكية في أواخر الثمانينات، تراجع هذا الدعم بشكل كبير، مما أثر على قدرة الحزب” . علما بأن مصدر تمويل الحزب الأساسي اشتراكات الأعضاء، تبرعات جماهيره، كما هو موضح في دستور.
استنادا إلى افتراض خاطئ حول تحميل الحزب الشيوعي مسؤولية فشل الفترات الانتقالية السابقة، مع معلومات وإحصاءات غير دقيقة قدم الكاتب توصيات لإصلاح حال الحزب الشيوعي السوداني. فهل صحيح ان الحزب الشيوعي يتحمل مسؤولية فشل الفترات الانتقالية السابقة؟.
٢
معلوم بعد الاستقلال كانت جماهير شعبنا تتطلع لاستكماله بالاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي، وترسيخ الديمقراطية والتعددية السياسية ومعالجة مشاكل الديمقراطية بالمزيد من الديمقراطية لا الانقلاب عليها ، وإنجاز التنمية المتوازنة في كل أنحاء البلاد، بإنجاز الدستور الدائم، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أو اللون أو العقيدة أو الفكر السياسي أوالفلسفي، لكن ذلك لم يتم وحدث اول انقلاب عسكري للفريق عبود في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨، مما أدي لدخول البلاد في حلقة جهنمية من انقلابات عسكرية وأنظمة ديكتاتورية شمولية أخذت ٥٩ عاما من عمر الاستقلال البالغ ٦٩ عاما، وأسهمت تلك الأنظمة العسكرية في تكريس قهر الجنوب وانفصاله، اضافة للمناطق المهمشة، والتنمية غير المتوازنة ومصادرة الديمقراطية والحقوق الأساسية، وتكريس التنمية الرأسمالية والفوارق الطبقية والتبعية للدول الغربية حتى بلغت ديون السودان حاليا أكثر من 60 مليار دولار، مما يتطلب الاستفادة من تجارب فشل الديمقراطية الأولي والديمقراطية الثانية والثالثة التي تناولناها بالتفصيل في الدراسات السابقة بنجاح الفترة الانتقالية الحالية التي نشأت بعد ثورة ديسمبر 2018 ، في ترسيخ السلام والحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور الأزمة، ولا يعيد إنتاج المظالم والقهر والحرب، والديمقراطية المستدامة والتنمية المتوازنة، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وقيام علاقات خارجية متوازنة تكرّس السيادة الوطنية، فما هي أهم ملامح تجارب الفترات الانتقالية التي تم اجهاضها؟
٣
تجربة الفترة الانتقالية بعد ثورة أكتوبر 1964م
بعد ثورة أكتوبر، ونجاح الاضراب السياسي والعصيان المدني الذي قادته جبهة الهيئات، تمّ تكوين الحكومة الانتقالية الأولي بعد مفاوضات بدأت في البداية بين جبهة الأحزاب وقيادات من القوات المسلحة ، وفي وقت لاحق انضم اليها مندوبو جبهة الهيئات، وحزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي.
كان برنامج الفترة الانتقالية للحكومة الجديدة :
– حل مشكلة الجنوب ووقف الحرب الأهلية، ومكافحة الفساد.
– حل مشاكل الجماهير المعيشية والاقتصادية
– اعداد قانون انتخابات لانتخاب جمعية تأسيسية في نهاية الفترة الانتقالية لاعداد دستور دائم للبلاد.
لكن تم الفشل في انجاز مهام الفترة الانتقالية بسبب الضغوط من حزب الأمة والأحزاب التقليدية علي حكومة سر الختم الخليفة ، لدرجة تسيير المواكب من المليشيات المسلحة ضدها لاسقاط الحكومة، واشتدت ضغوط حزب الأمة علي سرالختم الخليفة رئيس الوزراء ، فاضطر لتقديم استقالة حكومته في 28 ديسمبر1965، بعد أن اشتدت الضغوط عليه.
بعد استقالة سرالختم الخليفة ، تمّ تشكيل حكومة جديدة في 24 فبراير 1965 ، كان نصيب كل من حزب الأمة والوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي وكتلة الجنوبيين بثلاثة وزراء ، وتمثيل كل من الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين بوزير واحد، بالتالي اصبح للأحزاب التقليدية الأغلبية فيها ، وتمّ الاسراع في الانتخابات المبكرة التي تقرر عقدها في يونيو 1965.
حتى الانتخابات المبكرة لم يتم الصبر عليها ، وتم حل الحزب الشيوهي الذي قاز فيها ب 11 نائبا ، وطرد نوابه من البرلمان ، مما قاد للازمة الدستورية وتقويض الديمقراطية ، والي انقلاب 25 مايو 1969.
٤
الفترة الانتقالية بعد انتفاضة مارس – ابريل 1985
بعد انتفاضة مارس – ابريل ونجاح الاضراب السياسي العام الذي قاده التجمع الوطني لانقاذ الوطن،جاء ميثاق التجمع الوطني الذي النقاط التالية:
– فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات، مهامها تنظيم العمل السياسي بموجب دستور 1956 المعدل 1964.
– كفالة الحقوق والحريات الأساسية.
– الحل السلمي الديمقراطي لقضية الجنوب في اطار الحكم الذاتي الموحد.
– التحرر من التبعية الاقتصادية والاصلاح الاقتصادي بخلق بنية اقتصادية تحقق العدل والكفاءة، ومواجهة المجاعة وشح المواد التموينية والغلاء، السيادة الوطنية والتحرر من التبعية للقوى الخارجية.
– قيام علاقات خارجية متوازنة.
– تصفية أثار مايو وقوانيتها القمعية، والطبقة الطفيلية المايوية.
– اصلاح الخدمة العامة، وتصفية المؤسسات المايوية الخربة، تأكيد مبدأ الحكم الامركزي.
– حكم البلاد بعد الفترة الانتقالية بواسطة دستور يقره برلمان منتخب ديمقراطيا .
لكن انقلاب الفريق سوار الذهب قطع الطريق أمام الانتفاضة ،مما أدي لتخوف التجمع من هيمنة الحكم العسكري ، فبادر بتقليص الفترة الانتقالية من ثلاث سنوات الي سنة واحدة، بعد ها يتم تسليم السلطة في انتخابات لممثلي الشعب وتمت انتخابات 1986 المعروفة ، ولم تصير الجبهة الإسلامية علي الديمقراطية ، وكان انقلاب 30 يونيو 1989 .
٥
الفترة الانتقالية بعد اتفاقية نيفاشا
جاءت مهام الفترة الانتقالية بعد اتفاقية نيفاشا في الاتي:
– تغليب خيار الوحدة علي أساس العدالة ورد مظالم شعب جنوب السودان، وتخطيط وتنفيذ الاتفاقية بجعل وحدة السودان خيارا جاذبا وبصفة خاصة لشعب جنوب السودان، وكفلت الاتفاقية حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان عن طريق استفتاء لتحديد وضعهم مستقبلا (بروتكول مشاكوس).
– كما جاء في بروتكول مشاكوس، هو التحول الديمقراطي وقيام نظام ديمقراطي يأخذ في الحسبان التنوع الثقافي والعرقي والديني والجنسي واللغة والمساواة بين الجنسين لدي شعب جنوب السودان، وكفلت الاتفاقية الحقوق والحريات الأساسية، وأكدت علي أن يكون جهاز الأمن القومي جهازا مهنيا ويكون التفويض المخول له هو تقديم النصح والتركيز علي جمع المعلومات وتحليلها (المادة:2-7 -2-4)، وتم تضمين ذلك في وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لسنة 2005م، علي أن يتوج ذلك بانتخابات حرة نزيهة تحت اشراف مفوضية للانتخابات مستقلة ومحايدة(المادة:2-1-1-1)، واستفتاء علي تقرير المصير في نهاية الفترة الانتقالية يدعم ويعزز خيار الوحدة.
ا- كما جاء في بروتكول مشاكوس: ايجاد حل شامل يعالج التدهور الاقتصادي والاجتماعي في السودان، ويستبدل الحرب ليس بمجرد السلام، بل أيضا بالعدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحترم الحقوق الانسانية والسياسية الأساسية لجميع الشعب السوداني.
كانت تلك الأضلاع الثلاثة الحد الأدني الذي بنت عليه جماهير الشعب السوداني الآمال العراض و تأييدها للاتفاقية التي اوقفت نزيف الحرب، رغم عيوب الاتفاقية التي لا تخطئها العين، التي كانت ثنائية ،وتم استبعاد ممثلي القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الأخري، ولا سيما أن الاتفاقية تناولت قضية أساسية تتعلق بمصير السودان ووحدته فلا يمكن ان تترك لشريكين، فالمؤتمر الوطني لايمثل الشمال ولا الحركة الشعبية تمثل الجنوب، وكانت الحصيلة شراكة متشاكسة كّرست الشمولية والديكتاتورية.
اضافة للثغرات الأخري في الاتفاقية مثل تقسيم البلاد علي أساس ديني، واقتسام السلطة الذي كرّس الصراع بين الشريكين وهيمنة المؤتمر الوطني في الحكومة المركزية والمجلس الوطني من خلال الأغلبية الميكانيكية والتي افرغ بها المؤتمر الاتفاقية من مضمونها وتم إعادة إنتاج الشمولية والديكتاتورية، اضافة لوجود نظامين مصرفيين والذي اكدت التجربة العملية فشله، اضافة للخلل في توزيع عائدات النفط بين الشمال والجنوب والتي لم تذهب الي التنمية وخدمات التعليم والصحة والزراعة والصناعة والبنيات الأساسية.الخ.
لكن، كما هو معروف لم يتم تنفيذ الاتفاقية بالشكل المطلوب، وكانت النتيجة انفصال الجنوب.
٦
تجربة الفترة الانتقالية بعد ثورة ديسمبر 2018
تناولنا هذه الفترة بتفصيل في دراسات ومقالات سابقة التي كانت أهم معالمها قطع انقلاب اللجنة الأمنية الطريق أمام الثورة ، ومجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة والولايات لتصفية الثورة ، إضافة لتراجع قوى الحرية والتغيير عن ميثاق إعلان الحرية والتغيير الذي وقع في يناير 2018 الذي ركز على قيام الحكم المدني الديمقراطي ، بالتوقيع على الوثيقة الدستورية التي كرّست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا ، وحتى الوثيقة الدستورية تم الانقلاب عليها بالتوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب ،والهادف لتصفية الثورة ، وانقلاب 25 أكتوبر ، بعد ذلك تم الانقلاب على الاتفاق الإطاري بعد صراع العسكر والجنجويد على فترة دمج الجنجويد في الجيش ، مما أدى لانفجار الحرب الراهنة التي قضت على الأخضر واليابس.
مما يتطلب وقف الحرب واستعادة مسار الثورة ، واستلهام الدروس السابقة والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية وتنفيذ المواثيق التي يتم الاتفاق عليها ، وهذا ما نعنيه بالتغيير الجذري الذي يبدأ بقيام نظام ديمقراطي مستدام، وتنمية متوازنة، وسلام عادل وشامل، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وضمان السيادة الوطنية، وحماية ثروات البلاد.
تلك في تقديري اسباب فشل الفترات الانتقالية التي يجب التركيز عليها بدلا من المعلومات والإحصاءات غير الصحيحة، وتحميل الحزب الشيوعي مسؤولية فشل الفترات الانتقالية.
هذا ما لا يعرفه كثيرون.
بعد ثورة أكتوبر، لم يتردد الحزب الشيوعي في السعي للهيمنة على الفترة الانتقالية عبر واجهة “جبهة الهيئات”، وحاول إغراقها حتى بنقابات هامشية كالغسالين والمكوجية، في محاولة مكشوفة للتمكين السياسي.
ثم جاءت مغامرة مايو الانقلابية، تلتها ما سُمي زورًا بـ”الثورة التصحيحية”، فخسر الحزب معظم قياداته، وعاقبته الجماهير بإسقاطه في جميع الدوائر الجغرافية باستثناء دائرتين في الخرطوم، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لنادي الأحزاب الصفرية.
وبعد انقلاب الجبهة الإسلامية في يونيو 1989، لم يجد الحزب حرجًا في الجلوس في برلمان نيفاشا إلى جانب رموز النظام مثل ربيع عبدالعاطي، وصلاح قوش، ونافع، وعلي عثمان، يتبادلون المخصصات والضحكات، ويدخرون شعارات “شراكة الدم” و”الهبوط الناعم” كأوراق ضغط للابتزاز السياسي ضد شركائهم في المعارضة.
ثم أتت ثورة ديسمبر المجيدة، فظهر الحزب أكثر تيهًا بعد فقدانه لعقله السياسي الأستاذ محمد إبراهيم نقد. وجاءت قيادة باهتة، ضعيفة، أجشة الصوت، عديمة الكاريزما، فصعدت أسماء مثل كمال كرار، وامال الزين، وهنادي الفضل لتزيد من جراح الحزب المترنح، وتُغرقه في وحل الشعارات الفارغة.
لقد افتقدنا الشيوعي الصادق، الأمين، النزيه، الذي نختلف معه باحترام. واليوم، لم يعد الحزب الشيوعي سوى ظل باهت لحزب كان… وانتهى به الحال إلى شراكة دم خجولة في عطبرة.
ههههههههه بالغت يانادر بلت لي غسالين ومكوجية
ياخي مالك قاعد لي عمك ده في حلقو خلي يتفسح ويسوق شوية بالخلا
لكن والله السوشال ميديا دي ورطة كبيرة مافيها مجال للكذب كلو كلو ولا الكلام الكبار تجيك واحدة ذي رشا عوض بالسهل الممتنع توضح ليك الحاجات دوغري بدون لف ودوران او كوجين شيوهيين وهميين
كركدي وما عرفت لي
جياشة والجيش نقلوهو فتاشة
حكومة والناس مظلومة
واخيرا :
جذرية والطاقة شمشية
وهكذا
هكذا وببساطة تحسد عليها نسفت الاستاذة رشا عوض مداد الالف الكلمات التي لاتسمن من حوع
هههههههع
الحاجات الإتعملت في ثورة ديمسبر المجيدة من مجلس سيادي مدني عسكري وويثقة دستورية ، كانت اقصي ما يسمح به توازن القوي… ما شراكة دم ولا هبوط ناعم
في إنتفاضة ابريل أحتل العسكر مجلس السيادة بكامله ولا مدني واحد
ومع ذلك قبل به الشيوعيين وقالوا الكلام الفوق دا: هذا أقصي من يسمح به توازن القوي… ممكن تسأل الأتغير شنو وبقول ليك زمن الإنتفاضة قائد الحزب كان مفكر نجيض إسمه نقد
وهسع في كمية هبنقات علي راسهم الخطيب … وهو أخ الخطيب المشي يعمل شراكة دم مع حكومة الكيزان في عطبرة