
القائد الوطني، والزعيم الحقيقي، لا يخل بأمانة السلطة التي تولاها برضاء الشعب، ولا يغتال ثورته التي رواها بتضحياته وبدماء شبابه ليقتلع الظلم والفساد والاستبداد. ثم يقوم “الزعيم” بتسليمها لذات النظام الذي اقتلعه الشعب، لتكون أكبر واغرب جريمة سياسية في تاريخ البشرية.
القائد الوطني، والزعيم الحقيقي، لا يكون سببًا ولا شريكًا في إشعال الحروب في وطنه، ليُشرَّد الملايين من أبناء شعبه، ويترك الملايين داخل المدن والقرى يواجهون الدمار والموت وانتهاك الكرامة.
القائد الوطني، والزعيم الحقيقي، لا يعمل على تقويض مهنية وقومية القوات المسلحة وتحويلها إلى أداة في يد حزبٍ أيديولوجي، تخصص في التلاعب بمصير البلاد لحساب مصالحه الضيقة.
القائد الوطني، والزعيم الحقيقي، لا تصنعه كاميرات كاذبة تُغمض عينيها عن الجثث والركام، وتسد أذنيها عن صوت الرصاص وصراخ النساء والأطفال، وتُصوِّر “الزعيم” وهو في جولاتٍ مصطنعة يلوّح بيديه وسط البسطاء الذين أنهكتهم الحرب.
الزعامة لا تقوم على حبّ السلطة، بل على حبّ العدل، والرحمة، والإحساس الصادق بالمسؤولية تجاه الشعب، ثم السعي الجاد لتحقيق أحلامه المشروعة في السلام، والوحدة، والحرية، والديمقراطية.
لقد تمرد جون قرنق على السلطة، وظل الناس يعانون من ويلات الحرب لعشرات السنين، موتًا وضيقًا في المعيشة. ومع ذلك، عندما حضر قرنق إلى الخرطوم بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، خرجت الملايين من أبناء الشعب السوداني، متجردين من أي انتماء وهمي، واستقبلوه استقبال الزعماء الأبطال .
لم يكن السبب في ذلك أن قرنق كان زعيمًا مثقفًا وصاحب شخصية كاريزمية فحسب، بل الأهم من ذلك أن الشعب كان في حالة تذمّر من نظام الإنقاذ، الذي أجّج الحرب في الجنوب، وصوّرها جهادًا دينيًا، واستغلها في المزيد من القمع والاستبداد ، وتكريس الفساد والمحسوبية، ووقف التنمية، وبثّ كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم البلاد.
ثم جاءت اتفاقية السلام الشامل، محمّلة برؤية جون قرنق، لتفرض السلام، وتؤكد الرغبة في الوحدة، والحكم الديمقراطي، والمواطنة، والعدالة في توزيع الثروة والتنمية. واذا كانت الاتفاقية لم ينجم عنها الا فصل الجنوب، فقد كان ذلك تتويجًا لمخطط نظام الإنقاذ الذي لا يؤمن بوحدة الوطن، ففرّط ولازال يفرط، في الأرض بلا ذرة من مسؤولية.
ما يهمنا هنا، ان استقبال قرنق في الساحة الخضراء بالخرطوم، كان بمثابة استفتاء يؤكد رفض الشعب السوداني لنظام الانقاذ، وحرصه على السلام، والمواطنة، والوحدة، وتقاسم الثروة، والتنمية المتوازية، وتداول السلطة سلميًا.
ورغم مرارة ما يحدث الآن، وما يتضمنه من تجاوز لفظائع حرب الجنوب بكثير، وإصرار نظام الإنقاذ على الحرب وتقسيم الوطن، واتخاذ الجيش أداةً لذلك، فإننا، باسم الملايين المغلوبين على أمرهم، نظل نطالب الفريق البرهان أن يستمع ويتقبل كلمة الحق مهما كانت مرارتها، وأن يتقي الله في نفسه، وفي وطنه، وفي شعبه، وأن يعمل على تحرير إرادة القوات المسلحة، وإنهاء هذه الحرب العبثية كما سمّاها هو بنفسه.
فلعل التاريخ يشهد له موقفًا يرجو به وجه الله، لا مجد الدنيا الزائل. في لحظة صدق مع الذات ينقذ بها الدماء، ويحرر بها إرادة الوطن، دون خوف أو تردد؛ فيحدث الأثر.
فمن يرجو وجه الله لا يهاب تآمر المتآمرين.
“يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.”
يا مولانا أنت لسة بتحنس في الفلول هههههههه … ومن القائد الوطني الذي تعنيه ؟ ما قلت لك يامولانا أنت رجل طيب أو متعاطف … هؤلاء سيقتلعون إقتلاعاً كما حدث في مصر وتونس وسيحدث في ليبيا وفي كل بلد يظهر فيها هذا النبت الشيطاني !
يا مولانا سلام.. شايفك تجاهلت ردي عليك في المقالات السابقة. انا في انتظار ردك لأكتب لك سلسلة مقالات. حول رأيي في قانون التفكيك وتطبيقاته. ونسمع تعليقك كرجل قانوني حول كل مقال. بشرط أن يكون ذلك علنيا في صحيفة الراكوبة وليس في عجز مقالاتي ليستفيد الجميع. لست حريصا ان تكتب باسمك ألحقيقي أو بالمستعار. انا في انتظارك.
لك التحية استاذ عبد القادر
يا استاذ البرهان لا يملك سلطة اتخاذ قرار. وقف الحرب
وعليكم السلام ورحمة الله الأخ هاشم. شكرا على المداخلة لكي أوضح وجهة نظري باستفاضة سأكتب مقالا حول هذا الموضوع