مقالات وآراء

النخب السياسية

الارقم السماني

إن دورة إعادة التاريخ لنفسه دائماً ما تفضح لنا الكثير من الحقائق السياسية المخفية كدور النخب في تمكين الإستعمار السياسي للدول، وتجلي ذلك بشكل واضح وسافر من خلال إكتمال دورة مراحل الثورة السودانية من إسقاط نظام إلي تشكيل نظام بديل، غيب الشعب وإستبعد كلمته وداس علي جراحاته، بواسطة النخب المصنوعة والمرتبطة بمصالح الأجنبي المستعمر.

فالمراجعة التاريخية لطريقة تشكل هذه الدول بعد خروج المستعمر الشكلي العسكري، ولحالة النخب المسيطرة في كل دولة يظهر أن هذه الدول ووظيفتها وهياكلها الداخلية لم تتشكل بطريقه تمكنها من بناء هياكل مؤسسية أو تجعل منها توطئة لإستقلال وطني حقيقي.

وذلك أن مشروع تشكل هذه الدول لم يكن في الأصل مشروعاً أو نمطاً من النظام يمكن أن يؤدي إلى بناء دول مستقلة حقيقية.

وتجلي ذلك بشكل أعمق وأشمل من حالة الثورة السودانية في الحالة “الأفغانية الكرزائية” والحالة “العراقية المالكية”، فهاتين الحالتين قد أغنتا كل باحث عن دراسة التاريخ البعيد لمعرفة نشأة الدول وسبر أغوارها.

كما أن هذه النخب التي تشكلت وحكمت في هذه الدول لم يكن لها وليس من مصلحتها ووفق قياس أوضاع تشكيلها ودورها، الذهاب بإتجاه البناء الداخلي وفق أسس تنمي وتفعل دور الشعوب لبناء وحماية إستقلال حقيقي تسعي إليه بل علي الضد لم تبن مؤسسات دولة تفعل العلاقة بينها وبين شعوبها خوفاً من إمكانية تغيير هذه النخب وإستبدال مشروعها في الحكم(الإستبداد).

ومن هنا يبدو أن ثمة ضرورة ملحة لمراجعة دور هذه النخب.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..