المشروع الوطني السوداني بين رغائبية «دولة البحر والنهر» وأشواق «ثورة ديسمبر عائدة راجحة» (3من10)
المقال الثالث: قسمة الموارد وفرصة ثورة ديسمبر الضائعة

بروفيسور إبراهيم أحمد البدوي
تحدثنا في المقال الثاني عن أن ما يجرى في بلادنا منذ نشوب هذه الحرب الكارثية هو مشروع استباحة شاملة لكل موارد البلاد – ظاهرها من ثروة حيوانية ونباتية وحتى رمال الصحراء وكذلك باطنها من ذهب ونفط وغيرهما من المعادن – وأن هذه الصفقة المليشياوية المدمرة هي وليد شرعي وضرورة حتمية لتمويل مشروع الفتنة الحربية وستظل سائدةً طالما استمرت هذه الحرب. بالمقابل سنستعرض في هذا المقال والذي يليه مشروع حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية لاقتسام الموارد والرؤية التي يستهدى بها هذا المشروع الوطني الباذخ، استناداً إلى ورقة سياسات أعددناها في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي للمجلس الأعلى للسلام في إطار مفاوضات جوبا بين السلطة الانتقالية وحركات “الكفاح المسلح” (بحسب توصيف ذلك الزمان). لقد أُعدت هذه الورقة الموسومة” استراتيجية مكافحة الفقر من منظور بناء السلام وأهداف التنمية المستدامة في السودان: 2020-2030″ من قِبل “وحدة البحوث والسياسات” بالوزارة.
كوزير للمالية والتخطيط الاقتصادي، أنشأت هذه الوحدة لدعم صناعة السياسات بالوزارة بالأبحاث العلمية الرصينة وقد عمل فيها كوكبة من شباب الثورة، أذكر منهم أحمد المجتبى محجوب والزاكي الحلو الأساتذة بكلية الاقتصاد، جامعة الخرطوم. وقد كانت هذه الوحدة بإشراف أستاذهم الراحل المقيم الدكتور كباشي مدنى سليمان، والذى لقى ربه راضياّ مرضياّ، شهيداً بإذن الله تعالى في نوفمبر 2024 وهو محتبساً في منزله في إحدى أحياء العاصمة التي شهدت أشرس المعارك في هذه الحرب المأساوية. لقد كان أستاذنا الراحل بروفيسور على عبد القادر، عليه الرحمة والرضوان، يعتبر دكتور كباشي أحد أعظم الاقتصاديين السودانيين على الإطلاق وهذه شهادة لا تدانيها شهادة من مفكر اقتصادي بقامة بروفيسور على عبد القادر. وأنا أيضاً أتفق معه تماماً، حيث كتبت في رثاء المرحوم كباشى، “ألا رحم الله الأخ الحبيب دكتور كباشي مدنى سليمان، الإنسان الخلوق المتواضع، العالم الزاهد في هذه الدنيا الراغب في طلب العلم والتعلم والذي كان بحراً زاخراً في علم الاقتصاد أفاد به طلابه بجامعة الخرطوم وشركاء بحوثه المتعددة في السودان وشبكات البحوث الأفريقية والعربية وغيرها من مراكز ومنابر أبحاث التنمية والسياسات. لقد تشرفت بالعمل مع دكتور كباشي في عدة أوراق اكاديمية وتقارير وأوراق سياسات وقد ساهم الفقيد في دعم وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي حيث أشرف على وحدة البحوث والسياسات أثناء تولىّ الوزارة في أول حكومة انتقالية بعد ثورة ديسمبر المجيدة.”
لقد أعد الورقة الآنفة الذكر الأستاذ أحمد المجتبى والذى أيضاً أعد ورقة أخرى هامة عن خطة إصلاح تسعير المحروقات، بينما ساهم الأستاذان الزاكي الحلو وأحمد المجتبى في إعداد بيانات وأدبيات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتي وضعت البلاد في مسار إعادة التأهيل في مجتمع التنمية الدولي وإعفاء حوالى خمسين مليار دولاراً أمريكياً من إجمالي ديون البلاد البالغة وقتها سته وخمسون ملياراً (بالقيمة الحالية الصافية للعام 2021)، إضافة إلى انفتاح آفاق منح تمويل الموازنة والقروض المدعومة الممولة من برنامج “المساعدة الإنمائية الدولية” International Development Assistance: IDA))، والاستثمارات المؤسسية والخاصة والتي سأتحدث عنها في المقال القادم.
كنت في تلك الأيام خلال وجودي على رأس وزارة المالية أسعى للتبشير بآفاق الإصلاح الاقتصادي والتبصير بفداحة تركة الإنقاذ الكارثية، حيث كنت أصف البلاد بأنها محتبسه في “حفرة عمقها ستون مليار دولار”. كانت البلاد قد قطعت شوطاً بعيداً في التأهيل لمشروع “الدول الفقيرة المثقلة بالديون” في سياق مفوضات نادى باريس
(Countries HIPC: Highly indebted Poor) وبالتالي الخروج من هذه الحفرة السحيقة الي فضاء الانتقال الاستثماري والمشروع النهضوي. لابد من الإشارة الا أن كلفة تمويل اعفاء ديون السودان كانت تقدر بحوالي ثلث مجمل موارد برنامج ال HIPC منذ انشائه في العام 1996، بينما كانت كلفة إعفاء ديون أكثر من 30 دولة فقيرة استفادت من هذا البرنامج حوالي الثلثين فقط، مما يعنى أن إعفاء ديون السودان كان سيشكل استحقاقاً وطنياً عظيماً في مسيرة البلاد نحو الانعتاق من “غلبة الدين” الذى تعوذ منه سيدنا محمد (صلعم)، وهذا الدين كان ولا يزال أحد أفدح جرائم نظام الإنقاذ الاقتصادية: بالله عليكم، هل هناك خيانة وطنية أفدح من القيام بذلك الانقلاب المشئوم وتفويت هذه الفرصة الثمينة والتي لم تكن ستسنح لولا انبهار العالم بهذه الثورة العظيمة وشبابها الأبطال.



طيب ما عفوهن لي شنو حتى الان الوطن مثقل بالديون ومش كدا وبس جو من وضعتوا ايديكم معهم ال دقلو وتمو الناقصة بقت بكاء وخراب ديار دمروا حتى تركة الانقاذ والبشير الراي شنو نحن عاوزين حلول يا سعادة الوزير حلول اعطوا الشباب فرصة فترنا من الكهول انتو خلاص ساكنها لي متين زي ما قال الهالك حميدتي وبعدين حاليا الشغال يدمر في السودان برضو الانقاذ والبشير والكيزان والكلام الفاضي البقي شماعة دا …. حاليا يا حبيب الشغال يدمر في الوطن ال دقلو وال زائد وبي دهب السودان ونهبه ومعهم حكومة فيس بوك اسمها تاسيس حكومة الحلو والتعايشي وابراهيم الميرغني وعلاء نقد وباقي الخيابة مالكم كيف تحكمون يا سعادة الوزير انصفوا الرجال البشير لقي الخرطوم بها 3 كباري فقط حاليا 12 كبري الكهرباء الطرق القومية المصانع التوسعة في التعليم ….الخ قبل الانقاذ السودان كان خلاء وصي ادوا الناس حقهم لا تظلموا عشان مافي زول يظلمكم لكن انتو ظلمتوا الانقاذ ونقدكم ليها كان خطاء فادح لانه غير بناء عشان كدا الشعب كرهكم وكره حكومتكم وكره احزابكم وتحزبكم خلكم عاقلين تجربة الانقاذ يتم نقضها من حزب المؤتمر الوطني نفسه ويكون نقد بناء عشان الناس تمشي قدام مش كواريك وسكلي منكم انتو بالذات في الاسافير والقنوات العربية والاجنبية فضحتونا فضيحة
القرفان اتلو قول الله : و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه اخلد إلى الأرض و اتبع هواه.
القرفان صاحب التعليق لا يمثل نفسه و لكنه يمثل كتلة من البشر في هذا السودان لن تعقل في أمور الحياة لسببين:
١/ التنشئة و البيئة القاحلة حضاريا حيث لا تفاعل مع الخارج و حكم الشمولية الظلامي
٢/ عدم اكتساب اي مهارات فردية او جماعية للقفز على الفجوة الحضارية و تدني التفكير بنسب مرتفعة للغاية وسط الشعب و إنتاج الجدل العقيم مما سهل على بقائهم مغفلين او أصحاب اهواء
يا القرفان يعفو الديون كيف وقد عاد للحكم نفس لصوص الإنقاذ الذين نهبوا تلك الديون؟ هل أنت كوز؟!
لو القرفان كوز ح يكون دة المطلوب و لكن لو القرفان مغفل كدو الوطن يخسر